السعودية تنفي رواية ماكرون عن احتجاز الحريري
الرياض- رفضت السعودية الاثنين تصريحات للرئيس الفرنسي ماكرون قال فيها إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كان محتجزا في الرياض قبل أشهر، داعية باريس إلى العمل معا لمواجهة “أدوات إيران المدمرة” في المنطقة وذلك في إشارة إلى حزب الله.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن “ما ذكره الرئيس الفرنسي بأن المملكة احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو كلام غير صحيح”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية. وشدد المصدر على أن المملكة “كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بكافة الوسائل”.
وجدّد المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السعودية موقف بلاده من نفوذ إيران في لبنان، وقال “كافة الشواهد تؤكد بأن من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها مثل ميليشيا حزب الله الإرهابي المتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان”. وختم تصريحه بأن المملكة “تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي ماكرون لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة وعلى رأسها إيران وأدواتها”.
وتأتي تصريحات ماكرون المفاجئة والمتزامنة مع مرحلة تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد أن أقامت فرنسا روابط جديدة مع السعودية ودول خليجية عربية أخرى في السنوات القليلة الماضية بسبب موقفها الصارم بشأن إيران في المفاوضات النووية والتشابه بشكل عام بين سياسات الجانبين حيال صراعات الشرق الأوسط.
وكان الحريري في نوفمبر قدّم استقالته من الرياض، متهما حزب الله وإيران بالسيطرة على لبنان. وبقي الحريري لأسبوعين في الرياض خلال نوفمبر، ليغادرها إلى باريس ومنها إلى بيروت حيث تراجع عن استقالته. وقال ماكرون في مقابلة مع شبكة “بي.أف.أم.تي.في” “لو لم تكن فرنسا هنا، لربما كانت هناك حرب في لبنان اليوم”.
واعتبر مراقبون أن تصريحات ماكرون مشكوك في صدقيتها خصوصا أنه كان تناول العشاء مع الحريري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس في أبريل الماضي بعد مؤتمر لحشد الدعم الدولي لبرنامج استثمار يهدف إلى دعم الاقتصاد اللبناني دون أن يتطرّق لما أسماه اليوم بكواليس الاحتجاز.
ودعمت النائبة اللبنانية الإعلامية رولا يعقوبيان الموقف السعودي بتأكيدها في تغريدة أنها خلال لقائها بالحريري في الرياض شاهدت أنه كان حرا في منزله.
