السعودية قُبيل قمة العشرين: احترموا قوانيننا

الرياض - خرجت المملكة العربية السعودية عن صمتها حيال حملة الضغوط المسلّطة عليها باستخدام قضايا وملفات حقوقية، وذلك بمناسبة احتضانها قمة مجموعة العشرين المقرّرة آخر الأسبوع الجاري عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ورفضت المملكة تلقي دروس في المجال الحقوقي والإنساني، مشدّدة على أن لها خياراتها الذاتية وقوانينها التي يجب أن تُحترم من قبل الآخرين، تماما كما تحترم هي قوانين الآخرين وخياراتهم.
ومع اقتراب موعد القمّة ذات الصيت العالمي، بدا أنّ جهات مناوئة للسعودية تحاول استغلال تسليط الأضواء الدولية صوب الرياض لشنّ حملة مضادة للسعودية، حيث نشط الإعلام القطري والتركي بشكل استثنائي لالتقاط أي تصريحات تصدر من شخصيات أو منظمات دولية معروف عنها إثارة القضايا والملفات الحقوقية قبيل أي مناسبة دولية كبرى بما في ذلك تلك التي تحتضنها دول غربية.
ودخلت السعودية التي تمتلك مقدّرات مادية ضخمة، خلال السنوات الأخيرة في عملية إصلاح شامل لا تستثني مجالات كانت من قبل عصيّة عن التغيير مثل المجال الديني. لكنّها تصرّ رغم السمة الطموحة لتلك العملية على تفصيل إصلاحاتها وفقا لمصلحتها وطبيعة مجتمعها، مع اعتماد المرحلية والتدرّج تجنّبا للقفز في المجهول.
وأعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير رفضه لأي تدخل من الخارج في قضايا حقوق الإنسان، مشدّدا على رفض بلاده لأي انتقاد لعقوبة الإعدام أو لاعتقال ناشطات مثل الناشطة لجين الهذلول.
وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية عن مطالبات البعض للسعودية بإلغاء عقوبة الإعدام “لديكم قوانينكم، ولدينا قوانيننا”، مضيفا أن المملكة العربية السعودية لديها أحد أدنى معدلات الجريمة على مستوى العالم، وأن ذلك يرتبط بالردع. وأكد قوله “لن نغير قوانيننا، لأن شخصا ما يقول لا نحب قوانينكم”.
وحمل الردّ السعودي على الانتقادات بحدّ ذاته ملامح التغيير الجاري في السعودية التي تخلّت، على ما يبدو، عن أسلوب الصمت على الانتقادات للحدّ من إثارة الضجيج حول بعض القضايا الحسّاسة مثل سجن الناشطات، وأصبحت تفضّل الردّ المباشر من منطلق أنّه ليس لديها شيء تخفيه، وأنّ ما تقوم به يجري في نطاق قوانينها النافذة، وفي إطار حماية مجتمعها وأمنها وحفظ مصالحها.
وتابع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية “إذا أتينا إلى ألمانيا وقلنا: يتعين عليكم عدم بيع خمور في الفنادق لأن ذلك محظور في المملكة العربية السعودية، هل من الممكن أن يكون ذلك مقبولا هنا؟.. بالطبع لا”.
وعن سجن لجين الهذلول قال الجبير “لدينا نظامنا القانوني المستقل، ولا يستجيب لأي ضغوط من خارج المملكة العربية السعودية”، مضيفا أن سجن الناشطة مرتبط بالأمن القومي للمملكة.