السوداني في الأردن لاحتواء تداعيات سقوط الأسد على البلدين

عمان- دفعت التطورات المتسارعة في سوريا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للقيام بزيارة مفاجئة إلى الأردن بعد أيام قليلة على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد من قبل الفصائل المسلحة المعارضة، مع مخاوف من تداعيات سلبية على الدول المجاورة ومنها العراق والأردن بشكل خاص.
وبحسب مسؤول حكومي عراقي فإن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الأردن تأتي في إطار حراك للعراق يخص الأوضاع في سوريا ويتركز على تنسيق المواقف والرؤى العربية والإقليمية خاصة في ظل التغيرات المتسارعة.
◄ السوداني يؤكد دعم خيارات الشعب السوري نحو بناء سوريا مستقرة ومزدهرة تضمن مشاركة جميع مكوناتها في إدارة شؤون البلاد
ويخيّم مشهد جديد في سوريا جارة العراق مع انتهاء نظام الأسد وإعلان فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على البلاد، بعد هجوم بدأ على نحو سريع استمر على مدى 11 يوماً، أنهى حكماً دام 24 عاماً، وحقبة استمرت لنحو 6 عقود.
ويتخوف مسؤولون في العراق إزاء التغيير في المشهد السوري، خصوصًا مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مقاليد السلطة، التي تضم عناصر من تنظيمات متطرفة مثل “جبهة النصرة” سابقاً وغيرها.
كما يرتبط ذلك بمخاوف من انتقال تداعيات الصراع السوري إلى الداخل العراقي والأردني، عبر تصاعد النشاط المسلح على طول الحدود المشتركة، وهذا الأمر دفع بالعراق إلى نشر تعزيزات عسكرية كبيرة.
كما تخشى سلطات البلدين من أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى فراغ أمني قد تستغله تنظيمات متطرفة لتعزيز نفوذها في المنطقة.
ووفقا للديوان الملكي ومكتب رئيس الوزراء العراقي، بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع السوداني في عمان “التطورات الراهنة في المنطقة، والأحداث على الساحة السورية” وأكد الملك عبدالله “وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام إرادتهم، وضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها.”
وحض الجانبان على “بذل أقصى الجهود للحؤول دون الانزلاق إلى الفوضى، وتوسع الصراع في الإقليم.”
من جهته، أكد السوداني “أهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة، وضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة البلاد وتنوعها الإثني والديني والاجتماعي.”
◄ العراق والأردن يخشيان أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى فراغ أمني قد تستغله تنظيمات متطرفة لتعزيز نفوذها
كما أكد “دعم خيارات الشعب السوري نحو بناء سوريا مستقرة ومزدهرة تضمن مشاركة جميع مكوناتها في إدارة شؤون البلاد.”
وبدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا في 27 نوفمبر انطلاقا من شمال سوريا، مكنها من دخول دمشق فجر الأحد 8 ديسمبر وإعلان إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد.
وكلّفت الهيئة الثلاثاء محمد البشير الذي كان يرأس “حكومة الإنقاذ” في إدلب، معقل فصائل المعارضة بشمال غرب البلاد، بتولّي رئاسة حكومة تصريف الأعمال.
وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ووفقا للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.
وللعراق حدود برية مع سوريا يتجاوز طولها 600 كيلومتر، ويستضيف نحو 280 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.