السوداني تحت قبة البرلمان لمناقشة قضايا مهمة في جلسة سرية

المناقشات تتعلق بالأداء الحكومي وبرنامج الإصلاح والتشريعات المؤجلة والوضع الاقتصادي وخصوصا الجانب الأمني والتحديات الإقليمية.
الأربعاء 2024/12/04
السوداني لأول مرة في البرلمان منذ منحه الثقة

بغداد - وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى مبنى البرلمان، لأول مرة منذ منحه الثقة، لمناقشة عدد من القضايا المهمة التي تمس الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، وذلك خلال جلسة نيابية سرية.

وتصدرت فقرة استضافة السوداني جدول أعمال البرلمان اليوم الأربعاء، حيث تعد هذه الاستضافة هي الأولى من نوعها منذ منح السوداني الثقة قبل عامين.

ووصل السوداني إلى مبنى مجلس النواب، برفقة وزير التخطيط محمد تميم، ووزير الداخلية عبدالأمير الشمري، ووزير الخارجية فؤاد حسين، وكان في استقباله رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، حيث من المقرر أن يناقش اللقاء جملة من القضايا المهمة المتعلقة بعمل الحكومة والتنسيق مع السلطة التشريعية.

وتأتي استضافة السوداني بناءً على طلبه، للحديث عن سياسات الحكومة والتدابير التي تتخذها لمواجهة التحديات والتطورات الجارية في المنطقة، منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023. وفق بيان المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء،

كما تأتي في ظل تصاعد الجدل حول عدد من الملفات الحيوية، بما في ذلك التعديل الوزاري المرتقب، وتأخر تشريع القوانين المهمة، إضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه الحكومة.

وخلال الجلسة، يقدم السوداني تقريرا عن مدى تحقيق حكومته لأهداف البرنامج الحكومي خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة في تحسين الخدمات العامة ومكافحة الفساد.

كما يناقش البرلمان مع السوداني تأخر تشريع قوانين حيوية، بما في ذلك قانون الأحوال الشخصية وتنظيم عقارات الدولة، مع التركيز على تأثير الخلافات السياسية بين الكتل على تمرير هذه التشريعات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، سيتناول السوداني ملف ارتفاع أسعار صرف الدولار، وتأثيره على الاقتصاد المحلي وخطط الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والعمل على تحقيق الاستقرار المالي.

ومن المقرر أن يناقش رئيس الوزراء العراقي التحديات الأمنية التي تواجه العراق، خاصة في ظل التوترات الإقليمية في سوريا، واستعراض جهود الحكومة في الحفاظ على الأمن الداخلي ومواجهة الإرهاب.

ومن المنتظر أن تشهد الجلسة نقاشات مكثفة بين رئيس الوزراء والنواب حول أداء الحكومة ومدى تنفيذ برنامجها الإصلاحي، إلى جانب محاولات لتقريب وجهات النظر بشأن الملفات العالقة بين القوى السياسية.

وصوت مجلس النواب في بداية جلسة الاستضافة على أن تكون "الجلسة سرية" فيما يتعلق في الجانب الأمني.

وقال عضو كتلة دولة القانون النيابية النائب فراس المسلماوي الأربعاء في تصريح لموقع "المعلومة" إن "اضافة فقرة استضافة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لجدول أعمال جلسة الأربعاء جاء بناء على طلبه لمناقشة التطورات الامنية والأوضاع في سوريا".

وأضاف أن "الجلسة سيتم فيها عرض ومناقشة التطورات الأمنية وأتوقع أن تتحول الجلسة من العلنية الى السرية وذلك لأهمية المعلومات التي سيتم طرحها من اجل الحفاظ على المعلومة وما يمتلكه العراق من امكانيات وقدرات ولعدم اطلاع العدو عليها ".

وأشار إلى أن "الجلسة تنحصر بمناقشة الملف الأمني وعرض الاستعدادات والاستحضارات العسكرية على الحدود العراقية السورية التي سبق وان تم مناقشتها قبل يومين من قبل وزير الدفاع والقيادات الأمنية والاستخبارية وقادة صنوف الجيش العراقي والحشد الشعبي مع لجنة الامن والدفاع النيابية".

وباتت فصائل المعارضة السورية الآن تسيطر على كامل أحياء حلب، ثاني أكبر المدن السورية، بينما تواصل عملياتها على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية.

وبفقدان كامل مدينة حلب وأريافها على يد الفصائل المسلحة، يكون النظام السوري ورئيسه الأسد تعرضا لأكبر الضربات العسكرية منذ استعادة مناطق واسعة في البلاد بدعم روسي وإيراني.

وعزز الحشد الشعبي، اليوم الأربعاء، انتشار قواته لتأمين الشريط الحدودي مع سوريا، فيما وصل رئيس الهيئة فالح الفياض إلى نينوى لتفقد قواطع العمليات فيها.

ورفع العراق حالة التأهب العسكري، ونشر تعزيزات عسكرية شملت 3 ألوية من الجيش ولواءين من قوات الحشد الشعبي على طول الحدود مع سوريا.

وتعززت الحدود التي تمتد لأكثر من 620 كم، بخطوط دفاعية متلاحقة، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة وسياج بي آر سي وجدار كونكريتي وخنادق، فضلاً عن العناصر البشرية وكاميرات حرارية، لرصد وصد أي هجمات أو تسلل حدودي.

وخلال يومين نجحت جماعات مسلحة تسمي نفسها المعارضة السورية، عبر هجوم مباغت، في اجتياح مدينة حلب والسيطرة الفعلية على أجزاء واسعة منها، وسط انسحاب قوات الجيش السوري من الكثير من المواقع داخل المدينة، وامتدت المواجهات العسكرية من مدينة حلب وريفها إلى محورين آخرين، الأول من الجهة الشرقية لمدينة حلب، والآخر ينطلق من ريف محافظة إدلب باتجاه أطراف حماة.

وذكرت تلك القوات أن الهجوم الأخير جاء "ردا على الضربات المتزايدة التي شنتها القوات الجوية الروسية والسورية في الأسابيع القليلة الماضية ضد المدنيين في مناطق بإدلب وأيضا لاستباق أي هجمات من الجيش السوري".

وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا، كما شهد ردود أفعال إقليمية مختلفة.

وأكد مجلس الاستخبارات الوطني، الأحد، أن ما يجري في سوريا هو أعمال إرهابية، وأن العراق سيقف "إلى جانب الشعب السوري الشقيق وجيشه البطل في مواجهة الإرهاب".

وأكدت مصادر عراقية وسورية لرويترز نشر المزيد من المسلحين العراقيين المدعومين من إيران في سوريا، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية العراقية إلى نفي تلك الأنباء واصفة إياها بـ"الكلام الإنشائي" على فيسبوك".

وقال مصدران أمنيان عراقيان إن ما لا يقل عن 300 مسلح، معظمهم من منظمة بدر وحركة النجباء، عبروا مساء الأحد من طريق ترابي لتجنب المعبر الحدودي الرسمي، وأضافا أنهم تحركوا للدفاع عن ضريح شيعي.

وقال مصدر عسكري سوري كبير "هاي تعزيزات جديدة لمساعدة إخواننا على خطوط التماس في الشمال"، مضيفا أن المسلحين عبروا في مجموعات صغيرة لتجنب الاستهداف الجوي.

وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، الاثنين، عن تحريك "قطعات مدرعة" من الجيش، باتجاه حدود البلاد الغربية، وأوضح رسول أن تلك القطاعات ستتمركز على الحدود المنفتحة من منطقة القائم جنوبا، إلى أن تصل إلى حدود الأردن.