السعودية تعين سفيرا جديدا لدى سوريا بعد قطيعة لأكثر من عقد

استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل من شأنه أن يعزز آليات التواصل بين الطرفين وعلى دمشق أن تبذل المزيد من الجهود لبناء الثقة مع محيطها العربي.
الاثنين 2024/05/27
علاقات تحتاج لترتيب أكبر

الرياض - أعلنت السعودية الأحد تسمية سفير جديد لدى سوريا بعد أكثر من عام على استئناف العلاقات بين البلدين، وهو الأول للمملكة في دمشق بعد قطيعة استمرت لأكثر من عقد إثر اندلاع النزاع الدامي في هذا البلد.

ويرى مراقبون أن الخطوة لا تعني بالضرورة عودة العلاقات إلى سالف عهدها، حيث أنه لا تزال للمملكة وعدد من الدول العربية تحفظات عديدة على دمشق، التي لم تقدم حتى الآن على خطوات جدية لتبديد الهواجس العربية، سواء في علاقة بالميليشيات الإيرانية وأيضا تجارة المخدرات وغيرها من الملفات.

ويستدرك المراقبون بالقول إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل من شأنه أن يعزز آليات التواصل بين الطرفين، وأن على دمشق أن تبذل المزيد من الجهود لبناء الثقة مع محيطها العربي. وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) الأحد في بيان أنّ الرياض عيّنت "السفير الدكتور فيصل بن سعود المجفل… سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية العربية السورية“.

فيصل بن سعود المجفل: نأمل في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين
فيصل بن سعود المجفل: نأمل في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين

وأعرب المجفل في البيان عن أمله في “خدمة مصالح المملكة وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين“. وبحسب تقارير إعلامية فإن المجفل من خلفية عسكرية إذ خدم في القوات المسلحة السعودية ورفع إلى مرتبة لواء في العام 2019.

وسبق أن عين سفيرًا للسعودية في دولة الكاميرون في إفريقيا. وكانت جريدة “الوطن” المقربة من النظام السوري، تحدثت بداية العام الجاري، عن افتتاح مرتقب للسفارة السعودية في دمشق.

وأعلنت السعودية في مايو الماضي استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، في مؤشر دل على رغبة في إنهاء القطيعة التي بدأت بإغلاق السفارة في 2012. وحضر الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية في الرياض في الشهر عينه لأول مرة بعد غياب استمرّ 13 عاما، فيما التقى وزيرا خارجية البلدين مرات عدة مذاك.

وسمّت دمشق سفيراً لدى الرياض وباشر عمله في ديسمبر الماضي، فيما أوفدت الرياض قائماً بالأعمال باشر عمله في دمشق مطلع العام الحالي. وأعادت السعودية العلاقات مع دمشق في العام 2023، وتبع ذلك سلسلة من التطورات، حيث استعادت الحكومة السورية مقعدها في الجامعة العربية، ومن ثم دُعي الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية في جدة. كما حضر الأسد في قمة المنامة بالبحرين التي عقدت الشهر الجاري، لكن من دون أن يلقي كلمة.

وأغلقت السعودية سفارتها في دمشق في أعقاب نزاع دام بدأ في العام 2011 وتسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا واسعا بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كما شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها. ولا تزال الأزمة السورية مستمرة مع تراجعها في سلم أولويات المجتمع الدولي، لكن مراقبين يعتقدون أن التطبيع العربي مع سوريا من شأنه أن يساعد على إيجاد تسوية نهائية للنزاع.

2