السعودية وإيران تعقدان أول جلسة مباحثات أمنية مباشرة في الأردن

عمان - اختتمت في العاصمة الأردنية عمّان الاثنين الجلسة الأولى للحوار الأمني بين السعودية وإيران بمشاركة خبراء من الجانبين، في وقت قال مندوب الرياض لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي إن طهران تنتهج إلى الآن موقفا يتسم بالمماطلة، وليست جادة بشأن المحادثات الرسمية التي تستضيفها العراق.
وناقشت الجلسة التي تعتبر نادرة الحدوث، واستضافها المعهد العربي لدراسات الأمن ومقرّه عمّان، عددا من القضايا الأمنية والتقنية، وركزت على الحدّ من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق، والإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين، وتحديدا في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي والتعاون في مجال الوقود النووي ومحاور أخرى. وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وتعاني السعودية من هجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على أراضيها بين فينة وأخرى، مقابل هجمات جوية يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض على مواقع الحوثيين، ضمن صراع اليمن الدائر منذ نحو سبع سنوات.
ونقلت "بترا" عن أيمن خليل، الأمين العام للمعهد العربي لدراسات الأمن، المستضيف للجلسة، قوله إن "أجواء من الاحترام المتبادل سادت الجلسة، التي أظهرت رغبة متبادلة من الطرفين في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما ينعكس على ازدهار شعوب المنطقة".
وأضاف أن "المزيد من الجلسات بين الطرفين سيتم عقدها في وقت قريب، لمتابعة توصيات الحوار الأمني والتقني وصياغة تفاصيله".
وقال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة إن المملكة ترغب في إجراء محادثات أكثر موضوعية مع إيران، لكن طهران تنتهج إلى الآن موقفا يتسم بالمماطلة وليست جادة بشأن المحادثات.
وبدأت المملكة وإيران محادثات مباشرة هذا العام، في وقت تحاول فيه القوى العالمية إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران، بينما تتعثر جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
ووصفت المملكة التي قطعت العلاقات مع طهران في عام 2016 المحادثات بأنها ودية، لكنها استكشافية فحسب، في حين قال مسؤول إيراني في أكتوبر الماضي إن المحادثات قطعت "مسافة جيدة".
وقال المعلمي لصحيفة عرب نيوز السعودية في مقابلة عبر الفيديو نشرت الاثنين إن المحادثات لم تحقق أي نتائج مهمة، موضحا "نود دفع هذه المناقشات نحو القضايا الجوهرية التي تتعلق بسلوك الحكومة الإيرانية في المنطقة".
وأضاف "لكن ما دام الإيرانيون يستمرون في عدم الجدية تجاه هذه المحادثات فلن يتحقق أي شيء. الإيرانيون يتخذون موقفا يعتمد على الأمد البعيد. لسنا مهتمين بالمحادثات من أجل المحادثات".
وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين في عام 2019 بعد هجوم على منشآت نفط سعودية، حمّلت المملكة إيران المسؤولية عنه، وهو اتهام تنفيه طهران. ولا يزال التوتر محتدما في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وقال المعلمي "قضية اليمن أثبتت أنها عسيرة الحل لمجرد استمرار الحوثيين في تلقي إمدادات متواصلة من الأسلحة والذخيرة من الجهات التي تساعدهم خاصة إيران"، مكررا تهمة تنفيها إيران والحوثيون.
وبعد نحو ست سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين عقدت طهران والرياض منذ يناير 2016، عدة جولات من الحوار المباشر بينهما، برعاية من الحكومة العراقية.
وكانت آخر تلك الجولات في سبتمبر الماضي بمطار بغداد الدولي بين وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.