السفيرة الأميركية تطالب من بعبدا بالكف عن المطالب وتشكيل حكومة

القائم بالأعمال البريطاني لجبران باسيل: ترقصون على حافة الهاوية.
الجمعة 2021/03/26
تبريرات عون لا تقنع شيا

تتوالى المواقف الغربية المحذرة من انهيار الوضع في لبنان جراء استمرار الأزمة السياسية وتواصل الشلل الحكومي الذي يتحمل الرئيس اللبناني ميشال عون وأعضاء حلفه السياسي المسؤولية الكبرى عنه في ظل إصرارهم على حكومة تكرس قبضتهم على ما تبقى من هذا البلد.

بيروت - دعت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا من قصر بعبدا الخميس المسؤولين اللبنانيين إلى الكف عن المطالب، والذهاب إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات، فيما بدت رسالة موجهة بالأساس إلى الرئيس ميشال عون وحليفه حزب الله.

تزامن ذلك مع إبلاغ القائم بالأعمال البريطاني في لبنان ‏مارتن لونغدن رئيس التيار الوطني الحر وصهر عون جبران باسيل قلق بلاده الشديد حيال الوضع اللبناني الذي يشهد انهيارا ماليا واقتصاديا غير مسبوق، في وقت تتصاعد فيه الأزمة السياسية في البلاد.

وقال لونغدن عبر حسابه على موقع تويتر ‏‏”أبلغت جبران باسيل بصراحة شديدة قلق المملكة المتحدة تجاه لبنان”.‏ وأضاف المسؤول البريطاني “الزعماء السياسيون يرقصون على حافة الهاوية، ويقتضي على جميع الفرقاء تحمّل ‏مسؤولياتهم والتصرُّف”.

وحذّر من أن “البديل الوحيد الذي أراه هو كارثة لا يستطيع أصدقاء ‏لبنان منعها. هذا هو الحل”.‏

ويشهد لبنان أزمة حكومية منذ أغسطس الماضي بعد استقالة حكومة حسان دياب، على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من ذلك الشهر.

ويُتهم الرئيس عون وحليفه حزب الله بمحاولة عرقلة جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين تتولى القيام بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، وذلك عبر لعبة توزيع أدوار بينهما، حيث يصر عون على الثلث المعطل فيما يحض حزب الله على حكومة تكنوسياسية يبقي من خلالها قبضته على الحكومة.

مارتن لونغدن: على جميع الفرقاء اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم

ولا يخفي عون ومن خلفه صهره باسيل رفضهما منذ البداية لتولي الحريري رئاسة الوزراء، وكان باسيل رفض التصويت لصالح زعيم تيار المستقبل في البرلمان. في المقابل أبدى حزب الله حيادا، تاركا الأمر في يد حليفه، قبل أن يدخل مؤخرا على الخط بعد ضغوط مكثفة واجهها عون وباسيل، ويعلن صراحة تحفظه على حكومة اختصاصيين.

وترى أوساط سياسية أن عون وحزب الله يحاولان حشر الحريري في الزاوية ودفعه إلى الاعتذار، حيث لا يريدان رئيس وزراء قويا يقف في وجه مساعيهما لتكريس سيطرتهما على مفاصل البلاد.

وقالت السفيرة الأميركية في تصريحات بعد لقائها بالرئيس اللبناني “بعد ما يقرب من ثمانية أشهر دون حكومة كاملة الصلاحيات… ألم يحن الوقت للتنازل عن المطالب؟ وللبدء بتقديم تنازلات؟”.

وبلغت الأزمة الحكومية في لبنان ذروتها الاثنين بلقاء عاصف بين عون والحريري الذي انتقد محاولات الرئيس وضع يده على صلاحيات رئاسة الوزراء من خلال إرساله وثيقة تضمنت ثلثا معطلا لحزبه وتركيبة حزبية وطائفية للتشكيلة الحكومية، مطالبا إياه بإدراج الأسماء.

ووفق اتفاق الطائف رئيس الوزراء (سني) هو من يتولى مهمة تشكيل الحكومة وعرضها على رئيس الجمهورية (مسيحي ماروني) للمصادقة عليها، لكن منذ تسلم عون الرئاسة في عام 2016 سعى إلى ضرب هذا الموقع واحتكار عملية التشكيل.

وشددت شيا على أنه “في الوقت الراهن هناك حاجة إلى زعماء شجعان مستعدين لتنحية خلافاتهم الحزبية جانبا والعمل معا على إنقاذ البلاد من الأزمات المتعددة ومداواة الجروح التي تعاني منها”.

ويرى مراقبون أن تصريحات السفيرة الأميركية والقائم بالأعمال البريطاني من شأنها أن تشكل ضغطا إضافيا على الرئيس عون الذي عمل منذ لقائه مع الحريري وما تبعه من ردود فعل على دعوة سفراء دول عربية وغربية، في محاولة لتبرير موقفه من الأزمة وإلقاء المسؤولية على عاتق الحريري.

ويشير المراقبون إلى أن المواقف الغربية والعربية المعلنة تشي بعدم الاقتناع بتبريرات عون الذي يجد اليوم نفسه في موقف صعب أمام المجتمع الدولي لاسيما وأن المفروض أن يتعاطى من منطلق رئيس كل اللبنانيين، وليس رئيس تيار شغله الشاغل تحصيل مكاسب سياسية في وقت يشهد فيه البلد انهيارا.

وزار الحريري مساء الخميس الصرح البطريركي في بكركي حيث استقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وبحثا الطرفان أزمة التشكيل الحكومي.

وكان البطريرك الماروني كرر  في وقت سابق دعوته إلى تجاوز الخلافات وإنقاذ لبنان واللبنانيين.

2