السعودية تنفذ حكم الإعدام على مدان أسس خلية إرهابية

الرياض - أعلنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الإثنين، تنفيذ حكم الإعدام بحق إرهابي سعى لتنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية داخل المملكة والاعتداء على رجال الأمن.
وقالت الداخلية السعودية، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "سعودي الجنسية أقدم على تأسيس خلية إرهابية تسعى لتنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية داخل المملكة والاعتداء على رجال الأمن، وتواصله مع تنظيمات إرهابية في مناطق الصراع لتقديم الدعم لخليته".
وأشارت إلى اعتناقه (الجاني) "المنهج التكفيري ومبايعة زعيم أحد التنظيمات الإرهابية وإيوائه عدداً من ذوي الفكر الإرهابي، وتجنيدهم وتدريبهم على صنع المتفجرات وتكليفهم بتحديد بعض المواقع لاستهدافها، وسعيه لشراء كمية كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة وإخفائها".
وأضافت أن جرائم الجاني شملت "استيلائه على مواد كيميائية لاستخدامها في أهداف الخلية، وتصنيعه وجمعه مواد متفجرة وحيازتها واستعمالها بقصد الإخلال بالأمن، وتمويله الإرهاب وجرائمه، وحيازته لسلاح مسدس وذخيرة، ومشاركته في الأعمال القتالية في مناطق الصراع، ومساعدة آخرين للخروج إلى تلك المناطق".
ولفتت إلى أنه بـ"إحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة صدر بحقه صك يقضي بثبوت إدانته بما نسب إليه، والحكم بقتله تعزيراً وأيدت الحكم محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة والمحكمة العليا، وصدر أمر ملكي يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعاً، وأيد من مرجعه بحق الجاني المذكور".
ورغم الانتقادات التي تواجهها من منظمات تعنى بحقوق الإنسان، فإن السعودية تنظر إلى الحرب على الجماعات المتشددة من منظار الأمن القومي وتتمسك بعقوبة الإعدام كونها حكما دينيا صريحا، في الوقت الذي كانت فيه المنظمات المعنية تراهن على أن المسار الإصلاحي للرياض سيقود إلى التخلي عن هذه العقوبة في أقرب وقت.
وأكدت وزارة الداخلية أنه تنفيذ حكم القتل تعزيراً بالجاني اليوم بمنطقة القصيم، مشددة على حرص حكومة المملكة على استتباب الأمن وتحقيق العدل .
وفي أبريل 2022، قامت السلطات السعودية بتنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة أشخاص "سعوديان ويمني" لإدانتهم في جرائم إرهابية.
وفي مارس من نفس العام أفادت السعودية إنها أعدمت 81 رجلا، بينهم سبعة يمنيين ومواطن سوري، بعد صدور أحكام عليهم بتهم "الإرهاب" و "المعتقدات المنحرفة" وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وقد أعلنت السعودية في أبريل 2020 إلغاء كل أحكام الإعدام الصادرة في حق مدانين بجرائم ارتكبوها وهم قصّر. لكن هذا الإلغاء لا ينطبق على الجرائم التي تندرج تحت حد الحرابة والقصاص بما فيها الجرائم الإرهابية.
وبالفعل، أُفرج بين نوفمبر وفبراير عن ثلاثة شباب خفّضت أحكام بالإعدام صدر بحقهم، بعد نحو عشر سنوات أمضوها في السجن لاتهامهم بالمشاركة في احتجاجات ضد الحكومة إبان انتفاضة "الربيع العربي".
وتتعرض السعودية لتهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية المختلفة حيث تعرضت لهجمات من قبل الجهاديين أو العناصر المرتبطة بإيران كما تتعرض لهجمات صاروخية وبطائرات مسيرة من قبل المتمردين في اليمن.
وفي 2016 أعدمت السلطات السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهم تتعلق بالإرهاب وقد دفع ذلك متظاهرين إيرانيين الى استهداف سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016 ردا على تلك الهجمات وعلى تورط إيران في تسليح الجماعات المتمردة في المنطقة وخاصة في اليمن المجاور.
وفي العاشر من مارس الماضي، صدر بيان مشترك بين السعودية وإيران والصين أعلنت فيه الرياض وطهران الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الاثنين إن وزارته تعمل على تجهيز السفارة والقنصلية الإيرانيتين في السعودية بهدف إعادة فتحهما، موضحا أن هذه الإجراءات ستنتهي خلال الأيام المقبلة.
وأشار عبداللهيان -في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)- إلى أن الخارجية السعودية عينت سفيرها في طهران، وأن الخارجية الإيرانية ستعين سفيرها خلال وقت قصير.