السعودية تفرج عن طالبة دكتوراه حُكم عليها بالسجن 34 عاما

منظمة حقوقية تدعو السلطات السعودية إلى منح سلمى الشهاب الحرّيّة الكاملة، بما في ذلك الحقّ في السفر لاستكمال دراستها للدكتوراه في جامعة ليدز بالمملكة المتّحدة.
الثلاثاء 2025/02/11
السعودية قطعت أشواطا هامة على طريق الإصلاحات الحقوقية

الرياض- أفرجت السلطات السعودية عن طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية سلمى الشهاب التي سبق أن حُكم عليها بالسجن 34 عاما على خلفية تغريدات، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على اعتقالها، وفق ما أفادت منظمات حقوقية.

وذكرت مؤسسة "القسط" لحقوق الإنسان ومقرها لندن على منصة "إكس" مساء الإثنين أنّ "السلطات السعودية أفرجت عن الناشطة وطالبة الدكتوراة سلمى الشهاب بعد أربع سنوات من الاعتقال على خلفية نشاطها السلمي"

وتابعت "ندعو السلطات إلى منحها الحرّيّة الكاملة، بما في ذلك الحقّ في السفر لاستكمال دراستها للدكتوراه في جامعة ليدز في المملكة المتّحدة".

بدروها، كتبت منظمة "سند" السعودية المعارضة ومقرها لندن أيضا "أطلقت السلطات سراح الناشطة الحقوقية سلمى الشهاب بعد أكثر من أربع سنوات من الاعتقال"، مشيرة إلى أنها اعتُقلت "على خلفية تغريدات طالبت فيها بالإصلاح والإفراج عن معتقلي الرأي".

واعتُقلت الشهاب (36 عاما) وهي أم لطفلين وتدرس الدكتوراه بمنحة من جامعة الأميرة نورة السعودية في مجال طب الأسنان وهي في إجازة في السعودية في يناير/كانون الثاني 2021.

وحكم عليها بداية بالسجن ست سنوات، ثلاث منها مع وقف التنفيذ، قبل أنّ تقرر محكمة الاستئناف في أغسطس/آب 2022 تغليظ العقوبة للسجن 34 عاما. وخُفّضت العقوبة لاحقا إلى السجن 27 عاما ثم أربع سنوات في سبتمبر/أيلول 2024، مع منعها من السفر لمدة مماثلة.

ولا تعد الشهاب التي تتحدر من عائلة شيعية من مدينة المبرز بالأحساء في شرق المملكة ناشطة بارزة، وكان يتابع حسابها على منصة تويتر "إكس راهنا" نحو 2600 شخص، وكانت تغريداتها تتعلق بالدفاع عن حقوق النساء في المملكة.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير عنها في العام 2022 إن "جريمتها لم تكن أكثر من نشر تغريدات لدعم حقوق المرأة".

وأفادت لينا الهذلول، رئيسة قسم الرصد والمناصرة في مؤسسة "القسط" وكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء بأنّ "الشهاب مرت بتجربة اعتقال صعبة ولم تر طفليها الصغيرين خلال فترة اعتقالها، واضطرت لإعلان  الإضراب عن الطعام في مارس/آذار 2023 لعدة أسابيع للحصول على علاج بالسجن".

وتابعت أنّ "إطلاق سراحها أبعد ما يكون عن الحرية، فالحياة في ظل حظر السفر يعني الحياة مع تهديد محتمل بالاعتقال".

ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017، قطعت المملكة الخليجية أشواطا هامة على طريق تعديل صورتها من خلال تبني إصلاحات اجتماعية، تتضمن السماح للنساء بقيادة السيارات وإعادة فتح دور السينما وتنظيم حفلات موسيقية وفعاليات رياضية.

لكنّ ذلك لم يحل دون اعتقال عشرات المعارضين ورجال الدين والنشطاء بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تم تبنيه في 2017 وصدرت أحكام مطوّلة ومشددة بالسجن على العشرات منهم، من بينهم الناشطة النسوية المعروفة مناهل العتيبي المحكومة بالسجن 11 عاما والمواطنة نورا القحطاني التي بلغت عقوبتها 45 عاما، على خلفية نشاطهما الالكتروني.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، أفرجت السلطات السعودية عن عدد كبير من السجناء على رأسهم محمد القحطاني أحد مؤسّسي الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية التي حُلّت في العام 2013، كما أطلقت سراح الأكاديمي مالك الأحمد والداعية محمد الهبدان اللذين اعتقلا في العام 2017.