السليمانية "المدينة الصعبة" تعاني التهميش

زورك محمد
السليمانية (كردستان العراق)- سلّط غياب المسؤولين الحكوميين عن حادثة انفجار في السليمانية، بمن في ذلك الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد الذي ينحدر من المدينة، الضوء على التهميش الذي تتعرض له السليمانية.
وشهدت السليمانية الخميس، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ238 لتأسيسها، حادثة هي الأعنف، وقد وُصفت بـ”الفاجعة”؛ إذ لقي خلالها 15 شخصا (بينهم نساء وأطفال) حتفهم وأصيب 13 آخرون بحروق وجروح متفاوتة جراء انفجار خزان للغاز في أحد منازل المدينة.
◄ السليمانية تتعرض لتهميش إداري وسياسي في حين يعترف معظم السياسيين بأنها تدفع ثمن مواقفها الصامدة
وزادت تلك الحادثةُ حدةَ الاحتقان في المدينة؛ فقبل ذلك بأيام قُتل الشاب سهند أحمد في ظروف غامضة، حيث اتهمت عائلته أفرادا من الشرطة بتعنيفه أثناء مطاردة بوليسية في أزقة حارة سرجنار السياحية غرب السليمانية.
وبعد نحو عشرين ساعة متواصلة من عمليات البحث تحت الأنقاض من قبل فرق الدفاع المدني وأهالي المنطقة تمت عملية انتشال آخر جثة كانت موجودة تحت ركام المنزل الذي انهار جراء الانفجار. وبحسب التحقيقات الأولية نجم هذا الانفجار عن تسرّب الغاز.
وحضر مراسم العزاء جمع غفير من الأهالي ومسؤولون إداريون وحزبيون وممثلون لحكومة إقليم كردستان. وتضامنا مع أسر ضحايا السليمانية أقيمت مراسم عزاء في معظم مدن إقليم كردستان ومناطقه.
وفي تغريدة على تويتر أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن تضامنها قائلة “قلوبنا ودعواتنا مع ضحايا الانفجار المروع لخزان الغاز في السليمانية والذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا”.
واستغرب مراقبون غياب رئيس الجمهورية الذي ينحدر من مدينة السليمانية عن مراسم العزاء على الرغم من مشاركاته المكوكية في المؤتمرات والندوات، كما أن الحكومة المركزية كانت غائبة هي الأخرى.
ويرى الكثير من المراقبين أن السليمانية تتعرض لتهميش إداري وسياسي في حين يعترف معظم السياسيين بأنها تدفع ثمن مواقفها الصامدة والرافضة لرغبات العقلية المحتكرة على مر التاريخ.
وبحسب معلومات صرح بها مسؤولون كبار في السليمانية توقفت عن العمل أكثر من أربعة آلاف شركة بسبب التضييق المالي والحصار المفروض عليها من قبل جهات سياسية.
وقد اكتسبت السليمانية رمزية ثورية؛ فهي مهد الثورات والتمرد المسلح ضد القوات البريطانية بقيادة الملك الشيخ محمود الحفيد في عشرينات القرن الماضي، كما أنها مركز الانتفاضات الكردية، وتعد معقلا رئيسيا لولادة وتأسيس الأحزاب الكردية والمعارضة الفعالة وبروز شخصياتها السياسية.
ومثلت المدينة ملجأ للكثير من معارضي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ فعلى سبيل المثال أمضى عادل عبدالمهدي سنوات في السليمانية وكان مصطفى الكاظمي يدير مركزا صُحفيا في زقاق من أزقة السليمانية.
وكان صدام حسين يصف السليمانية بالمدينة الصعبة بسبب شدة مقاومتها وصمودها في وجه قواته خلال ثمانينات القرن الماضي، لتنهي السليمانية حقبة سلطة البعث في إقليم كردستان أثناء الانتفاضة الشعبية عام 1991 والتي انتقلت شرارتها إلى معظم مناطق إقليم كردستان.