السنغالي عبدالله بتيالي الأقرب لخلافة ويليامز في ليبيا

نيويورك - أفادت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة الثلاثاء بعدم وجود اعتراض من أي من أعضاء مجلس الأمن الدولي (15 دولة) على تعيين الوزير السنغالي السابق عبدالله بتيالي رئيسا جديدا للبعثة الأممية في ليبيا، بعد أن توقعت مصادر دبلوماسية الاثنين أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تعيينه قريبا.
وقالت المصادر بعد أن طلبت عدم نشر أسمائها إنه توجد “موافقة ضمنية” من كل أعضاء المجلس على تعيين بتيالي.
وأضافت أن الأمر يتعلق الآن بإعلان رسمي يصدره مكتب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش.
المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة السفير طاهر السني اعترض على اختيار بتيالي رئيسا جديدا للبعثة الأممية في ليبيا
وأوضحت أن غوتيريش لم يتسلم أي اعتراض من رئيس مجلس الأمن السفير الصيني جيون تشانغ على ترشيح الوزير السنغالي للمنصب.
ووفق تقارير إعلامية ليبية فإن المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة السفير طاهر السني اعترض على اختيار بتيالي، وهو ما علقت عليه المصادر بقولها إن الأمر يعود الآن إلى الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ القرار المناسب.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك أن “غوتيريش سيمضي قدما، قدر الإمكان، في عملية اختيار مبعوث جديد له في ليبيا”.
وأضاف دوجاريك في تصريح صحافي “بعد أن يصلنا خطاب من رئيس مجلس الأمن يبلغنا فيه بأنه أحيط علما بالموضوع، بما يعني عدم وجود اعتراض من قبل أي عضو بالمجلس، نكون قد وصلنا إلى اسم المرشح”.
ويتطلب تعيين رؤساء البعثات الأممية عدم اعتراض أي دولة من الدول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن.
ومن المنتظر أن يواجه بتيالي في حال تعيينه رسميا العديد من الملفات الحارقة حيث تعيش ليبيا على وقع انقسامات حادة خاصة بين حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من البرلمان.
وسيسعى بتيالي لمواجهة الانقسام الحاد في ليبيا ودفع الخصوم السياسيين إلى العمل على إعادة تنشيط المسار الدستوري المتوقف بعد فشل جولات اللجنة الدستورية المشتركة من مجلسي النواب والدولة في التفاهم حول إطار دستوري للانتخابات المؤجلة.
وفي السادس من ديسمبر 2021 عَيَّنَ غوتيريش القائمة السابقة بأعمال رئيس البعثة الأممية في العاصمة طرابلس ستيفاني ويليامز مستشارة خاصة له بشأن ليبيا.
وجاء تعيينها قبل 4 أيام من بدء سريان استقالة المبعوث الأممي السلوفاكي يان كوبيش.
وتعرضت ويليامز لانتقادات واسعة بسبب فشلها في مواجهة الانقسام ودفع الخصوم السياسيين للتوافق على قاعدة دستورية تنظم الاقتراع.
غوتيريش لم يتسلم أي اعتراض من رئيس مجلس الأمن السفير الصيني جيون تشانغ على ترشيح الوزير السنغالي للمنصب
وانتقدت ويليامز الطبقة السياسية في ليبيا دون استثناء وكانت وسائل إعلام محلية تناقلت جانبا من حديث لويليامز مع أحد الليبيين مصطفى الفيتوري قالت خلاله إن “قادة ليبيا يرحبون بالتدخل الخارجي، ويحبون أن يسافروا، وأن يتم استقبالهم بالبساط الأحمر”.
ووفق الحديث فقد “أقرت ويليامز بأن الفشل الحقيقي هو فشل ليبي بامتياز ويخص النخبة السياسية”، متهمة هذه النخب بأنها “لا تريد الانتخابات”، وأرجعت ذلك لسبب رئيسي واحد هو أنها “ستخسر امتيازاتها”.
واعتبرت ويليامز أن كل الأجسام القائمة الآن “فقدت مصداقيتها وشرعيتها ووجب تغييرها فورا”، وأبدت أملها في أن “يتمكن مجلس الأمن في اجتماعه يوم الرابع والعشرين من أغسطس من تعيين مبعوث جديد لليبيا”.
وألقت ويليامز باللوم أيضا على التدخل الخارجي في ليبيا، إلا أنها أشارت إلى أن “النخبة المتزعمة المشهد هي من فتحت له الباب ومازالت ترحب به”.
وتشير تصريحات ويليامز ولومها للطبقة السياسية إلى أن المبعوث الجديد سواء كان بيتالي أو غيره سيواجه صعوبات كثيرة بسبب تعقيدات المشهد الليبي.
وتشهد ليبيا الغنية بالنفط انقساما سياسيا وصراعا على السلطة بين حكومتين منذ أن منح مجلس النواب بطبرق (شرق) مطلع مارس الماضي الثقة لحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاعا.
فيما يرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان منتخب لإنهاء كل الفترات والأجسام الانتقالية بما فيها حكومته.
وفي ظل مخاوف من انزلاق ليبيا مجددا إلى حرب أهلية، تبذل الأمم المتحدة جهودا لتحقيق توافق ليبي حول قاعدة دستورية تُجرى وفقا لها انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تنهي نزاعا مسلحا عانى منه بلدهم لسنوات.