السلطات الأردنية تلاحق الحسابات الوهمية في الداخل والخارج

عمّان - كشف رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني الأردني بسام المحارمة عن إجراءات حكومية ستتخذ ضد الحسابات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المحارمة في تصريح لوسائل إعلام محلية الثلاثاء إنه “يتم رصد الحسابات الوهمية عبر مواقع التواصل، ومخاطبة شركات التواصل الاجتماعي العالمية، لإغلاق هذه الحسابات ومعرفة مصدرها سواء كان الأردن أو في الخارج”.
من جهته قال رئيس وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية الرائد محمود المغايرة إن “الحسابات الوهمية التي يتم رصدها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، تتم مخاطبة الشركات العالمية لإغلاقها في حال كان منشئ الحساب خارج الأردن”.
وأضاف المغايرة أنه في حال كان منشئ الحساب الوهمي من داخل الأردن، تتم إحالته إلى القضاء.
وأعلنت مديرية الأمن العام أنها تابعت “بأسف شديد، ما تناقله البعض من إشاعات مغلوطة، وصلت بالبعض إلى حد الإساءة لجهودها وتضحيات أبنائها، الذين سالت دماؤهم الزكية فداءً للوطن”.
وكانت مديرية الأمن العام قد أكدت الإثنين أنها لن تسمح بأي تجاوز يتعدى حدود القانون وقواعد الأخلاق، وبأنها ستتابع وبقوة القانون كلَّ مشكك يتناقل روايات يقصد بها الإساءة أو تحقيق منافع ضيقة.
مديرية الأمن العام شددت على أن وحدة الجرائم الإلكترونية تقوم برصد واستدعاء وضبط كل من قام بالنشر أو التعليق أو ساهم في نشر خطاب الكراهية والتحريض ضد رجال الأمن
وشددت على أن وحدة الجرائم الإلكترونية تقوم برصد واستدعاء وضبط كل من قام بالنشر أو التعليق أو ساهم في نشر خطاب الكراهية والتحريض ضد رجال الأمن.
وأكد رئيس فرع مكافحة الجرائم في وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بمديرية الأمن العام الرائد مصعب الرحاحلة، استمرار متابعة كل ما ينشر من خطاب كراهية وأخبار كاذبة وفيديوهات مفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي وإحالة مرتكبي هذه الأفعال إلى القضاء.
وأشار الرحاحلة في حديثه لإذاعة الأمن العام الأحد أنه تم رصد العديد من الفيديوهات القديمة ومصدرها من خارج الأردن، حيث تم نشرها على أساس أنها حديثة، بالإضافة إلى العديد من الفيديوهات التي تعرض أحداثا قديمة بهدف إثارة الفوضى والتحريض ونشر الفتن.
وبيّن رئيس فرع مكافحة الجرائم أن “العشرات من الحسابات التي تثير الفتن وتحض على الأعمال التخريبية معظمها من خارج الأردن وضبطنا العديد من الأشخاص من مثيري الفتن داخل المملكة وستتم إحالتهم إلى القضاء”.
وشدد على أن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية ستتابع باستمرار رصد خطابات الكراهية والفيديوهات التحريضية، مؤكدا على ضرورة استقاء الخبر من مصدره وعدم نشر الأخبار قبل التأكد من صحتها.
وعلى مواقع التواصل تثير قضية الحسابات الكاذبة جدلا واسعا بين المغردين.
وقال ناشط متحدثا عن هاشتاغ #الأردن_مش_بخير المنتشر في الأردن بكثافة منذ مدة:
Osama_Rawashdh@
“#الأردن_مش_بخير” هي ديافولو (شيطان) في واقع الأمر دعونا نتوقف هنا قليلاً.. لنعود بالزمن إلى فترات فوضى الربيع العربي، هل تتذكرون شبكات الحسابات الوهمية التي تحاول الكتابة باللهجة الأردنية لإثارة الشارع؟ ومع تقدم التقنية.. هل تتذكرون الهاشتاغات التي تظهر فجأة بموضوع ليس له أي صدى؟
وأضاف:
Osama_Rawashdh@
(…) المئات من الحسابات الوهمية (فعليا) تتمنى الشر للأردن وللأردنيين، لا أدري لماذا كل هذا الحقد؟
وسلط مغردون الضوء على بعض الحسابات الوهمية التي تتخذ من ألقاب أردنية معروفة معرفات لها. وقال مغرد بخصوص حساب يدعى “رندا قعوار”:
FAlmasee2@
بخصوص الحساب الوهمي “رندا قعوار” الذي يبث السم والكراهية عبر تويتر يوجد بيان صادر عن جمعية آل قعوار بخصوص هذا الحساب. الرجاء الانتباه إلى الحسابات الوهمية التي تدس السم والفتنة في هذا الوطن. #الأردن #الأردن_مش_بخير #إضراب_الكرامة #معان_العز
وقال آخر عن حساب يحمل اسم “آل حويط”:
osama19563@
أصحاب الحسابات الوهمية على تويتر التي تحمل اسم “قبيلة الحويطات” وتحاول زرع الفتنة بين أبناء الوطن بنشرها تأييدا للإرهابي المقتول في المداهمة، أقول لهم خسئتم وخسئ من مولكم فقبيلة الحويطات بريئة من هذا الإرهابي ومن كل من يؤيده… حمى الله الوطن وقائد الوطن والرحمة للشهداء.
وكان لافتا أن معلقين وجهوا أصابع الاتهام صراحة إلى إيران بخصوص التسبب في الأحداث الأخيرة على مواقع التواصل.
وقال عقيد:
M_Hashim65@
إيران تتمدد نحو العاصمة الخامسة في وطننا العربي.
وكتب مغرد عراقي:
ahmedirq2012@
أنا عراقي والحسابات الوهمية التابعة لذيول إيران في العراق هي التي تبث الإشاعات، وذلك من أجل نشر الفتنة بين أبناء الشعب الأردني الشقيق… حفظ الله الشعب الأردني الشقيق وحكومة الأردن من شر إيران.
وأكد ثالث:
saltyoneone@
نعم هناك حسابات وهمية؛ إما أنها من إيران والعراق وسوريا وبعض دول الخليج أو من داخل الأردن، وتسمى “الذباب الإلكتروني”.
يذكر أن السلطات الأردنية بررت وقف تطبيق تيك توك في البلاد الجمعة بنشر محتوى يحض على الكراهية والتخريب، وذلك بعد أن انتشرت على هذه المنصة مقاطع فيديو تتضمن مشاهد من الاحتجاجات.
وأكدت وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام الأردنية ضمن بيان رسمي أنها رصدت نشاطا لافتا لحسابات وهمية من داخل وخارج المملكة عملت على إعادة إنتاج فيديوهات تبرز احتجاجات سابقة، وتوظّف مقاطع فيديو من دول أخرى وتنسبها إلى مناطق عديدة في المملكة، بما يحض على المزيد من العنف والتخريب وأعمال الشغب.
وجاء البيان بعد أن شهد تطبيق تيك توك الجمعة توقفاً تاما في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يبدو محاولة لوقف انتشار مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد من الاحتجاجات، إذ استشعرت السلطات مدى تأثيرها على الشارع الأردني الذي يئن تحت وطأة الأزمات المعيشية والاجتماعية.
وإلى جانب محاولة السلطات الحد من تأثير الشبكات الاجتماعية، تكرس وسائل الإعلام الأردنية جهودها لدعم الرواية الرسمية وإرسال رسائل إلى الجمهور تحذّر من التضليل الموجود على الشبكات الاجتماعية وتنبه إلى خطورة الوضع الذي تمر به البلاد.
ومنذ سنوات تشتكي السلطات الأردنية من الشائعات والمعلومات المضللة الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشارها بشكل واسع في البلاد، وتعتمد على سياستها الإعلامية المتمثلة في حظر تداول المعلومات المتعلقة بالقضايا المثيرة للجدل في البلاد، أو تلك التي تتناول قضايا حساسة ولا تجد الحكومة رواية مقنعة للرد على أسئلة بشأنها يطرحها المواطنون.