السفير الأميركي يثير حفيظة البحرين بعد أيام على تسلم أوراق اعتماده

المنامة - أثارت تحركات السفير الأميركي الجديد ستيفن بوند ولقاؤه مع عدد من ممثلي الجمعيات الأهلية، حفيظة المنامة التي اعتبرت أن مثل هذه التحركات لا تتفق والمعايير الدولية.
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان مساء الأربعاء، أن "عبداللطيف الزياني وزير الخارجية اجتمع مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة".
وأوضحت الوزارة أن الاجتماع جاء على "خلفية اللقاء الذي جمع السفير في منزله مع عدد من ممثلي الجمعيات الأهلية لبحث الشؤون الداخلية لمملكة البحرين"، دون تحديد تاريخ ولا هويات المشاركين في اللقاء.
ووفق الخارجية، فقد "أبلغ الوزير السفير تحفظ المملكة على اللقاء بما يحمله من دلالات لا تتفق مع القوانين والأعراف الدولية في هذا الشأن". وتابعت "أبدى السفير تفهما كاملا لكل ما نشر من مختلف الجهات في البحرين بهذا الشأن، والحرص على علاقات البلدين".
وكان مسؤولون في المملكة، بينهم وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة، وجهوا بدورهم انتقادات لواشنطن على خلفية هذا اللقاء.
تحركات السفير ستيفن بوندي تشكل رسالة للحكومة البحرينية التي تخشى من تعرضها لضغوط أميركية بشأن منح قوى المعارضة مساحة للتحرك والعمل
وانخرطت قوى قريبة من السلطة السياسية في البحرين في انتقاد لقاء السفير بهذه الجمعيات، وأعربت جمعية الأصالة السلفية عن شكوكها في أجندة بوند، واعتبرت أن اندفاعه في لقاء أطراف بعينها بمجرد توليه المسؤولية، وما نُشر من أنه انتقد بعض القوانين الموجودة في البحرين خلال لقائه عدة جمعيات، "يعزز مثل هذه الشكوك".
ورأت جمعية الأصالة "أن التدخلات الأميركية في شؤون البحرين الداخلية كانت لها آثار مروّعة على مناخ الديمقراطية والسلم والتعايش المجتمعي بين شرائح المجتمع، وكانت من أهم أسباب الأحداث المؤسفة في عام 2011"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تفجرت إبان ما سمي بـ"انتفاضات الربيع العربي"، والتي تبنى خلالها السفير الأميركي الأسبق آنذاك توماس كراجيسكي، بعض مطالب المحتجين، ما دفع بنواب قريبين من السلطة البحرينية إلى الدعوة إلى رحيله.
والثلاثاء، قال فيصل فولاذ، الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان (غير حكومية)، إن "لقاء السفير كان مع مجموعة منتقاة بتعمد من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومحلل سياسي، لسماع وجهة نظر أحادية عن أوضاع البلاد".
وتعتبر واشنطن المنامة حليفا استراتيجيا لها في المنطقة، وتحتضن البحرين الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، لكن ذلك لا يخفي بعض التحفظات لاسيما من الإدارات الديمقراطية لنهج السلطة البحرينية في الداخل.
وأعلنت الجمعية البحرينية للشفافية (غير حكومية)، في بيان الثلاثاء، أن رئيسها حسين الربيعي حضر اللقاء مع السفير الأميركي من باب الاهتمامات الاقتصادية للجمعية، وإن الجمعية مساندة للمملكة ولن تُجر إلى معتركات سياسية.
ويرى مراقبون أن اللقاء الذي قام به السفير ستيفن بوندي بعد أيام فقط على تسلمه أوراق اعتماده، يشكل رسالة سيئة بالنسبة للحكومة البحرينية، التي تخشى من تعرضها لضغوط أميركية بشأن منح قوى المعارضة مساحة للتحرك والعمل. وكانت البحرين حلت الجمعيات المعارضة، ومنعت أعضاءها من الترشح للانتخابات.