السعودية تواصل جهودها للسلام وتستضيف لقاء أميركيا أوكرانيا

الرياض – رحبت السعودية الجمعة باجتماع بين وفدين أميركي وأوكراني سيُعقد في جدة الأسبوع المقبل، وذلك في إطار "استمرار المملكة في بذل جهودها لإنهاء الأزمة الأوكرانية".
وتضمن بيان مقتضب لوزارة الخارجية أنها تعرب "عن ترحيب المملكة العربية السعودية باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا، الذي سيعقد في جدة الأسبوع المقبل".
وأكدت مواصلة الرياض "بذل جهودها لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية".
ويسلط الاجتماع المرتقب الضوء على جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليكون لاعبا دبلوماسيا رئيسيا، وأيضا على النفوذ المتزايد للعاصمة السعودية وحيادها الاستراتيجي ودورها وسيطا عالميا.
والسعودية حليف تاريخي للولايات المتحدة في المنطقة. كما عملت المملكة، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، بشكل وثيق مع روسيا في ما يتصل بالسياسة النفطية. وقدّمت نفسها كوسيط منذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022.
وفي الوقت نفسه، احتفظت الرياض بعلاقة وثيقة مع كييف واستقبلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة حضر خلال إحداها قمة الجامعة العربية مايو 2023 في جدة. كما التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في يونيو الماضي. وساعدت السعودية أيضًا في المفاوضات بشأن السجناء.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" الخميس إنه سيسافر إلى السعودية الاثنين للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشيرا إلى أنه "بعد ذلك، سيبقى فريقي في المملكة العربية السعودية للعمل مع شركائنا الأميركيين.
ويأتي الاجتماع المقرر عقده الثلاثاء المقبل، في ظل سعي كييف إلى تحسين علاقاتها مع الإدارة الأميركية.
وقال زيلينسكي الجمعة في خطابه اليومي الذي يبثّ على شبكات التواصل الاجتماعي "جرى عمل مكثّف مع طاقم الرئيس ترامب طوال اليوم (الجمعة) على عدّة مستويات مع عدّة مكالمات. والعنوان واضح: السلام في أقرب ما يمكن".
واستضافت الرياض في فبراير اجتماعا بين مسؤولين أميركيين وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تشارك أوكرانيا في تلك المحادثات مما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين.
وفي وقت سابق قال مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، ومن المقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في السعودية.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل كبير بعد اجتماع عاصف في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، اتهم خلاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره زيلينسكي بعدم إظهار "الامتنان" لبلاده على المساعدات التي قدمتها لكييف للتصدي للغزو الروسي.
وأعلن الرئيس الأميركي الجمعة أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا ما استمرت في "قصف" أوكرانيا وتحاشت السلام الذي يريده الرئيس الأوكراني "في أقرب ما يمكن"، بعد سلسلة ضربات جديدة بصواريخ ومسيرات روسية استهدفت مدنا ومنشآت أوكرانية.
وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" إنه "نظرا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية على روسيا إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار ولاتفاق تسوية نهائي بشأن السلام".
لكن ترامب عاد ليقول لاحقا إنه يجد التعامل مع روسيا "أسهل" من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق في أن فلاديمير بوتين "يريد وضع حد للحرب".
وصرح ترامب "أصدقه. بصراحة أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة وهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل".
من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الوطنية الأميركية للاستخبارات الجغرافية المكانية، الجمعة، أنها أوقفت وصول أوكرانيا إلى برنامج لمشاركة صور الأقمار الصناعية غير السرية بين المسؤولين الأميركيين وشركائهم الدوليين، مما حد من قدرة أوكرانيا على الوصول إلى الصور التي كانت تستخدمها للمساعدة في التصدي للجيش الروسي.
وقالت الوكالة الوطنية الأميركية للاستخبارات الجغرافية المكانية لوكالة "أسوشييتد برس" إن هذا القرار تم اتخاذه بناء على "توجيهات الإدارة بشأن الدعم المقدم لأوكرانيا"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون راتكليف، الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة "أوقفت" تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا، في خضمّ الأزمة التي تشهدها العلاقات بين كييف والبيت الأبيض.