السودان سوق أخرى بديلة لشحنات وقود الديزل الروسي

موسكو - أصبح السودان أحدث الأسواق البديلة لتصريف كميات وقود الديزل الروسي بعيدا عن العقوبات الأوروبية على النفط الخام ومشتقاته المنتجة من قبل العضو في تحالف أوبك+، والتي يبدو أنها لا تأتي بالكثير من النتائج المرجوة منذ تطبيقها قبل أكثر من عام.
وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن الخميس أن روسيا بدأت تصدير وقود الديزل إلى السودان، في الوقت الذي تسعى فيه إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها النفطية المكررة بعد حظر فرضه الاتحاد الأوروبي.
ومنذ الحظر الأوروبي الكامل على واردات المنتجات النفطية الروسية في شهر فبراير 2023، تم تحويل إمدادات الديزل إلى البرازيل وتركيا ودول في أفريقيا مثل تونس وآسيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى عمليات التحميل من سفينة إلى سفينة.
70
ألف طن تم تسليمها مطلع هذا الشهر، وثمة شحنات روسية أخرى ستصل إلى السودان
في المقابل، يواجه السودانيون أزمة عميقة جراء الشلل الذي أصاب كافة القطاعات الإنتاجية وتوقف حركة الصادرات ونقص السلع بما فيها الوقود وتراجع قيمة العملة المحلية وانخفاض الإيرادات العامة بنسبة 80 في المئة مع اقتراب الحرب من إكمال عامها الأول.
وتشير بيانات بورصات لندن إلى أن ناقلتي وقود، هما بافو روك وكونفا، سلمتا في الإجمال نحو 70 ألف طن من الديزل الذي يحتوي على نسبة كبريت منخفضة للغاية إلى السودان بعد تحميلها في فبراير من ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن تفريغ الشحنات تم بميناء الخير في بورتسودان في الثاني والخامس من أبريل الحالي.
وتظهر المعطيات أيضا أن سفينة أخرى تحمل اسم ماربيلا صن تم تحميلها في مارس الماضي من ميناء فيسوتسك الروسي على بحر البلطيق، تتجه نحو بورتسودان ومن المفترض أن يتم تفريغها الأربعاء المقبل.
ولم تعلق وزارة النفط السودانية على الأمر، لكن أحد المحللين قال لورويترز الخميس إن “السودان يحتاج إلى نحو 45 ألف برميل يوميا من الديزل (6 آلاف طن يوميا) لتلبية الطلب المحلي”.
وتستورد البلاد ما بين 60 و70 ألف طن من الديزل شهريا، معظمها من السعودية والإمارات، اللتين تعتبران من بين أكثر الدول العربية دعما للسودان من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الراهنة.
وتظهر بيانات مجموعة بورصات لندن أن إجمالي وصول وقود الديزل إلى السودان بلغ حوالي 116 ألف طن في مارس الماضي.
وتعرضت أكبر مصفاة في البلاد الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إلى التدمير الكامل من قبل الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، الأمر الذي فاقم من مشكلة توفير الوقود للناس الذين يمرون بأقسى ظروف معيشية منذ عقود.
وقبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، كانت مصفاة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم تغطي نحو 75 في المئة من استهلاك السوق المحلية من البنزين وحوالي 50 في المئة من الديزل وتتم تغطية العجز عن طريق الاستيراد من الخارج، وفق تقديرات رسمية.
48
مليون نسمة في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للاستمرار في مواجهة أوضاعهم الصعبة
ولدى السودان 4 منشآت للتكرير، فإلى جانب الجيلي، التي تمتلك الشركة الوطنية للبترول الصينية نصفها، هناك مصافي بورتسودان وأبوجابرة والأبيض، وفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لوزارة الطاقة والنفط.
ويحتاج أكثر من نصف سكان البلاد المقدّر عددهم بنحو 48 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة للاستمرار في مواجهة أوضاعهم الصعبة، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من المجاعة، وفي ظل النقص الحاد في المواد الأساسية.
كما يعيش السودانيون على وقع أزمة حادة في المشتقات النفطية، وقد تعطلت الحياة بشكل لافت خاصة في المناطق التي تشهد استقرارا نسبيا، بينما وصلت أسعار البنزين والديزل وغاز الطهي إلى مستويات فلكية خارج السوق الرسمية الشحيحة أصلا.
ووفق المعطيات المتوفرة، يبلغ سعر غالون الوقود سعة 4 لترات 100 ألف جنيه (نحو 166.6 دولارا) في السوق السوداء بولايات (محافظات) الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وسط البلاد، وتتضاعف أسعاره في العاصمة الخرطوم ومع ذلك يصعب الحصول عليه.
وذكر المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية في تحليل نشره يناير الماضي، أن السودان يمتلك احتياطيات مؤكدة من النفط تبلغ حوالي 1.5 مليار برميل وذلك وفقا لتقديرات عام 2022.
وهذه التقديرات بقيت دون تغيير منذ انفصال جنوب السودان في 2011، والذي استأثر باحتياطيات تبلغ 3.5 مليار برميل من النفط وقضم معه 70 في المئة من دولة السودان التي كانت موحدة قبل ذلك التاريخ.