السعودية وروسيا على نهج واحد لضمان استقرار سوق النفط

الرئيس الروسي وولي العهد السعودي يشيدان بالتعاون الكبير لمنتجي النفط ضمن تحالف أوبك+.
الأربعاء 2023/09/06
التحالف النفطي بين السعودية وروسيا يعزز علاقات البلدين في خضم اضطرابات جيوسياسية

الرياض/موسكو - يعكس التنسيق بين السعودية وروسيا الذي أفضى إلى إعلانهما تمديد خفض طوعي في إنتاجهما النفطي متانة العلاقات بين البلدين اللذين دشنا مرحلة جديدة من التعاون، فيما تمضي السعودية في تنفيذ سياستها النفطية بمعزل عن الضغوط التي مارستها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لدفعها إلى رفع الإنتاج.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال اتصال هاتفي جمعهما اليوم الأربعاء بالتعاون الكبير لمنتجي النفط ضمن تحالف "أوبك+".

وأعلنت روسيا الثلاثاء عن تمديد قرار خفض طوعي في إنتاجها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يوميا لينتهي في ديسمبر المقبل.
وكان القرار السابق يقضي بانتهاء الخفض الطوعي في إنتاج النفط الخام بتاريخ 30 سبتمبر الجاري والذي بدأ مطلع هذا الشهر.
من جانبها مددت وزارة الطاقة السعودية الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يوميا، ثلاثة أشهر أخرى ليشمل الفترة من أكتوبر حتى نهاية ديسمبر 2023.
وأورد موقع "روسيا اليوم" أن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر خلال الاتصال الهاتفي عن امتنانه للدعم المقدم لطلب المملكة الانضمام إلى مجموعة بريكس".

والشهر الماضي وافقت مجموعة "بريكس" على دعوة 6 دول لعضويتها في خطوة من شأنها أن تدفع التكتل إلى مرحلة جديدة من الحصة الاقتصادية العالمية؛ والدول هي السعودية، الأرجنتين، الإمارات، مصر، وإثيوبيا وإيران.

وارتفعت أسعار النفط دولارا واحدا للبرميل الثلاثاء لتسجل أعلى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني بعدما أعلنت السعودية وروسيا تمديدا جديدا لتخفيضات الإنتاج الطوعية حتى نهاية العام، مما أثار قلق المستثمرين حيال نقص محتمل في المعروض خلال ارتفاع الطلب على النفط في الشتاء.

وكتب جيوفاني ستونوفو المحلل لدى "يو.بي.إس" في مذكرة للعملاء "مع تمديد خفض الإنتاج، نتوقع عجزا في السوق يزيد على 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من عام 2023".
ويمثل القرار ضربة جديدة للرئيس الأميركي جو بايدن بعد أن أدى شح المعروض إلى زيادة الأسعار في الوقت الذي يترشح فيه مجددا لخوض الانتخابات الرئاسية بعد 14 شهرا.

وقالت الولايات المتحدة إن "العالم بحاجة إلى خفض الأسعار لدعم النمو الاقتصادي ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق إيرادات إضافية لتمويل الحرب في أوكرانيا".

وفشل بايدن العام الماضي خلال زيارة إلى السعودية في تأمين زيادة في الإنتاج. وبدلا من ذلك، أعلن تحالف "أوبك+"، الذي يضم إلى جانب أوبك حلفاء على رأسهم روسيا، خفض الإنتاج في أكتوبر وخفضا آخر غير متوقع في أبريل/نيسان.

ودعت الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون التحالف النفطي على زيادة الإنتاج لتأمين خفض تكاليف الطاقة ومساعدة الاقتصاد العالمي. وتقول دول "أوبك+" إنها تتحرك للحفاظ على استقرار السوق وتتخذ إجراءات وقائية.

ويرى أعضاء "أوبك+" أن طباعة البنوك المركزية الغربية للنقود بوفرة على مدى العقد المنصرم أدت إلى خفض قيمة أهم صادراتهم والذي يسهم بنسبة كبيرة في إيراداتهم.

وينضاف الخفض الطوعي للمملكة إلى خفض للإنتاج اتفقت عليه دول "أوبك+" ويمتد حتى نهاية 2024 ويعني ذلك أن الخفض الذي أقرته المملكة يبلغ 1.5 مليون برميل يوميا ويضاف إلى خفض إلزامي آخر لتحالف "أوبك +" تم البدء بتنفيذه مطلع نوفمبر/تشرين الماضي.

ويتيح انضمام روسيا للسعودية في تمديد الخفض الطوعي جمع إيرادات إضافية وسط حربها في أوكرانيا رغم محاولات الاتحاد الأوروبي للحد من دخلها عن طريق وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي الذي يتم تداوله فوق الحد الأقصى للسعر.