السعودية تمنع دخول وفد إسرائيلي يترأسه إيلي كوهين

مسؤولون إسرائيليون يؤكدون أن تل أبيب كانت تهدف من خلال إرسال الوفد إلى المملكة الترويج لخطوة تطبيع متواضعة لكن غير مسبوقة.
الاثنين 2023/03/13
عراب التطبيع يأمل في زيارة السعودية بعد رمضان

القدس  - رفضت السعودية، إصدار تأشيرات دخول لوفد إسرائيلي يترأسه وزير الخارجية إيلي كوهين، للمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وفق إعلام عبري وأميركي، في خطوة تعكس منع المملكة استغلال تل أبيب حضور ممثلها الدبلوماسي هذا الحدث للترويج للتطبيع.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، مساء الأحد، أن السعودية رفضت منح تأشيرات لوفد إسرائيلي تمت دعوته إلى مؤتمر منظمة السياحة العالمية.

وفي السياق، ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، أن المؤتمر مختص بموضوع القرى السياحية الموصى بزيارتها من جانب الأمم المتحدة.

وأوضحت، أن "السلطات السعودية رفضت إصدار تأشيرات (للوفد الإسرائيلي)، دون أن تفصح عن الأسباب، وذلك رغم تقدم الأمم المتحدة بطلب للرياض، بمعاملة متساوية لكافة أعضاء المنظمة".

وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي اليوم الاثنين نقلا ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن السعودية وافقت في البداية على طلب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لدخول المملكة هذا الأسبوع لحضور مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، لكنها لم تناقش بجدية التفاصيل الأمنية للدبلوماسي، مما أدى فعليا إلى منع رحلته.

وتحاول إسرائيل في العقدين الأخيرين استغلال المؤتمرات الدولية الرسمية لوكالات الأمم المتحدة، التي تعقد في دول عربية، ولا سيما في الخليج، لإلزام هذه الدول بمنح تأشيرات لمندوبين عنها للمشاركة في هذه المؤتمرات، وفرض نوع من التطبيع غير المباشر على هذه الدول، من خلال التلويح بنقل هذه المؤتمرات والنشاطات الدولية إلى خارج الدول التي لا تقبل بمشاركات إسرائيلية رسمية على أراضيها.

ودعت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ممثلين عن قرية عربية في إسرائيل وممثلين عن وزارة السياحة الإسرائيلية لحضور المؤتمر في العلا.

لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية كان لديها هدف أكثر طموحًا للمؤتمر بإرسال كوهين كرئيس للوفد - وهو ما كان سيُنظر إليه على أنه خطوة تطبيع متواضعة لكن غير مسبوقة، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون الثلاثة الذين أكدوا عدم إجراء أي وزير إسرائيلي زيارة إلى المملكة.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الإسرائيل اتصلت بمنظمة السياحة العالمية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمساعدتهم في الحصول على "الضوء الأخضر" لحضور كوهين.

حثّ مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية السعوديين على الموافقة، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.

وفقًا للمسؤولين، أبلغت السعودية منظمة السياحة العالمية أن كوهين يمكن أن يحضر المؤتمر مع موظفين اثنين، لكن عندما حان الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الأمنية لكوهين - وهي خطوة نموذجية لأي وزير إسرائيلي متنقل - أصبح من الواضح أن السعوديين لن يجروا مناقشة جادة مما أجبر كوهين على إلغاء الرحلة من جدول أعماله.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن توقيت المؤتمر - قبل أسبوعين من شهر رمضان المبارك - كان مشكلة للسعوديين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير "في نهاية المطاف، وجد السعوديون طريقة ليقولوا" نعم "للأمم المتحدة كما كان عليهم ذلك ، ولكن في نفس الوقت خلقوا ظروفًا لا تسمح بحدوث الزيارة".

ولم تعلق السعودية في واشنطن على هذه التصريحات، كما لم ترد منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق.

وفي وقت سابق الأحد، انطلق بمدينة العلا شمال غربي السعودية، مؤتمر منظمة السياحة العالمية، ويستمر يومين، حول 32 قرية سياحية في 18 دولة، توجد ضمن تصنيف المنظمة لأفضل القرى بالعالم.

وتقول السعودية منذ فترة طويلة إن اعترافها بإسرائيل يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. وهي لم تنضم إلى اتفاقيات أبراهام عام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة وأقامت بموجبها إسرائيل علاقات مع جارتي المملكة، الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

ومع ذلك، كانت هناك علامات غير ظاهرة على وجود تعاون محتمل.

وتمكن العديد من الصحافيين الإسرائيليين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية من زيارة السعودية قبل وأثناء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي.

وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودية خلال تلك الرحلة أنها رفعت قيود التحليق عن "جميع الناقلات"، ممهدة الطريق أمام الطائرات الإسرائيلية لاستخدام الأجواء السعودية.

وفي أكتوبر، شارك عربي إسرائيلي هو رئيس بنك إسرائيلي في منتدى المستثمرين السعوديين، وأشاد بالفرص "الرائعة" المتوفرة في المملكة.

قال المسؤولون الإسرائيليون إن هناك تقدم، بما في ذلك صفقة تاريخية حول جزيرتين استراتيجيتين على البحر الأحمر تيران وصنافير واعتبرهما يمهدان الطريق للسعودية لاتخاذ خطوات نحو التطبيع.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن السعودية تستضيف عدة مؤتمرات للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.

وأكدوا أنهم يأملون أنه بعد رمضان سيكون من الأسهل على السعوديين السماح بمشاركة وزير إسرائيلي في أحد تلك المؤتمرات.