السوداني يقنع قادة الفصائل الولائية بعدم تعريض العراق للحرب

الحكومة العراقية تصف تقارير تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ إيران هجوما على إسرائيل بـ"ذرائع كاذبة" تهدف جر البلاد إلى الحرب.
الخميس 2024/11/07
تصعيد الميليشيات الولائية ضد إسرائيل قد يجلب المآسي للعراق

بغداد - كشف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مساء الأربعاء أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط، بعد تأكيد العراق أن أراضيه لن تُستخدم "لتنفيذ هجمات أو ردود" في إطار التوتر الإقليمي المستعر لاسيما بين إسرائيل وإيران.

وقال وزير الخارجية في مقابلة مع محطة تلفزيون "زاكروس" الكردية مساء إن "قادة الفصائل ملتزمون بالاتفاق مع رئيس الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على البلاد".

وأشار إلى أنهم أعطوا وعدا للسوداني بأنهم لن يتحركوا بطريقة تشعل حرباً أو رد فعل قويا ضد البلاد. وشدد على أن البلاد تحتاج إلى الهدوء، محذرا من أن أي "تحركات أو هجمات من الداخل العراقي على إسرائيل ستؤدي إلى مشاكل" وقال "نحن على اتصال مع الولايات المتحدة الأميركية والأصدقاء من أجل دفع النار عن العراق".

وأضاف "أن الجانب الأميركي أبلغنا بضرورة السيطرة على الداخل العراقي وإبعاد البلاد عن الحرب، كما أن الجانب الأميركي لعب دورا في عدم تعرض العراق لضربات إسرائيلية".

وأوضح الوزير العراقي" علاقاتنا جيدة مع كل من واشنطن وطهران ونعمل على التهدئة ونقل الأفكار والعمل على عدم حصول هجوم ضد إيران ونحن قلقون جدا من توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط".

وقال" إن الحكومة العرقية ضد أي خرق للأجواء العراقية من أي طرف ونعمل على منع إستخدام أجوائنا لتهديد الآخرين وإن إعلان الحرب والسلم من إختصاص الحكومة والبرلمان ونعمل على إبعاد الحرب عن العراق ونحن في حالة قلق على العراق والمنطقة".

وكانت الحكومة العراقية أكدت في بيان بوقت سابق الأربعاء أن أراضيها لن تُستخدم "لتنفيذ هجمات أو ردود"، في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة حيث تهدد إيران بالرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفتها.

كما نفت في بيان للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي "ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات إيرانية ضد إسرائيل"، واعتبرت أنها "ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه".

وأتت تلك المواقف بعدما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مصدر استخباراتي إسرائيلي قوله إن إيران قد ترد على الدولة العبرية انطلاقا من الأراضي العراقية.

إلى ذلك نقل موقع "أكسيوس" الثلاثاء عن مسؤولَين أميركيَّين قولهما إن الولايات المتحدة حذرت العراق من أنه قد يتعرّض لـ"هجوم إسرائيلي" إذا لم يمنع إيران من الرد على اسرائيل من أراضيه.

وكشف التقرير الأميركي، عن معلومات استخباراتية تُشير إلى أن "الحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل طائرات بدون طيار وصواريخ بالستية إلى الميليشيات الشيعية في العراق، ويُخطط لشن هجوم مشترك ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية".

وجرت اتصالات هاتفية عبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء العراقي للتعبير عن قلق الولايات المتحدة العميق إزاء هذه المعلومات، وللضغط عليه من أجل اتخاذ إجراءات لمنع هذا الهجوم، وقد جرى تحذير حكومة السوداني من أن إسرائيل قد ترد عسكرياً على أي هجوم إيراني ينطلق من الأراضي العراقية، مما قد يُعرض العراق لمخاطر أمنية كبيرة"، بحسب تقرير أكسيوس.

في خضم التوتر الذي تشهده المنطقة حيث تهدد إيران بالرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفتها أواخر أكتوبر الماضي، تسعى حكومة بغداد التي وصلت إلى السلطة بدعم أحزاب موالية لإيران، إلى تحقيق توازن دقيق بهدف إبعاد العراق عن التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من عام في ظل حرب اسرائيل مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان.

وينتشر جنود أميركيون في العراق في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

واستهدفت هؤلاء الجنود عشرات الهجمات الصاروخية وغارات من مسيرات شنتها جماعات مسلحة عراقية موالية لإيران، أعلنت مسؤوليتها أيضا عن هجمات ضد إسرائيل.

وفي هذا السياق بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأوضاع في العراق مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية الثلاثاء.

وأكد البيان أن بلينكن دعا الحكومة العراقية إلى "حماية الطواقم الأميركية" في العراق. ونقل البيان عن بلينكن قوله "من المهم ألا ينجر العراق إلى صراع إقليمي". وأضاف "يجب على العراق أن يمارس سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مأذون بها من أراضيه"