السودان يحشد دعما إقليميا لموقفه من أزمة سد النهضة

آبي أحمد يعلن أن إثيوبيا تنتظر يوليو لبدء الملء الثاني للسد لما يمثله من نهضة كبيرة لها.
الأحد 2021/05/02
مساع لإيجاد حلول سياسية

الخرطوم - وصلت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي إلى أوغندا، ضمن جولة لحشد الدعم الإقليمي لموقف بلادها من أزمة سد النهضة.

وقالت المهدي إن بلادها "قدمت كافة التنازلات في سبيل إيجاد حل يخاطب مصالح الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) بشأن سد النهضة".

وأشارت إلى موقف السودان "الداعي إلى دعم آلية تفاوضية جادة وفعالة بقيادة الاتحاد الأفريقي ومنح دور أساسي للخبراء والمراقبين، للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن السد".

وبينما يطرح السودان ومصر وساطة رباعية لحل أزمة السد، مكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، ترفض إثيوبيا ذلك وتتمسك بوساطة يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

واعتبرت المهدي خلال مباحثات مع نظيرها الأوغندي سام كوتيسا بالعاصمة كمبالا، أن الجانب الإثيوبي "يعمل على شراء الوقت بتعنته في المفاوضات وفرض سياسة الأمر الواقع"، في إشارة إلى الملء الثاني.

وأوضحت أن جولتها الأفريقية تأتي "انطلاقا من حرص السودان على إطلاع دول القارة الأفريقية على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة، ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد".

ويأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مجددا أن بلاده تنتظر يوليو لبدء الملء الثاني للسد، لما يمثله من نهضة كبيرة لها.

وقال أحمد في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك "الانتخابات المقبلة في مايو هي أحد  معالم قيامة إثيوبيا.. وبالمثل سد النهضة الذي طال انتظاره أصبح يقترب من الاكتمال"، مضيفا "نتطلع إلى الملء الثاني خلال الفيضانات في يوليو المقبل".

وتصر أديس أبابا على ملء ثان للسد بالمياه، في يوليو وأغسطس المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

وتقول إثيوبيا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان المائية، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس، وتصف مطالب البلدين في هذا الخصوص بـ"غير العقلانية".

وتناولت المهدي مع كوتيسا، كذلك، وفق بيان الخارجية السودانية، أزمة الخلافات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، والعلاقات الثنائية بين الخرطوم وكمبالا وسبل تطويرها في كل المجالات، لاسيما الاقتصادية.

وأعرب كوتيسا عن أمله في أن "يتوصل السودان وإثيوبيا إلى حل مشكلتي سد النهضة والحدود بوسائل سلمية تراعي المصالح المشتركة وتخاطب المخاوف الحقيقية".

وأكد "استعداد أوغندا لمساعدة كافة الأطراف لإيجاد حل يكسب فيه الجميع".

ومنذ أشهر تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على "أراض لها" في منطقة حدودية مع أديس أبابا، وسط تأكيد إثيوبيا على "الاستيلاء على 9 معسكرات تابعة لها".

وقال كوتيسا إن بلاده "ستدعم الاتجاه إلى حل تفاوضي ودي" في ما يتعلق بسد النهضة، مشيرا إلى أن "الحل المتفاوض عليه يجب أن يصب في مصلحة الأطراف الثلاثة دون أن يسبب ضررا لأي طرف".

وفي وقت لاحق التقت المهدي مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بمدينة عنتبي، وفق بيان للخارجية السودانية.

ونقل البيان عن موسفيني تأكيده "دعم أوغندا للحوار المفضي إلى تحقيق مكاسب كل الأطراف (بشأن سد النهضة)"، مشيرا إلى أن "المدخل الصحيح لمعالجة نقاط الخلاف هو الاتفاق على الرؤية الاستراتيجية لإدارة مياه النيل".

وطبقا للبيان "وعد موسفيني بالاتصال برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أقرب وقت للتباحث معه لتقريب وجهات النظر، بما يمكّن التوصل إلى مفاوضات جدية تحدث تقدما في هذا الملف المهم".

والخميس بدأت المهدي جولة أفريقية من كينيا، ثم رواندا الجمعة، وأوغندا السبت، وتشمل أيضا الكونغو، بغرض شرح موقف السودان من سد النهضة.