السفير الإيراني في بيروت يهدد الولايات المتحدة بحضور ممثل عون

السفير يلوح بعدم بقاء أي جندي من القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال إحياء الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني.
الأربعاء 2022/01/05
لبنان واقع تحت هيمنة إيران

بيروت - يكشف تلويح السفير الإيراني لدى بيروت محمد جلال فيروزنيا، أمام ممثل الرئيس ميشال عون، بأنه لن يبقى أي جندي من قواتها في العراق وسوريا تهديدا ضمنيا للولايات المتحدة. كما يكشف حجم هيمنة إيران على سياسات لبنان بواسطة حزب الله.

وقال فيروزنيا الثلاثاء خلال إحياء السفارة الإيرانية الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية بالعاصمة العراقية بغداد في الثالث من يناير 2020، "في المستقبل القريب لن يبقى جندي أميركي في العراق أو سوريا".

وأدلى السفير الإيراني بهذه التصريحات بحضور ممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونائب الأمين العام لجماعة حزب الله (حليفة إيران) نعيم قاسم، وشخصيات رسمية أخرى، فضلا عن ممثل عون، بحسب وكالة الإعلام الرسمية.

وأضاف فيروزنيا أن "الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية دولية تجاه هذه الجريمة الإرهابية (اغتيال سليماني)، ويجب أن تتحمل وزر ما ارتكبته في هذا المجال".

وتابع "هذه الجريمة البشعة، وإن كانت قد ألحقت ضربة قاسية بجسم المقاومة في المنطقة، إلا أنها، وعلى عكس توقعات الأميركيين، أوجدت تعاطفا كبيرا واحتضانا واسعا لنهج المقاومة بين بلدان المنطقة وشعوبها".

وفي 2020 قالت إدارة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، إن عملية اغتيال سليماني استهدفت "ردع هجمات إيرانية مستقبلية" ضد مصالح أميركية.

ويرى مراقبون أن حضور ممثل عون وممثل بري إلى مثل هذه الفعالية يعبّر عن تفاعلهما مع سياسات إيران في المنطقة، وأنهما واقعان تحت الهيمنة الإيرانية بواسطة حزب الله.

ويشير هؤلاء إلى أن تهديد السفير الإيراني للولايات المتحدة والذي لم يلق أي اعتراض من ممثلي الدولة اللبنانية من شأنه أن يعمق أزمة البلاد، رغم نأيها بنفسها في أكثر من مرة عن سياسات المحاور ورفضها أن تكون ساحة للصراع الإقليمي والدولي.

ويواجه لبنان أزمة اقتصادية خانقة تستوجب دعما ماليا خليجيا (سعوديا بشكل خاص) ودوليا لتفادي انهيار يقول مراقبون إنه بات وشيكا.

ويضغط المانحون الأجانب منذ وقت طويل على الساسة من أجل القيام بالإصلاحات التي وعدوا بها سابقا، لكنها لم تُنفذ بسبب المصالح الخاصة. ويقول المانحون إن هذه التعهدات شرط لإرسال الأموال.

وبين الولايات المتحدة وإيران ملفات خلافية عديدة، أبرزها سياسة البلدين الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط والموقف من إسرائيل والبرنامج النووي الإيراني.

واعتبر فيروزنيا أن عملية اغتيال سليماني "ستسرع وتيرة طرد الأميركيين من المنطقة، وقد شاهد العالم بأسره الخروج الذليل لجيشهم المحتل من أفغانستان".

ونهاية أغسطس 2021، أكملت القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان، بعد عشرين عاما من إسقاط تحالف عسكري دولي حكم حركة "طالبان" في 2001، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر من العام ذاته.

وأردف فيروزنيا "إن شاء الله في المستقبل القريب، لن يكون هناك أي جندي معتد أميركي في العراق أو سوريا، وهذا الواقع هو تجل لإرادة شعوب المنطقة، التي تكبدت خسائر فادحة وتعرضت لمظالم طوال فترة الاحتلال الأميركي".

وفي السادس والعشرين من يوليو الماضي، اتفقت بغداد وواشنطن على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية 2021، مع الإبقاء على مستشارين ومدربين أميركيين لمساعدة قوات الأمن العراقية.

أما في سوريا فيوجد حوالي 900 عنصر من القوات الأميركية يتركز نشاطهم شرقي البلاد، لاسيما في دعم ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية".