السلطات العراقية تلاحق جماعة تعبد الإمام علي وتنتحر بالقرعة

بغداد – أوقفت السلطات العراقية اليوم الخميس مجموعة من المنتمين لجماعة "القربان" الدينية في محافظة ذي قار جنوبي البلاد بعد أن أثارت فزع المواطنين بسبب ممارساتها الشاذة في عبادة الإمام علي والانتحار بالقرعة قربانا له.
وأفاد مصدر أمني رفيع، اليوم الخميس، بأن قوة أمنية تابعة للاستخبارات العامة داهمت منازل قيادات تنتمي لجماعة "القربان" بقضاء سوق الشيوخ جنوبي محافظة ذي قار.
وأضاف المصدر في تصريحات لوكالة "شفق نيوز" أن القوة الأمنية المختصة تمكنت من اعتقال 5 أشخاص ينتمون لهذه الجماعة المنحرفة دينيا، دون ذكر مزيد من التفاصيل عن العملية وفيما إذا كان بين المعتقلين زعيم الجماعة من عدمه.
وأثارت جماعة تطلق على نفسها "القربان" في قضاء سوق الشيوخ الرعب بصفوف المجتمع المحلي بعدما أقدم أحد أفرادها على الانتحار شنقا مؤخرا بواسطة حبل أحد المواكب الحسينية في قضاء الناصرية التابع لمحافظة ذي قار.
وهذه الجماعة التي بدأت تنشط في جنوب العراق الشيعي وخاصة في محافظة ذي قار، عُرفت من خلال هتافاتها أثناء الزيارات الدينية بجملة "علي الله.. الله علي" والتي يرفضها رجال الدين والمجتمع العراقي.
والمثير للجدل في تصرفات هذه الجماعة هو عبادتهم للخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب وإجراء أفرادها بين الحين والآخر قرعة فيما بينهم ومن يظهر اسمه يذهب منتحرا قرباناً له.
ونقل موقع "السومرية" عن مصادر محلية قولها إن "عملية الانتحار، تعد طقسا لجماعة 'القربان'، وقد سجل لغاية الآن ثلاث حالات انتحار في ذات المكان".
وأشارت المصادر إلى أن "أفكار هذه الجماعة المتطرفة دينيا أثارت الرعب بصفوف المجتمع المحلي في ذي قار".
ولم تعلق السلطات العراقية لحد الآن على المعلومات حول حالات الانتحار تلك وكذلك على المجموعة التي لا يزال يلفها الغموض.
أما رجل الدين منتظر المياحي من محافظة ذي قار فقال إن "هذه المجموعة غير معروفة على نطاق واسع اذ لا يُعرف لغاية الآن رئيسها مثلاً أو المنظرين الخاصين بها كما أن تجمعاتهم تكون في السرّ باعتبارهم مخالفين للأعراف والقوانين والأديان".
وأضاف المياحي أن "هناك الكثير من الأفكار في الفضاء العام لكن هذا المسار ربما هو تابع للجماعات المنحرفة التي تؤله الإمام علي وتعتبره هو الله ما يستدعي إطلاق حملة واسعة لتعقب تلك الأفكار وإنهاء وجودها".
وتشير بيانات غير رسمية الى أن أكثر من 24 شخصا أقدموا على الانتحار في محافظة ذي قار منذ مطلع العام الحالي 2023 فيما تم تسجيل عشرات محاولات الانتحار التي لم يكتب لها النجاح.
من جهته قال سكرتير خلية أزمة الانتحار في المحافظة علي الناشي الذي يترأس أيضا منظمة التواصل والإخاء الإنسانية إن "مخاطر ظاهرة الانتحار أخذت تتفاقم وترتفع أعداد ضحاياها بشكل مطرد عاما بعد آخر".
وليست ظاهرة جماعة "القربان" هي الأولى من نوعها في الجنوب العراقي فقد ظهرت مؤخرا جماعة تطلق على نفسها "أصحاب القضية" في محافظة النجف الجنوبية تدعي أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو "المهدي المنتظر" الإمام الثاني عشر للشيعة الامامية الذين ينتظرون ظهوره "ليملآ الدنيا عدلا بعد أم مُلِئَت ظلمًا وجورًا".
وقد اضطر الصدر في 14 مايو الحالي إلى التبرؤ من "أصحاب القضية" قائلاً في تسجيل صوتي "ما أريد إلا أن أبرئ نفسي والمخلصين من أفعال الشواذ والمفسدين وذوي العقائد المنحرفة ممن يدعون بأنني الإمام المهدي وإن ذلك زوراً من القول وباطلاً وخطيراً".
وشدد " "ما أنا إلا مقتدى بن محمد بن محمد صادق ابن محمد مهدي ابن إسماعيل الصدر (...) ولا أدّعي ذلك وما كان لي أن أدعي ذلك أو يدعي لي ذلك أي أحد على الإطلاق، ولم أدعي لنفسي قدسية أو اجتهادًا أو زعامة، فما أنا إلا آمر بالمعروف ناه عن المنكر".
وأضاف الصدر "أفضل عقوبة لمثل هؤلاء الشرذمة المنافقين، وممن يدعمهم من الفاسدين والميليشيات الوقحة وأشباههم، هو حرمان الجميع من إقامة مراسم العزاء في ذكرى استشهاد السيد الوالد لهذا العام، ليكون من آل الصدر عمومًا ومني خصوصًا ومن المخلصين لنا آل الصدر إعلانًا للبراءة منهم ومن وجودهم بيننا ومن إدعاءاتهم حبنا آل الصدر".
وكانت محكمة تحقيق الكرخ في بغداد قد أعلنت في أبريل الماضي توقيف مجموعة من المتهمين من "أصحاب القضية" لترويجهم أفكارا تسبب إثارة الفتن والإخلال بالأمن المجتمعي. وأوضحت أنه "تم ذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني باعتباره الجهة المختصة بالتحقيق".
وكان شخص معمم يُعرف بأنه زعيم الجماعة قد ظهر في تسجيل فيديو مؤخرا وهو يقول إن أفراد جماعته يتجهزون لحملة كبيرة في مسجد الكوفة بمحافظة النجف خلال الاعتكاف في رمضان من أجل مبايعة مقتدى الصدر والإعلان بأنه هو الإمام المهدي المنتظر.
في الثاني من الشهر الحالي ألقت السلطات الكينية القبض على قائد طائفة دينية في البلاد بعد انتحار أكثر من 100 من أتباعه جوعا فيما العدد مرشح للزيادة.
ويبحث محققون عن جثث أخرى في غابة عُثر فيها بالفعل على 101 جثة اذ تشير السلطات الى إن القتلى أعضاء في كنيسة "جود نيوز إنترناشيونال" بقيادة بول ماكنزي (50 عاما) الذي توقع أن ينتهي العالم في 15 أبريل الماضي وأمر أتباعه بقتل أنفسهم ليكونوا أول الداخلين إلى الجنة.
وبلغ عدد القتلى 109 بينهم أطفال عُثر عليهم في مقابر جماعية في حين عثرت السلطات على ثمانية أشخاص أحياء توفوا فيما بعد، لكن العدد مرشح للزيادة. وقالت وزارة الداخلية إن هناك أكثر من 400 شخص مفقود في المنطقة المحيطة.
ويواجه ماكنزي حاليا عددا من الاتهامات المتعلقة بانتهاكات سابقة لكن الادعاء لم يصدر حتى الآن لائحة اتهام فيما يتعلق بالمقابر الجماعية.