السعودية والإمارات أبرز الدول العربية المشاركة في "الدوحة الدولي للكتاب"

الدوحة- تتواصل فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب التي انطلقت تحت شعار “بالقراءة نرتقي” في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وبمشاركة أكثر من 500 ناشر مباشر من 37 دولة تميزت من بينها بشكل خاص دولتان عربيتان هما السعودية والإمارات.
ويحتفي معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحالية بالثقافة السعودية، حيث تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف المعرض لهذا العام.
ويقدم الجناح السعودي في المعرض المقام في الفترة من الثاني عشر إلى الحادي والعشرين من يونيو الجاري بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، جوانب مختلفة ومتنوعة من الثقافة السعودية عبر مشاركة دور النشر السعودية والبرنامج الثقافي الذي يقدمه الجناح السعودي ضمن أنشطة المعرض.
وقال الأكاديمي محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية في تصريح له “نثمن دعوة وزارة الثقافة القطرية لتكون المملكة العربية السعودية ضيف شرف هذه الدورة من معرض الدوحة الدولي للكتاب”، مشيرا إلى وجود تعاون مستمر بين البلدين لخدمة الثقافة والتراث والفنون، والنشر، وأن معارض الكتاب تعتبر جزءا من هذا التعاون، ومؤكدا أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تعمل على تشجيع دور النشر السعودية على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، حيث تشارك 25 دار نشر سعودية بالمعرض هذا العام في ذات الوقت الذي تحرص فيه دور نشر قطرية على المشاركة في معارض الكتاب السعودية، ومنها معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعارض جدة والشرقية والمدينة المنورة.
وأوضح أن الجناح السعودي يقدم لمحات مختلفة من الثقافة السعودية الغنية من آداب وفنون وتراث وأزياء وكل ما من شأنه أن يعكس الثقافة السعودية في امتداداتها التاريخية العريقة، كما يحتوي الجناح على قطع أثرية ومخطوطات أصيلة إلى جانب بعض الإصدارات التي أصدرتها وزارة الثقافة السعودية.
وأكد علوان أن هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تولي اهتماما كبيرا لقطاع النشر، لاسيما النشر الرقمي، وصممت برنامج النشر الرقمي الذي يعنى بدعم وتشجيع النشر الرقمي للكتب بمسارات متعددة، ومنها مسار “رقمنة الكتب” الذي يخدم الناشرين الأفراد ودور النشر السعودية، وتغطية تكاليف تحويل الكتب الورقية إلى كتب رقمية، متوائمة مع أجهزة القراءة الإلكترونية، والمنصات العالمية للكتب الرقمية، منوها بحرص الهيئة على إثراء المحتوى العربي الرقمي وزيادة انتشاره، ووصول الكتاب إلى شرائح وفئات جديدة من المجتمع؛ منها ذوو صعوبات القراءة وسكان المناطق التي تقل فيها نقاط البيع، ومن يصعب وصول الكتاب الورقي إليهم عموما.
وتقدم المشاركة السعودية بمعرض الدوحة للكتاب برنامجا ثقافيا منوعا، يتضمن حزمة من الندوات والمحاضرات التفاعلية والجلسات الحوارية، والأمسيات الشعرية، وورش العمل التي تغطي عدة جوانب في مجالات الثقافة، والفن والأدب والمعرفة، فضلا عن تقديم عروض حية للحرف اليدوية، وأفلام تثقيفية للتعريف بالتسلسل الحضاري العميق للمملكة، إضافة إلى أبرز الاكتشافات الأثرية، ومدى ارتباطها بالحضارات المجاورة، ومتحف لعرض القطع الأثرية
بدورها تشارك الإمارات في فعاليات المعرض من خلال أكثر من مؤسسة. ويشارك مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في المعرض مقدما العديد من الإصدارات والفعاليات.
وتتماشى هذه المشاركة مع أهداف المركز الرامية إلى تعزيز حركة الإبداع الفكري والثقافي والأدبي، عبر تسليط الضوء على برامجه ومبادراته، والترويج لإصدارات مشاريعه وتقديمها لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور العربي، بالتزامن مع بحث آفاق التعاون مع الجهات المعنية بصناعة الكتاب والنشر والترجمة والمحتوى الإبداعي.
ويستعرض مركز أبوظبي للغة العربية في جناحه عدداً من أهم إصدارات مشاريعه، وأبرزها مشروع كلمة للترجمة الذي يسعى لإحياء حركة الترجمة في المنطقة العربية، بما يساهم في إثراء المكتبة العربية وبناء جسور للحوار والتواصل مع الثقافات من جميع أنحاء العالم.
ويحظى زوار الجناح بفرصة اكتشاف أكثر من 400 عنوان من إصداراته في مختلف المجالات الأدبية والمعرفية.
كما تشارك “شركة منصة للتوزيع” في معرضين دوليَّين خلال يونيو الجاري، وذلك ضمن برنامج مكثّف يهدف إلى إطلاق منافذ متجددة لدعم الكتّاب والناشرين الإماراتيين وتعزيز حضور الكتاب العربي على مستوى المنطقة والعالم.
كما تشارك «”منصة” بأكثر من 5800 كتاب تضم 369 عنواناً من إصدارات 43 ناشراً إماراتياً في المعرض الذي يُعتبر من أكبر وأقدم معارض الكتب الدولية في المنطقة، ويحظى بإقبال كبير للمشاركة فيه من أهم دور النشر في الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص والأجنبية.
وتأتي مشاركة “منصة” – المبادرة التي أطلقتها “جمعية الناشرين الإماراتيين” لتعزيز تسويق إصدارات الناشرين الإماراتيين محليا ودوليا – في المعرض في إطار جهودها الرامية إلى الإسهام في إثراء الثقافة العربية في المنطقة فضلا عن إتاحة الفرصة أمام الناشرين الإماراتيين لتوسيع أعمالهم وإقامة علاقات شراكة وتعاون إستراتيجي جديدة مع نظرائهم في المنطقة والعالم، وتوقيع اتفاقيات بيع وشراء حقوق التأليف والنشر والترجمة، وينسجم ذلك مع رؤية “منصة” التي تطمح إلى تطوير سوق الطباعة والنشر والتوزيع في دولة الإمارات والعالم العربي.
ويذكر أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يستهدف في نسخة هذا العام ترسيخ مكانة الثقافة في الدولة وتأكيد الدور المحوري للمعرفة في نهضة المجتمع القطري، حيث انطلق المعرض للمرة الأولى عام 1972 ليكون منارة ثقافية وفكرية في قطر والمنطقة.