السعودية لاعب جديد قادم على صناعة ألعاب الفيديو

مساع لجعل البلد مركزا عالميا للرياضات الإلكترونية.
السبت 2024/05/25
هيا استعدوا للمنافسة

تشق السعودية طريقها لتكون أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق صناعة ألعاب الفيديو، ومركزا للرياضيات الإلكترونية على مستوى العالم، متسلحة بإستراتيجية طموحة تمتد حتى 2030 لتحقيق مجموعة من الأهداف تتضمن توسيع نطاق الاستثمارات والتدريب وتوفير فرص العمل في القطاع.

طوكيو - تكثف السعودية استثماراتها في مجال الرياضات الإلكترونية، إذ ترى فيه “مدخلا” لتطوير قطاع ألعاب الفيديو الخاص بها، وفق ما يؤكده الأمير فيصل بن بندر المسؤول عن هذه الإستراتيجية.

وقال الأمير فيصل، الذي يرأس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش زيارة إلى العاصمة اليابانية طوكيو، "نريد أن نصبح محورا عالميا لألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية".

وكانت السعودية، التي ترغب في تنويع اقتصادها من خلال تخفيف الاعتماد على النفط، وتحسين جاذبية مناخ الأعمال انسجاما مع أجندة رؤية 2030، قد أعلنت في عام 2022 عن إستراتيجية استثمارية بقيمة 38 مليار دولار.

وتشمل الإستراتيجية ثلاثة أهداف رئيسية ذات تأثير مباشر على السعوديين والقطاع الخاص، ومحبي ومحترفي الرياضات والألعاب الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم.

وتركز الخطة على وجه الخصوص استحداث حوالي 39 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بقطاع الألعاب أو الرياضات الإلكترونية بنهاية العقد الحالي.

الأمير فيصل بن بندر: نريد أن تكون السعودية جزءا من المعادلة التنافسية
الأمير فيصل بن بندر: نريد أن تكون السعودية جزءا من المعادلة التنافسية

ومن بين الأهداف رفع جودة الحياة عبر تحسين تجربة اللاعبين، وتوفير فرص ترفيهية جديدة، مع السعي لتحقيق أثر اقتصادي حتى تسهم هذه القطاعات بواحد في المئة من إجمالي الناتج المحلي، الذي يبلغ تريليون دولار، بحلول عام 2030.

وتحظى الألعاب والرياضات الإلكترونية بشعبية كبيرة في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 36.4 مليون نسمة، وغالبيتهم دون سن الخامسة والعشرين.

وسيحتضن البلد الخليجي هذا الصيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وسيتقاسم في نهايتها الفائزون جوائز تتخطى قيمتها 60 مليون دولار، على أمل جذب الملايين من المتابعين لهذا النشاط.

ويوضح الأمير فيصل لوكالة فرانس برس أن ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية “تستحضر بطبيعة الحال” بلدانا مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، لكننا “نريد أن تكون السعودية جزءا” من هذه المعادلة.

ومع ذلك، يقول إنه يرى الرياضة الإلكترونية بمثابة “بوابة” لطموح أكبر بكثير، لأن “ما نريد بناءه هو صناعة شاملة” لألعاب الفيديو.

ولتحقيق ذلك، استحوذت السعودية العام الماضي مقابل 4.9 مليار دولار على أستوديو سكوبلي في كاليفورنيا المتخصص في ألعاب الأجهزة المحمولة، والذي حققت لعبته مونوبولي غو إثر طرحها العام الماضي إيرادات بقيمة ملياري دولار في عشرة أشهر فقط.

ولن يبقى هذا الاستحواذ وحيدا، إذ ستستتبعه الحكومة بعمليات كبرى أخرى من هذا النوع، على ما يلفت براين وارد، رئيس مجموعة سافي غيمز المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة)، والتي تحتل مركزا في قلب الإستراتيجية الوطنية لألعاب الفيديو.

◙ 1 في المئة المساهمة المتوقعة للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول عام 2030

وتعزيزا لخططها المستقبلية قامت سافي فور إنشائها في 2022 بتوقيع اتفاقية استحواذ على شركة إي.أس.أل المتخصصة في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة فيس آت المنصة الرقمية المتخصصة في الرياضات الإلكترونية.

ويشدد وارد، وهو من الكوادر السابقين في شركة ألعاب الفيديو الأميركية الشهيرة أكتيفيجن بليزارد “نحن لا نتوقف أبدا، حيث نعمل بطاقتنا القصوى، طوال الوقت”.

وقال إن “الوقت مناسب لحجز موقع لنا في السوق والبحث عن فرق جيدة في الأستوديوهات”. وأضاف “خلال العام ونصف العام الماضيين، كان من الصعب العثور على مصادر أخرى لرأس المال”.

ويأمل وارد أيضا أن تتمكن سافي غيمز في نهاية المطاف من الاستفادة من الاستثمارات الضخمة، التي يموّلها صندوق الثروة في الأستوديوهات الدولية الكبرى مثل أكتيفيجن بليزارد والشركتين اليابانيتين نينتندو وكابكوم مبتكرة لعبتي ستريت فايتر وريزيدنت إيف.

ويوضح “سنجد طرقا لإقامة شراكات ذات معنى أكبر معهم، تتجاوز مجرد البحث عن عائد مالي”، على سبيل المثال في الرياضة الإلكترونية أو لمساعدة هذه الجهات على زيادة انتشارها في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول الأمير فيصل “نريد أن يكون لنا تأثير خلال السنوات العشر المقبلة، ليس من خلال التحول إلى مركز عالمي فحسب، بل بأن نكون أيضا مركزا إقليميا، ما سيجعل المنطقة بأكملها تنمو معنا”.

براين وارد: الوقت مناسب لحجز شركة سافي موقعا في السوق
براين وارد: الوقت مناسب لحجز شركة سافي موقعا في السوق

ويوضح أنه إلى جانب ألعاب الهاتف المحمول، تأمل البلاد أيضاً في إنتاج لعبة ذات ميزانية كبيرة لوحدات التحكم بحلول عام 2030، “يتم إنشاؤها في المملكة العربية السعودية على يد سعوديين”، مع تطوير تراخيص خاصة بها.

ويضيف “لدينا تقليد طويل في عالم القصص (…) انظر إلى علاء الدين، وألف ليلة وليلة، وسندباد… كل هذه القصص جرى تناقلها من الشرق إلى الغرب، لكننا لم نكن أبدا الجهة التي تروي” القصة.

ومع بروز اهتمام كبار المسؤولين السعوديين، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالاستثمارات التكنولوجية، كانت ثمة عثرات سرعان ما تم تداركها بعد فشل شراكة عام 2020 بين ناشر الألعاب الأميركي ريوت غيمز ومدينة نيوم المستقبلية.

ويقول الأمير فيصل “نحن بلد يمر بمرحلة انتقالية، وننفتح” شيئا فشيئا، مضيفا “ثمّة الكثير من المفاهيم الخاطئة حول السعودية والسعوديين”. ويؤكد “لدينا ثقافة محافظة بطبيعتنا أيضاً. لكن هذا لا يعني أننا نتجنب الناس أو ندفعهم بعيدا”.

وتعتبر الألعاب الإلكترونية سوقا تنافسية يتألف من عدد كبير من اللاعبين العالميين والإقليميين، الذين يمثلون حصة كبيرة ويركزون على توسيع قاعدة عملائهم في جميع أنحاء العالم.

وتتزايد المؤشرات على أن صناعة ألعاب الفيديو في أسواق الشرق الأوسط ستدخل منعطفا مهما مع توقعات بارتفاع حجم الاستثمارات في هذا القطاع الواعد خلال السنوات الأربع المقبلة.

وتوقعت شركة الأبحاث العالمية نيكو بارتنرز في أول تقرير لها يغطي المنطقة العربية، والذي نشرته قبل عامين أن تتضاعف حجم سوق ألعاب الفيديو في السعودية والإمارات ومصر إلى 3.14 مليار دولار بحلول 2025.

ويوضح وارد “كان من المهم بالنسبة إليّ أن تتمكن سافي من العمل كشركة ألعاب فيديو حقيقية، بما يتوافق مع قيم صناعتنا وثقافتها". ويضيف "هذه الحال فعلا، فقد حصلنا على تفويض مطلق"، وتابع "نحن لا نفعل أي شيء مختلفا في الرياض عمّا لو كنا في نيويورك أو لوس أنجلس أو برلين".

10