السفير الأميركي لدى موسكو يعود إلى واشنطن على وقع توتر متصاعد

واشنطن تصف خطط روسيا لحظر الملاحة في أجزاء من البحر الأسود بأنها "تصعيد بلا مبرر".
الثلاثاء 2021/04/20
التوتر بين موسكو وواشنطن يبلغ ذروته

موسكو- أعلنت السفارة الأميركية في موسكو أن السفير جون سوليفان سيعود إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لإجراء "مشاورات"، على وقع تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو.

وقالت المتحدثة باسم السفارة ريبيكا روس نقلا عن السفير "أعتقد أنه من المهم التشاور مع زملائي الجدد في إدارة جو بايدن حول الوضع الحالي للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا".

وكانت موسكو أوصت الأسبوع الماضي السفير الأميركي بالعودة إلى واشنطن "لإجراء مشاورات معمّقة وجديّة".

وأكد سوليفان أنه "سيعود إلى موسكو في الأسابيع المقبلة، قبل انعقاد أي لقاء بين الرئيسين بايدن وبوتين".

وكانت مصادر إخبارية تناقلت أن السفير الأميركي رفض مغادرة روسيا، رغم توصيات وزارة الخارجية الروسية له بالتوجه إلى واشنطن للتشاور في منحى تصاعدي.

واستُدعي السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إلى موسكو في 17 مارس، لإجراء مشاورات، بعدما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "قاتل".

وعلى الرغم من الوضع المتدهور في العلاقات، فإن الكرملين لم يرفض اقتراح بايدن عقد قمة للرئيسين في أوروبا. كما سيلقي بوتين كلمة في قمة للمناخ يستضيفها بايدن عبر الإنترنت.

ويجري الحديث عن هذا اللقاء منذ الأسبوع الماضي بعدما قدم بايدن اقتراحا قالت روسيا إنها منفتحة له، وبحسب موسكو "يتمّ درس" عقد قمة من هذا النوع.

وبلغ التوتر بين موسكو وواشنطن ذروته على خلفية خلافات بشأن أوكرانيا ومصير المعارض الروسي أليكسي نافالني واتهامات بالتجسس، والتدخل في الانتخابات وهجمات إلكترونية منسوبة إلى موسكو.

وتأتي هذه التطورات بعد أن تبنّت الولايات المتحدة الخميس عقوبات إضافية تستهدف روسيا، تشمل خصوصا طرد عشرة دبلوماسيين روس وحظرا على البنوك الأميركية لشراء ديون مباشرة صادرة عن هذا البلد بعد 14 يونيو.

وردّت موسكو بطرد عشرة دبلوماسيين أميركيين وهدّدت مؤسسات ومنظمات غير حكومية تموّلها واشنطن، ومنعت أعضاء في إدارة بايدن من دخول أراضيها.

والعلاقات الروسية - الأميركية خصوصا والروسية - الغربية عموما متوترة منذ سنوات، لاسيما بعد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية والحرب في أوكرانيا والنزاع في سوريا، إضافة إلى تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وأبدت الولايات المتحدة قلقا إزاء اعتزام روسيا منع قطع القوات البحرية الأجنبية وسفن أخرى من دخول أجزاء من البحر الأسود.

ووصفت الخارجية الأميركية تقارير عن خطط روسية لحظر الملاحة في أجزاء من البحر الأسود بأنها "تصعيد بلا مبرر"، خاصة وأن مثل هذا الإجراء يؤثر على دخول السفن إلى الموانئ الأوكرانية.

وأفادت وسائل إعلام روسية رسمية بأن موسكو تعتزم إغلاق أجزاء من البحر الأسود أمام السفن العسكرية وسفن الشحن الأجنبية، لمدة ستة أشهر.

ويمكن أن تؤثر هذه الخطوة في حال دخولها حيز التنفيذ على وصول السفن إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف الذي يرتبط بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش، عند الطرف الشرقي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان "هذا يمثل تصعيدا آخر بلا مبرر في حملة موسكو المستمرة لتقويض أوكرانيا وزعزعة استقرارها".

وأضاف أن "هذا التطور مثير للقلق بشكل خاص وسط تقارير موثوقة عن حشد روسيا لقواتها في شبه جزيرة القرم المحتلة وقرب الحدود الأوكرانية الآن إلى مستويات لم نشهدها منذ الغزو الروسي عام 2014".

ويبدي بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير حزما كبيرا حيال الكرملين، خلافا لمقاربة سلفه دونالد ترامب المتساهلة حيال روسيا.

ويرى مراقبون أن تدهور العلاقات الروسية - الأميركية يمكن أن يهدد التعاون الناشئ حول ملفات ذات اهتمام مشترك.

لكن بايدن جدد رغبته في "العمل" مع الروس حين "يكون الأمر في مصلحتنا المشتركة"، إلا أن البيت الأبيض شدد أيضا على أن الرئيس الأميركي لن "يسكت مخاوفه بشأن ما يعتبره أعمالا مسيئة".