السعودية تواصل احتفاءها بعام الشعر العربي 2023

مسابقة "صوت القصيدة" و"منتدى الشعر العربي" تكريم لأقدم فنون العرب.
الجمعة 2023/11/03
مناقشة موضوع الشعر العربي

خصصت السعودية عام 2023 للشعر العربي الذي يعتبر من أهم الفنون والآداب العربية، من خلاله دوّن العرب حياتهم في هدوئها وصراعاتها، وكتبوا مشاعرهم، وأرخوا لفترات هامة، علاوة على التأسيس لجماليات أدبية فريدة من نوعها، ويأتي هذا الاحتفاء بالشعر في رؤية مستقبلية لا تكتفي بماضيه، بل تسعى لتعزيز مكانته وفتح آفاقه تماشيا مع رؤية السعودية 2030.

الرياض - جاءت تسمية السعودية عام 2023 بـ”عام الشعر العربي” للاحتفاء بهذا الفن العربي العريق، عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تقام على مدار العام، وبشراكة فاعلة من أفراد المجتمع وكافة الجهات المعنية.

واحتفاء بالشعر العربي قدمت وزارة الثقافة بالتشارك مع العديد من الأطراف والمؤسسات عدة فعاليات ومسابقات وندوات في مختلف محافظات المملكة، تأكيدا على دور شبه الجزيرة العربية المؤثر في نشأة الشعر العربي ونهضته الكبرى التي جعلت من هذا الفن البديع ديواناً للعرب. وقدمت مؤخرا جائزة جديدة للناشئين بينما عقدت ندوة خاصة حول الشعر.

نقاش في الشعر

"منتدى الشعر العربي" ناقش أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذرة في عمق ووجدان الإنسان العربي منذ أزل طويل

أطلقت وزارة الثقافة السعودية من أرض الطائف يوم الأربعاء “منتدى الشعر العربي” بالتعاون مع جامعة الطائف ممثلةً في أكاديمية الشعر العربي، وبإشراف من هيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن مبادرة عام الشعر العربي 2023، وذلك بحضور الأدباء والمثقفين، وعدد من المتخصصين في الشّعر العربي ونقّاده من داخل المملكة وخارجها لتسليط الضوء على الشعر العربي بالشواهد الأدبية المطلة على التاريخ والتراث والثقافة.

واستحضرت قبة المنتدى تحت زخات المطر ذاكرة ومكانة “الشعر العربي بصفته أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذرة في عمق ووجدان الإنسان العربي منذ أزل طويل، إذ احتل الشعر مكانة رفيعة المستوى عند الإنسان دون الأدبيات الأخرى القديمة أو المعاصرة، حتى جعلوا من الشعر ديوانهم الذي ينقل مآثرهم ويجوش عن مشاعرهم وطموحاتهم، مشكّلًا مصدرًا وثائقيًا تاريخيًا يُعتمد عليه في سرد قصص حياتهم وأحداثها المختلفة”.

 وسلطت أولى جلسات المنتدى الضوء على مبادرة عام الشعر العربي، وما يستهدفه المنتدى من تطلعات تثري الساحة الشعرية، مناقشة موضوع الشعر العربي باعتباره تراثاً غير مادي، وذلك بمشاركة المدير العام للإدارة العامة للأبحاث والدراسات الثقافية الأكاديمي رائد السفياني، ومدير عام الإدارة العامة للأدب خالد الصامطي، ومدير عام أكاديمية الشعر العربي بالجامعة الأكاديمي منصور الحارثي، وخبير مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها الأكاديمي أنس النعيمي.

واستهلت ثاني جلسات المنتدى بالحديث عن “الشعر باعتباره ظاهرة إنسانية” تمارسه الشعوب سواء البدائية أو المتطورة، وتتعاطاه مختلف الفئات الخاصة المثقفة والشعبية العامة، كما أن وجوده مرتبط بوجود الإنسان، وفقاً لما كشفته أقدم النقوش، باعتبار الشعر معبراً عن عاطفة الإنسان، ونظرته إلى العالم.

وزارة الثقافة السعودية تطلق مسابقة “صوت القصيدة” عبر منصة إلكترونية مخصصة تسمح للجميع بالمشاركة لتركز من خلالها على مهارات الإلقاء الشعري

 وانصب الاهتمام في الجلسة الثالثة على “الشعر حول العالم: المكانة والدور والصورة”، ووضع الشعر في العالم، تضمنت اتجاهاته والتغييرات التي طرأت عليه في مختلف الثقافات والوظائف المناطة به في التيارات العالمية، حيث أدارت الجلسة الأكاديمية جميلة العبيدي، بمشاركة محمد البريكي من دولة الإمارات والأكاديمي صالح الزهراني والباحث مصطفى الضبع من دولة مصر.

 وشهد المنتدى ورشة عمل تحدثت عن اتجاهات القصيدة الحديثة، لتعريف الجمهور بأبرز الاتجاهات الشعرية الحديثة عبر نماذج من قصائد سعودية وعربية حديثة، كما ناقشت الورشة بنية القصيدة الحديثة وإيقاعها، ومصادر الصور الشعرية. وقدم الورشة عادل المظيبري. كما شهد المنتدى أنشطة ثقافية، وفنوناً أدائية وعرض ملصقات علمية، بمشاركة العديد من الجهات الثقافية.

وتحضر الطائف منذ القرون الماضية في المؤلفاتِ التاريخية والثقافية الشعرية؛ تراثاً وحضارة وأدبا وفكرا، ومثلت بذلك ريادة غير مسبوقة اتسمت في أغلب حالاتها بالتعريف والتوثيق والتأصيل والكشف عن تراث الشعر العربي الذي تنتمي فيه بكيانها وهويتها إلى وجدان جموع الشعراء.

مسابقة إلقاء

ما وضع الشعر في العالم؟
ما وضع الشعر العربي في العالم؟

من ناحية أخرى أعلنت وزارة الثقافة السعودية الأربعاء عن إطلاق مسابقة “صوت القصيدة” عبر منصة إلكترونية مخصصة تسمح للجميع بالمشاركة لتركز من خلالها على مهارات الإلقاء الشعري، مستهدفة بذلك جميع الفئات العمرية، وذلك ضمن مسابقات مبادرة “عام الشعر العربي 2023″؛ لتعكس المكانة الثقافية التي احتلها الشعر العربي باعتباره من أهم المكوّنات الحضارية للثقافة العربية على مدى عقود.

وتنطلق هذه المسابقة بإعلان عن قصائد مختارة من الموروث العربي الفصيح لكل فئةٍ عمرية؛ لتستقبل بعد ذلك المشاركات افتراضيا عبر المنصة الإلكترونية، على أن يتأهل المشاركون من كل فئة عمرية بعد تحكيم المشاركة من قِبل لجنة مؤهلة وذات خبرة في المجال، مع الأخذ بعدة عوامل أثناء التقييم ومنها: التعبير الفني، والأداء الصوتي، والتوصيل العاطفي، والابتكار والأصالة؛ ليتم الإعلان عن الفائزين ونشر مشاركاتهم عبر المنصة الإلكترونية.

 وتستهدف مسابقة “صوت القصيدة” جميع الفئات العمرية من مواطنين، ومختلف الجنسيات في ثلاث فئات، وهي: الأطفال من 6 إلى 11 سنة، واليافعين من 12 إلى 18 سنة، وأكبر من 18 عاماً، على أن يراعي كل مشارك الشروط والأحكام الموجودة في منصة المسابقة، التي تمر بمجموعة من المراحل الرئيسية، تبدأ من مرحلة استقبال المشاركات لكل فئةٍ عمريةٍ عبر المنصة، وتليها مرحلة الفرز والتقييم، وبعدها مرحلة بدء عملية التحكيم والإعلان عن المتأهلين لكل فئة من قِبل لجنة التحكيم، وصولًا إلى الإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، ونشر مشاركاتهم.

 ويُعرّف إلقاء الشعر بأنه فن قراءة النصوص الشعرية بشكلٍ جيد؛ أي التلفظ بالكلام من دون أخطاء وعلى وجهٍ سليم، مع امتلاك القدرة على شحن الكلمات بالانفعالات العاطفية، والتعبير عن النص الشعري؛ لتتجسد الفكرة كاملةً غير منقوصة للمتلقين، وكأنهم يعيشون القصيدة، ويرونها رأي العين، ويكون ذلك عادةً أمام حشدٍ من المتلقين.

ويكون إلقاء الشعر عبر فهم الموضوع، وتوضيح المعاني، ومراعاة علامات الترقيم، ومخارج الحروف، والاهتمام بطبقات الصوت، ولغة الجسد.

وتأتي هذه المسابقة ضمن عدة مسابقات تُنظمها وزارة الثقافة ضمن مبادرة “عام الشعر العربي 2023″؛ لتلقي من خلالها الضوء على أحد أبرز المكونات الثقافية الحضارية للثقافة العربية، الذي ظل راسخاً على مدى سنواتٍ طويلة، وناقلاً لأشكال العادات والتقاليد العربية، ومصوراً للحياة الاجتماعية في حقبٍ زمنية تعود إلى ما قبل الإسلام، وما تلاها حتى العصر الحاضر، وتهدف من خلالها إلى تعزيز وصول المبادرة إلى المجتمع، وتمكين المهتمين بالمجال، وإبراز مواهبهم في الشعر والقطاعات الثقافية الأخرى.

13