السودان يطلب رسميا "وساطة رباعية" في ملف سد النهضة

رئيس الوزراء السوداني يدعو الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات السد.
الاثنين 2021/03/15
إشراك وسطاء لإحداث اختراق في ملف سد النهضة

الخرطوم - أرسل رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك خطابات إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

واقترح حمدوك في الخطاب تغيير النهج المتبع في المفاوضات والذي أدى إلى عدم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة خلال فترة التفاوض الماضية، مشددا على ضرورة تأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرباعية، للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد، وأكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم.

وشدّد بيان صادر عن وزارة الخارجية على أن خطاب رئيس الوزراء حول تشكيل اللجنة الرباعية يهدف إلى تعزيز دور الاتحاد الأفريقي في عملية المفاوضات، وهي ليست أبدا بديلا عنه.

وأوضح أن الكونغو الديمقراطية بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، يجب أن تواصل تنسيق هذه الرباعية وقيادتها.

وأشار الخطاب إلى أن الرباعية من شأنها أن تقدم دعما دوليا وإقليميا كبيرا، وتشكّل الضمانة المطلوبة لبناء الثقة وتعزيز الخبرات الموجودة في مجال قضايا المياه العابرة للحدود.

صورة

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة كانت جزءا من المفاوضات، وبالتالي على دراية بالموقف في سد النهضة.

وأشار إلى أن حكومة السودان تشعر بالقلق إزاء تصريحات إثيوبيا بعزمها على ملء ثان لسد النهضة في يوليو 2021، دون اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، مؤكدا أن أي إجراء أحادي للملء سوف يلحق الضرر بالسودان ويهدد أمنه القومي.

ولفت إلى أن السودان سوف يتبع هذه الخطابات ويكثف التحرك الدبلوماسي الإقليمي والدولي لشرح الموقف الراهن وخطورته، مؤكدا ضرورة دعم اللجنة الرباعية وحث الجارة إثيوبيا على الرجوع إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة.

وتأتي الخطوة السودانية بعد أيام على تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي موقف بلاده الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، قبل موسم الأمطار المقبل، وتجديده دعم القاهرة للمقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي للتوسط في القضية.

ومؤخرا أعلنت الخارجية الإثيوبية رفض أديس أبابا الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية.

وتقدم السودان بمقترح ودعمته القاهرة حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

وتشمل كلا من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.

ولا يزال سد النهضة الذي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه، محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.