السعودية تغلق مدارس تركية.. غضب مكتوم يبدد مساعي أردوغان للتهدئة

المواطنون الأتراك يدفعون ضريبة سياسة خارجية تقوم على إثارة العداوات.
الجمعة 2021/04/30
غضب سعودي مكتوم على السياسات التركية

الرياض – أعلنت السعودية قرارا يقضي بإغلاق ثماني مدارس تركية على أراضيها في نهاية العام الدراسي، في خطوة قال مراقبون إنها تظهر أن التوتر بين الرياض وأنقرة لا يزال قائما، وأن السعوديين لم ينسوا حملة الإساءات التركية ضد بلادهم في السنوات الأخيرة بالرغم من مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نسيان الماضي وتسريع قنوات التواصل مع الرياض.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزارة التعليم السعودية أبلغت المدارس التابعة لنظيرتها التركية في كلّ من تبوك والرياض والطائف وجدة كتابيّا بقرار الإغلاق.

كما أجرى مسؤولو وزارة التعليم السعودية زيارات إلى المدارس التركية في الدمام وأبها، وأبلغوا هذه المدارس شفاهيًّا بقرار الإغلاق، نهاية العام الدراسي.

ويشمل القرار المدارس التركية في مكة المكرمة والمدينة المنورة أيضا.

وأشارت وزارة التعليم السعودية، في بيانها المرسل إلى المدارس التركية، إلى أنها ستقدم التسهيلات لتسجيل طلاب المدارس المغلقة في المدارس الأخرى التي يرغبون التسجيل فيها، وأنه تم إبلاغ أولياء الأمور بذلك.

أوتكو شاكر أوزر: سياسة أردوغان مسؤولة عن توتّر العلاقات مع دول صديقة

وقالت الوكالة إن 2256 طالبًا في المدارس التركية بالسعودية سيواجهون صعوبات عند انتقالهم إلى الدراسة في المدارس السعودية، نظرا إلى عدم تمكنهم من اللغة العربية بدرجة كافية.

واعتبر مراقبون أن قرار إغلاق عدد من المدارس التركية، الذي قد يعمم لاحقا على بقية المدارس، يكشف أن القطيعة بين البلدين لا تقف عند حدود المواقف والاتصالات السياسية، والحملات الإعلامية، وأنها تمس تفاصيل مهمة سيكون من الصعب إصلاحها على المدى القريب.

وأشاروا إلى أن القرار يظهر وجود غضب سعودي مكتوم ضد السياسات العدائية لأنقرة خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة عبر حملة ممنهجة استمرت طويلا وقامت على توظيف مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية إسطنبول لاستهداف القيادة السعودية ومصالحها وصورتها.

ويعود الغضب السعودي كذلك إلى لعب أنقرة دورا سلبيا في أزمة المقاطعة مع قطر واستثمار التباعد الخليجي لفرض قاعدة عسكرية خاصة بها في قطر، ما يعتبره السعوديون تهديدا لأمنهم القومي ومسا باستقرار منطقة الخليج.

وتظهر إشارات مختلفة أن السعودية ليست متحمسة لدعوات الرئيس التركي إلى تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما يفهمه الأتراك ويحاولون التغاضي عنه.

وقال الأمين العام للتعليم التركي لطيف سيلفي “إن إغلاق المدارس التركية في السعودية قرار سياسي بحت”.

Thumbnail

من جهته، حمّل النائب في حزب الشعب الجمهوري المعارض أوتكو شاكر أوزر السياسة الخارجية لحكومة أردوغان مسؤولية توتر العلاقات مع دول صديقة كانت لها علاقات جيدة مع تركيا في السابق.

وحث شاكر أوزر على “إنشاء علاقات جيدة مع دول المنطقة (…) والتوقف عن اتباع سياسة خارجية أيديولوجية”.

وأضاف “المشاكل في العلاقات بين البلدين يجب ألا تتسبب في معاناة المواطنين الأتراك هناك”، واصفا القرار السعودي بالمحزن.

ويضاف القرار السعودي بشأن المدارس إلى المقاطعة التي اتخذتها شركات سعودية ومواطنون في وجه المنتجات التركية وحظر بث المسلسلات التركية في القنوات السعودية، كرد شعبي تلقائي على السياسة التركية المعادية لبلادهم.

وكثفت تركيا في الفترة الأخيرة التصريحات الساعية لكسب ود دول المقاطعة وخاصة منها مصر والسعودية.

وفي خطوة تهدف إلى استمالة الموقف السعودي وتبديد غضب الرياض من قضية خاشقجي رحب إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية، منذ يومين، ولأول مرة، بالمحاكمة التي أجرتها السعودية وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين بقتل خاشقجي بين سبع سنوات وعشرين عاما.

وفي الثاني عشر من مارس 2021 أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن تطور جديد ولافت في ما يخص العلاقات بين تركيا والسعودية والإمارات، مبينا أن تحسين العلاقات مع السعودية ممكن.

وقال تشاويش أوغلو في تصريحات صحافية إنه “لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع السعودية”.

1