السودان يسترد أراضي شاسعة من رموز نظام البشير

الخرطوم - أعلنت لجنة إزالة تمكين النظام السابق ومحاربة الفساد في السودان السبت، استرداد أراض من ملاكها المسجلين من رموز وقادة نظام الرئيس السابق عمر البشير، بلغت 2376 فدانا بولاية النيل الأبيض جنوب البلاد.

ويُنظر إلى التقدم الذي تحرزه اللجنة باعتباره اختبارا حاسما لتقدم الانتقال نحو الحكم الديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير في 2019.

ومنذ بدأت العام الماضي الكشف عن ممتلكات نخبة عهد البشير، بما فيها مقتنيات رئيسية على شاطئ النيل في العاصمة الخرطوم، وأراض زراعية خصبة وشركات مربحة، تحظى إفادات اللجنة التي يبثها التلفزيون بمتابعة على نطاق واسع.

وتقول اللجنة "إنها قررت استرداد أراض مسجلة بأسماء رموز وقادة النظام البائد، بلغت 962 هكتارا بولاية النيل الأبيض (جنوب)، تم الاستيلاء عليها باستغلال النفوذ والسلطات".

وشمل القرار، الذي تلاه أعضاء اللجنة في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم السبت، استرداد 500 فدان من إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان في النظام السابق، و150 فدانا من نائب عمر البشير الأسبق علي عثمان محمد طه، و100 فدان من نائب البشير في حزب المؤتمر الوطني وزير الداخلية الأسبق أحمد محمد هارون، و150 فدانا من محمد حسن الأمين نائب رئيس المجلس الوطني ومحامي الرئيس المخلوع.

كما شمل القرار استرداد أراض من هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة الأسبق، ومدير جهاز المخابرات العامة الأسبق محمد عطا المولى عباس، وإبراهيم عمر الأغا الخواض مدير مكتب نائب الرئيس المعزول علي عثمان، ومن القيادي بحزب البشير حاج ماجد سوار، إضافة إلى آخرين من قادة النظام السابق، ونص القرار على أن يعاد سجل الأراضي باسم حكومة السودان.

ويدير السودان تحالفا لتقاسم السلطة، يضم جماعات سياسية مدنية والجيش، أطاح بالبشير بعد شهور من الاحتجاجات.

وتتألف اللجنة من سياسيين وقادة عسكريين ومسؤولين حكوميين، ومن المقرر أن تواصل عملها حتى نهاية الفترة الانتقالية المقرر لها مطلع عام 2024.

وأنهت لجنة إزالة التمكين خدمات المئات من الموظفين والعاملين في مؤسسات حكومية مختلفة.

وشملت قائمة قرارات اللجنة إنهاء خدمة 74 من منسوبي مصلحة أراضي ولاية الخرطوم، و21 من منسوبي إشرافية نظافة الخرطوم، و43 من منسوبي وزارة الزراعة والثروة السمكية بولاية الخرطوم.

وأنهت خدمة 149 من منسوبي ديوان الضرائب، إضافة إلى إنهاء خدمة 23 من القطاع الحكومي من صندوق المعاشات، و45 موظفا في القطاع الخاص.

كما أنهت خدمة 10 من مديري الإدارات بصندوق رعاية الطلاب، و79 من سونا، إضافة إلى 207 من سودانير، و23 من سلطة الطيران المدني، وإنهاء خدمة 122 من منسوبي شركة مطارات السودان القابضة، وإنهاء خدمة 27 من العاملين في شركة السكر السودانية.

وأصدر رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في العام 2019، قرارا قضى بتشكيل لجنة إزالة "التمكين" لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المسروقة.

وبعد ثلاثة عقود في الحكم، وعقب احتجاجات شعبية منددة بتردي الوضع الاقتصادي، عزل الجيش البشير من الرئاسة في الحادي عشر من أبريل 2019، وأُودع مع آخرين من أركان نظامه السجن.

ويعيش السودان منذ الحادي والعشرين من أغسطس 2019، مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش والحركات المسلحة و"قوى إعلان الحرية والتغيير".