السفير الأميركي يتسلم مهامه في تونس بعد عام من الفراغ في المنصب

تونس - تتركز الأنظار في تونس على السفير الأميركي الجديد جوي هود الذي تولى مهامه رسميا خلفا لدونالد بلوم، الذي انقضت مهمته بتونس في أبريل الماضي.
ويرى مراقبون أن تحركات السفير ومواقفه ستشكل اختبارا حقيقيا لمآلات العلاقة بين تونس والولايات المتحدة. وقال هود للرئيس التونسي قيس سعيّد خلال تقديمه أوراق اعتماده "يسعدني أن أكون السفير الجديد في تونس وأتطلع إلى تعزيز العلاقات التاريخية طويلة الأمد بين بلدينا".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد رشح هود في مايو الماضي سفيرا فوق العادة ومفوض الولايات المتحدة في تونس، ما يعكس عودة الاهتمام الأميركي بالساحة التونسية.
ويثير تعيين هود قلق بعض الأوساط السياسية في تونس، خاصة وأن الدبلوماسي الأميركي كشف عن مواقف لا تخلو من تدخل في الشأن الداخلي للبلاد. وكان هود صرح خلال اجتماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في يوليو الماضي لبحث تعيينه سفيرا لتونس “إذا تم تأكيد تعييني، فإن أهم أولوياتي كسفير هي سلامة وأمن الأميركيين الذين يعيشون في تونس ويزورونها”.
وأضاف “ستكون أولويتي التالية هي المساعدة في وضع تونس على مسار أكثر استقرارا وازدهارا (..) فقد قام الرئيس قيس سعيّد بتعليق الحكم الديمقراطي وتوطيد السلطة التنفيذية، ما يثير أسئلة جدية. وإذا تم تأكيد تعييني في منصب السفير، فسأشجع القادة التونسيين على العودة بسرعة إلى حكومة ديمقراطية تخضع لمساءلة الشعب".
وأفاد الناشط السياسي المنذر ثابت بأن "السفير الجديد يعيد إلى الأذهان روبرت كوداك السفير الأميركي السابق في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي"، مشيرا إلى أن "هود سفير بمهام خاصة لا تتعلق فقط بتونس، بل بعموم منطقة شمال أفريقيا في مسائل تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل والممارسة الديمقراطية في المنطقة".
وأضاف ثابت في تصرحات لـ"العرب" أن "هود ليس سفيرا عاديا ولن يكون متعاونا، بل سيراقب سلوك السلطة السياسية وتطور موازين القوى على الأرض". ولفت الناشط التونسي إلى أن الموقف الأميركي في الظاهر يوحي بمساندة فيها الكثير من التقشف للرئيس قيس سعيّد، لكن الأمر قد يتغير.
وأردف الناشط السياسي "تونس مخبر رقم واحد في الربيع العربي، والإدارة الأميركية تريد الحفاظ على هذه التجربة". وأضاف “في تونس ليس ثمة ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي، وهي متجانسة دينيا وطائفيا، وواشنطن تحبّذ ذلك".