السعودية تقطع الطريق أمام جهود نتنياهو لتطبيع العلاقات

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن بلاده لن تقدم على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية دون إقامة الدولة الفلسطينية، في تمسك بمبادرة طرحتها خلال قمة بيروت سنة 2002.
الجمعة 2023/01/20
نتنياهو تعهد مرارا بتطبيع العلاقات مع السعودية

الرياض - قطع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الطريق أمام المحاولات التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتطبيع العلاقات، مشددا على أن بلاده لن تقوم بالتطبيع مع الدولة العبرية من دون إقامة دولة فلسطينية.
وأوضح في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية السعودية الجمعة عبر حسابها على تويتر أن "التطبيع والاستقرار الحقيقي لن يأتيا إلا بإعطاء الفلسطينيين الأمل من خلال منحهم الكرامة، وهذا يتطلب منحهم دولة".

ويحاول نتنياهو استكشاف فرص تطبيع العلاقات مع الجانب السعودي من خلال لقاء جمعه الخميس بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، حيث أشرفت واشنطن على اتفاقيات سلام بين الدولة العبرية ودول عربية.
وتتمسك السعودية بشرطها للتطبيع، وهو تنفيذ مبادرتها لحل الدولتين والتي طرحتها خلال القمة العربية في بيروت سنة 2002 في عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأجرى نتنياهو محادثات تركّزت على البرنامج النووي الإيراني وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وفق بيان صادر عن مكتبه.
كما ناقش الجانبان الخطوات المقبلة لتعميق "اتفاقات أبراهام"، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع التي جرت في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية، و"توسيع دائرة السلام مع التركيز على المملكة العربية السعودية".
وجاء في البيان أن نتنياهو وساليفان الذي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية بحثا في "الجهود المشتركة لوقف برنامج إيران النووي وتحركات إيران في المنطقة".
وتابع البيان "رحّب رئيس الوزراء بالتزام الرئيس الأميركي جو بايدن بضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية".
كما تطرّق نتنياهو في محادثاته مع المستشار الأميركي إلى "التحركات الأخيرة للفلسطينيين على الساحة الدولية"، معتبرا إياها "هجوما على إسرائيل يتطلّب منا الردّ".
وأشاد الاثنان، وفق البيان، بأهمية العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة وضرورة تعميقها.
وقال البيت الأبيض إن ساليفان كرر تعهد الولايات المتحدة بـ"ضمان عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان إن نتنياهو وساليفان "بحثا أيضا في ملف أوكرانيا، فضلا عن الشراكة الدفاعية المزدهرة بين روسيا وإيران وتداعياتها على الأمن في الشرق الأوسط".
وتطرق ساليفان إلى موضوع لا تتفق فيه الحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة مع إدارة بايدن، وقال المسؤول الأميركي إنه يعارض السياسات التي تهدد "قابلية حياة" دولة فلسطينية في المستقبل، بحسب البيان.
كما شدد ساليفان "على الضرورة الملحة لتجنب أي خطوات أحادية من جانب أي طرف يمكن أن تؤجج التوترات على الأرض، مع إيلاء اهتمام خاص بالحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في ما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس".
كذلك، التقى ساليفان بعد ظهر الخميس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحذر عباس "من خطورة الإجراءات الإسرائيلية ومن انتهاكات تتمثل بتكثيف الاستيطان، وعمليات القتل اليومية، واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، وتنكرها للاتفاقات الموقّعة، والقرصنة ضد أموال الضرائب الفلسطينية".
وطالب عباس الإدارة الأميركية، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية، "بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان لوقف هذه الإجراءات الأحادية"، مؤكدا "إننا لن نقبل باستمرار هذه الجرائم الإسرائيلية وسنتصدى لها وسندافع عن حقوق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
كما شدد على "أهمية إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن".
وفي مؤتمر صحافي في رام الله الخميس، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن سياسات الحكومة الإسرائيلية "تؤدي إلى تدهور فعلي وخطير للوضع على الأرض"، علما بأن 17 فلسطينيا من مدنيين أو أعضاء في فصائل مسلحة قتلوا منذ بداية العام في الضفة الغربية.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي قد التقى في وقت سابق الخميس رئيس الموساد ديفيد برنيع وناقش معه "التحديات الإستراتيجية للبلدين، والأهمية الكبرى للتعاون بين الأجهزة الأمنية في التعامل معها"، وفق البيان.
كما شارك المسؤول الأميركي في اجتماع عبر الفيديو ضمه ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ونظيريهما في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والبحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وأعلن الأربعة التزامهم بتعميق "اتفاقات أبراهام"، وناقشوا الخطوات العملية لتعزيز المصالح المشتركة في المنطقة، بحسب بيان مكتب نتنياهو.
وفاز نتنياهو في انتخابات الأول من نوفمبر 2022، وصوّت 63 نائبا من أصل 120 في البرلمان لصالح حكومته، التي تضمّ حزبه ليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.
ووقّعت الدولة العبرية في 2020 اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ثم السودان في يناير 2021.
وتسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة الاتفاقات التي حصلت برعاية أميركية، لتشمل السعودية.
وفي نهاية ديسمبر 2022، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد أمام البرلمان "وضعنا الأسس لانضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام وسيتم تسليم التفاصيل السرية إلى رئيس الوزراء المقبل".
وأضاف "إذا أكملت الحكومة الجديدة المسار الذي رسمناه، فيمكن تطبيع العلاقات مع السعوديين خلال وقت قصير.