السفر في زمن كورونا: شروط صارمة وأسعار غالية

تطبيق تدابير التباعد الجسدي في الطائرات سيؤدي لارتفاع أسعار تذاكر الطيران إلى ما بين 43 و54 في المئة.
الأحد 2020/06/28
شروط سفر جديدة

أبوظبي - مع بدء العودة التدريجية لحركة الطيران حول العالم وتخفيف القيود على حركة التنقل والتي فرضتها ظروف التعامل مع انتشار فايروس كورونا، ينشغل الكثيرون باكتشاف أبرز التغيرات التي يمكن أن تطرأ على تراتيب السفر خلال الأشهر المقبلة.

ويجد العالم نفسه أمام مشهد جديد كليا، ترتبط فيه حركة السفر بمتطلبات واشتراطات تضمن للمسافرين السلامة والوقاية وتوفير تجربة سفر آمن.

ويبدو أن عودة حركة التنقل حول العالم ستشهد تغييرا في جوانب متعددة، أبرزها توافر الخيارات، والأسعار، والاشتراطات الطبية، والأجواء داخل الناقلات، وغيرها من المعايير والمتطلبات. وبداية التغيير في الاختلاف الذي سيلحظه المسافرون عند البدء بحجز التذاكر حيث تشير أغلب التوقعات والتقارير إلى أن عودة الشركات العاملة في القطاع ستكون بشكل تدريجي، وبالتالي فإن توافر الخيارات لن يكون في المستوى نفسه الذي كان عليه قبل الجائحة.

وسيؤدي ذلك بشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار الحجوزات في المرحلة الأولى، قبل أن تعود إلى الانخفاض مع تزايد الخيارات وعودة أكبر للشركات والمشغلين الدوليين.

وفي السياق ذاته، يتوقع أن تشكل الإجراءات الاحترازية وسياسات التباعد الجسدي على متن الناقلات عاملا آخر يؤثر في الدفع باتجاه رفع الأسعار.

وحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» فإن تطبيق تدابير التباعد الجسدي في الطائرات سيؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران إلى ما بين 43 و54 في المئة حسب المنطقة لتعويض خسائر التشغيل وتغطية التكاليف الناتجة عن خفض عامل الحمولة القصوى إلى 62 في المئة.

وستشكل فحوصات كوفيد – 19 بمختلف أنواعها واشتراطاتها أحد أبرز شروط السماح بالسفر، مع التفاوت في تحديد المدة الفاصلة بين ظهور نتيجة الفحص وموعد السفر بين دولة وأخرى.

ومع تعدد الخطوات المطلوبة يتوقع أن يتقدم موعد الوصول إلى المطارات لإنهاء إجراءات السفر بما يتراوح ما بين 4 و6 ساعات لإفساح الوقت الكافي لإجراء الاختبارات المطلوبة وفقا للبروتوكولات التي أعلنتها الدول والمطارات حول العالم.

كما يتوقع أن تزيد ساعات تجهيز الطائرات قبل الإقلاع بين رحلة وأخرى لدواعي التعقيم.

السفر ما قبل كورونا ليس كما بعده، وهو ما دفع العديد من شركات الطيران إلى ابتكار أفكار وتجارب جديدة

وفي السياق ذاته ستتغير الأجواء أثناء الرحلة نفسها وستفرض إجراءات السلامة ابتداء من ارتداء الأقنعة الواقية “الكمامات” والقفازات، واستخدام المعقمات، وهذا ما سيكون عليه حال المسافرين وطاقم الناقلة، وهو ما قد يطور مفهوما مغايرا لرحلة السفر.

وستمتد الإجراءات إلى الخدمات المقدمة أثناء الرحلة بداية من وجبات الطعام، مرورا بالجوانب الترفيهية والخدمية الأخرى، وصولا إلى إجراءات النزول وإخلاء الناقلات من الركاب.

وبينما ستتعدد وتختلف الإجراءات في نقاط الوصول التي ستعتمد مع كل المسافرين، فستطبق في كل دولة عمليات الكشف عن الفايروس التي لن تخلو من اختبارات الفحص الحراري وبعض الفحوص الطبية الأخرى.

كما سيطلب منهم التعهد بالتزام الحجر الصحي لمدة تتوقف على تقدير حجم انتشار الوباء في البلدان التي قدموا منها ومستوى الإجراءات الوقائية التي تطبقها لمواجهته، ونتائج الفحوصات. ولا ريب أن تجربة السفر ما قبل كورونا ليست كما بعده وهو ما يدفع العديد من شركات الطيران إلى البحث عن إمكانية تطوير تجارب جديدة للسفر توائم بين الجدوى الاقتصادية لرحلات الطيران وبين إجراءات الوقاية من الوباء.

وبدأت شركة “أفيوانتريورز” الإيطالية العمل على تصميمات جديدة لمقاعد الطائرات تشمل تركيب أغطية واقية في كل مقعد على الدرجة الأولى، وإضافة حواجز بين الركاب، أما في الدرجة السياحية، فستكون لكل مقعد شاشة بلاستيكية حول الرأس والجانب ما يمنع اتصال الراكب بالجالس إلى جانبه.

وتتميز الشاشة التي تسمى «غلاس سايف» بالشفافية للسماح بالاتصال مع ضمان منع انتشار أي فايروسات بين المسافرين.

وفي الولايات المتحدة ابتكرت شركة “تيج” للطيران نظاما غير مرئي يعمل كدرع أو حاجز هوائي بين كل راكب من أجل توفير سبل الراحة والسلامة تعتقد أنه الحل الأمثل لإعادة قطاع الطيران إلى العمل مرة أخرى أثناء جائحة كورونا وبعدها.

يهدف التصميم إلى إبقاء السعال والعطاس محصورا في مقعد راكب واحد فقط وهو المقعد الذي يجلس فيه شخص يعاني منهما وبعد ذلك يتم التقاط الهواء من حوله مباشرة وتجري تصفيته في نظام الترشيح الجديد الخاص بطائرات الشركة.

16