السعودية تعيد تقديم صورة اليهودي في المقرّرات التعليمية

الكتب المدرسية في السعودية تخضع للمراجعة كجزء من حملة لمكافحة "التطرف" في التعليم.
الخميس 2020/09/24
إصلاحات شاملة لا تهدأ في السعودية

الرياض - أعادت المملكة العربية السعودية، ذات الثقل الديني الكبير في العالم الإسلامي، العمل على تغيير صورة اليهودي في المناهج التعليمية والخطب الدينية ضمن خطة شاملة بدأها منذ سنوات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإحداث إصلاحات جذرية.

وتستهدف الرياض من التغييرات الحاصلة إلى إدخال إصلاحات في المناهج التعليمية لنبذ الكراهية ضد اليهود والمسيحيين. وشهدت السعودية تغيرات جذرية في الحياة العامة للمواطن السعودي منذ صعود الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد.

وينظر إلى السعودية اليوم على أنها في دائرة الدول، التي تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توطيد علاقاتها مع إسرائيل، بالشكل الذي تم التوصل إليه مع الإمارات والبحرين.

وقالت مصادر خليجية إن مسار التطبيع السعودي سيكون حذرا جدا بسبب خصوصية المملكة عربيا وإسلاميا، وهو الأمر الذي سيجعلها عرضة للتشويه من تيارات متشددة، وسيدفعها إلى التريث في مسألة التطبيع.

ويربط محللون سياسيون بين التغييرات الحاصلة في الخطب الدينية والمناهج التعليمية والتغير في التناول الإعلامي لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتحولات الجارية في الداخل السعودي.

ولا تمانع السعودية في مسألة تطبيع دول خليجية مع إسرائيل، لكنها تتمسك بالمبادرة العربية المقدمة في العام 2002 كأساس لحل القضية الفلسطينية.

وقال مسؤولون سعوديون إن الكتب المدرسية تخضع للمراجعة كجزء من الحملة لمكافحة “التطرف” في التعليم. إضافة إلى التغيير في التصورات العامة عن اليهود.

وذكرت المحللة السعودية نجاح العتيبي أن “الحكومة السعودية قررت منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد”، مشيرة إلى أن “الخطاب المعادي لليهود كان شائعا في صلاة الجمعة من قبل الأئمة”.

الرياض لا تمانع في مسألة التطبيع، لكنها تتمسك بالمبادرة العربية المقدمة في العام 2002 كأساس لحل القضية الفلسطينية

وكان رجل الدين السعودي عبدالرحمن السديس قد أثار سجالا على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر عندما تحدث عن العلاقات الودية للنبي محمد مع اليهود، الأمر الذي عد تغييرا مفاجئا في السعودية.

وقالت المملكة في وقت سابق إنها لن تتبع حليفتيها البحرين والإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز التقارب السري معها.

وموافقة السعودية على إبرام اتفاق مماثل، ستكون بمثابة أكبر الإنجازات الدبلوماسية لإسرائيل، لكن السعودية تدرك أن مواطنيها المتعاطفين مع القضية الفلسطينية قد لا يكونون مستعدين لعلاقات شاملة بعد.

وتواصلت المملكة بشكل جريء مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات أحدها في فبراير الماضي عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.

ونال رجل الدين السعودي محمد العيسى، الذي يتولى رئاسة “رابطة العالم الإسلامي”، إشادة إسرائيلية في يناير الماضي بعدما زار بولندا لحضور احتفال بذكرى تحرير معسكر أوشفيتز.

وأعلنت السعودية في وقت سابق من هذا العام عن عرض فيلم عن الهولوكست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد.

وقال مارك شناير، وهو حاخام أميركي على علاقة وثيقة بدول الخليج، “عندما يتعلق الأمر بإقامة السعودية وإسرائيل علاقات، فالسؤال هو متى وليس إذا كان ما سيتم ذلك”.

ورأى أنّ “جزءا من المسار الذي تتبعه جميع دول الخليج التي تسير على طريق التطبيع هو دفع العلاقات بين المسلمين واليهود قدما ثم الانتقال بجرأة أكبر إلى مناقشة علاقات إسرائيل والخليج”.

وقال الصحافي السعودي فيصل عباس إن التغطية الإعلامية “لم تكن مرتبطة بإسرائيل” بل تهدف إلى التواصل مع “اليهود العرب في جميع أنحاء العالم”. وتمثل التغطية مقاربة جديدة لوسائل الإعلام السعودية التي أشادت إلى حد كبير مؤخرا بالاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات والبحرين.

3