السعودية تعزز حضورها الرياضي عالميا باستضافة السوبر الإسباني

مهّد الإعلان عن فوز السعودية باحتضان مسابقة كأس السوبر الإسباني الطريق أمام المملكة الراغبة في دعم حضورها العالمي وانفتاحها على كافة المجالات، وأولها رياضة كرة القدم بالموازاة مع عدة تظاهرات رياضية احتضنتها الرياض ولا تزال تخوض سباقا للفوز بها، ومنها رالي دكار الدولي الذي تأكدت إقامته العام المقبل ولأول مرة بالسعودية.
مدريد - عززت المملكة العربية السعودية تفوقها على صعيد احتضان المسابقات العالمية في مختلف الرياضات وتأكيد انفتاحها الداخلي بنيلها، الاثنين، شرف استضافة كأس السوبر الإسباني لمدة ثلاثة أعوام بدءا من العام المقبل بعد منافسة مع عدة دول كانت ضمن العروض التي تدارسها الاتحاد الإسباني أبرزها قطر.
وستستضيف السعودية مسابقة كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم بمشاركة أربعة فرق في خطوة تأتي في سياق تعزيز المملكة لحضورها على الساحة الرياضية.
وجاء الإعلان، الاثنين، من قبل الاتحاد الإسباني وهيئة الرياضة في السعودية على هامش سحب قرعة المسابقة التي ستقام للمرة الأولى بنظام “دور الأربعة”، وتشارك فيها أندية برشلونة بطل الدوري وفالنسيا بطل الكأس، إضافة إلى قطبي العاصمة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
وتقام النسخة الأولى بصيغتها الجديدة بين الثامن من يناير المقبل و12 منه على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة.
نسخة أولى جديدة
جاء سحب القرعة في مقر الاتحاد الإسباني بحضور رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي أورد عبر تويتر، “استمرارا لمواصلة استضافة الأحداث العالمية الرياضية الكبرى.. يسعدني الإعلان عن إقامة #السوبر_الإسباني_في_السعودية”.
وفي بيان منفصل، نقلت الهيئة عن الفيصل قوله، إن الاتفاق مع الاتحاد الإسباني هو لثلاثة أعوام قابلة للتجديد للفترة ذاتها في حال موافقة الطرفين.
ومن جهته، أكد الاتحاد الإسباني أن “كأس السوبر الإسبانية ستقام في السعودية في الأعوام الثلاثة المقبلة وخلال فصل الشتاء، بهدف التخفيف من ضغط المسابقات، بناء على طلب الأندية واللاعبين”.
وستتزامن إقامة الكأس مع فترة التوقف الشتوية للبطولات الأوروبية. وستقام المسابقة بنظام دور نصف نهائي ومباراة نهائية للمرة الأولى.
وقبل تأكيد فوز السعودية بشرف استضافة كأس السوبر، فاضل الاتحاد الإسباني لكرة القدم بين العديد من الدول التي أعربت عن رغبتها في احتضان هذه المسابقة، ومنها الهند والصين والولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر.
واستقرت مفاضلة رئيس الاتحاد لويس روبياليس على السعودية وقطر في النهاية ليتم اختيار الرياض، التي استطاعت بفضل بنيتها التحتية والوسائل المتطورة والعديد من الميزات التفاضلية التي اكتسبتها عبر سنوات، أن تسحب البساط من الدوحة وتنال شرف الضيافة.
وأكد هذا الكلام ما ذهب إليه رئيس أتلتيكو مدريد الإسباني إنريكي سيريزو الذي قال إن ناديه “لا يمانع مطلقا في خوض السوبر الإسباني في السعودية طالما كانت الرحلة والإقامة مريحتين”، وأضاف، “إنها اللحظة المناسبة لإظهار الكرة الإسبانية على المستوى الدولي”.
وقال سيريزو في تصريحات عقب قرعة البطولة، “إذا قرر الاتحاد الإسباني إقامة كأس السوبر هناك، فسنلعب هناك. ليست لدينا أي مشكلة في ذلك، أكثر من مشكلة السفر، وأن تكون الرحلة والإقامة مريحتين، ولكني أعتقد أن السعودية تمتلك كل وسائل الراحة لكي يشعر الجميع بالسعادة هناك”.
وكان الاتحاد الإسباني قد أعلن، الاثنين، عن استضافة ملعب الملك عبدالله الدولي في جدة بالمملكة العربية السعودية للنسخة الجديدة من بطولة كأس السوبر الإسباني لكرة القدم التي ستقام في يناير المقبل بنظامها الجديد والمكون من 4 أندية ستتنافس على اللقب.
وستشهد أجواء البطولة حضور السيدات في المدرجات بشكل حر ودون قيود، حيث أنه لن تكون هناك مناطق مخصصة لهن.
وأكدت مصادر من الاتحاد الإسباني للعبة اختيار مدينة جدة لاستضافة الحدث نظرا إلى العرض المالي الضخم الذي قدمته المملكة، وكذلك لما تمثله البطولة من فرصة لاستخدام كرة القدم كـ”عامل تغيير”.
ويشارك ناديا برشلونة وأتلتيكو مدريد في النسخة الجديدة بصفتهما الفريقين صاحبي المركزين الأول والثاني في الليغا، ونادي فالنسيا بصفته بطل الكأس، ونادي ريال مدريد بصفته المتأهل لنصف نهائي الكأس وصاحب أفضل سجل تاريخي، ليحل مكان وصيف بطل الكأس، الذي كان هو برشلونة.
وشدّد سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد على سعي فريقه للتتويج بلقب بطولة كأس السوبر الإسباني. وقال راموس، “سوف نقاتل من أجل الفوز باللقب، وسنبذل أقصى ما لدينا، والاعتماد على قدرة ريال مدريد في لعب مثل هذه البطولات”. وأضاف، “لا أعرف كيف ستكون حالة الفريق بعد إجازة عيد الميلاد القصيرة، وأيضا كيف سيصل المنافس للمباراة، لكننا سنقاتل من أجل الفوز باللقب”.
مساواة بين الجنسين
قال الأمير الفيصل خلال سحب القرعة، “نسعد في المملكة العربية السعودية باستضافة نهائيات كأس السوبر الإسباني، ونرحب بالعالم بداية بالنسخة القادمة في يناير 2020 والتي ستشهد إقامة البطولة بنظام جديد”.
وتأتي إقامة كأس السوبر الإسبانية في سياق من الأحداث الرياضية المتزايدة في المملكة التي استضافت في الموسم الماضي، وللمرة الأولى، مباراة كأس السوبر الإيطالية بين يوفنتوس وميلان (1-0).
كما أقيمت العام الماضي بطولة “سوبر كلاسيكو” بمشاركة منتخبات البرازيل والأرجنتين والعراق والسعودية. ومن المقرر أن يقام “كلاسيكو” كرة القدم الأميركية الجنوبية بين البرازيل والأرجنتين مجددا هذا العام، بلقاء ودي بين المنتخبين مقرر في 15 نوفمبر في الرياض.
ولم تقتصر النشاطات الرياضية المتزايدة على كرة القدم، إذ شملت أيضا استضافة نزالات في الملاكمة، والفورمولا الكهربائية “فورمولا إي” وبطولة العالم للفورمولا واحد للزوارق السريعة، على أن تستضيف السعودية أيضا، بدءا من مطلع العام المقبل، سباق “رالي دكار” الصحراوي الذي يعد الأبرز عالميا في هذه الفئة.
ويأتي ذلك في إطار تحولات واسعة تشهدها المملكة ضمن “رؤية 2030” التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتهدف في عناوينها العريضة إلى تعزيز مصادر إيرادات السعودية وعدم الاكتفاء بالواردات المالية للصادرات النفطية.
وقامت المملكة بسلسلة من التغييرات الجذرية في الآونة الأخيرة، شملت السماح للنساء بقيادة السيارات، والسماح للعائلات (بما يشمل الإناث) بحضور مباريات في كرة القدم، وقرار إصدار تأشيرات سياحية للمرة الأولى وتخفيف قواعد اللباس للأجنبيات لجهة إمكان التنقل دون ارتداء العباءة السوداء، لكن بـ”ملابس محتشمة”.
ورأى الاتحاد الإسباني أن كرة القدم قد تساهم في “التغيير المجتمعي”، بينما أكد رئيسه لويس روبياليس أن “الرجال والنساء سيتاح لهم حضور المسابقة بكل مساواة”.
وأشار إلى أن العائدات المالية من إقامة هذه المسابقة في المملكة ستوزع على الأندية، على أن يخصص جزء منها “لتحسين كرة القدم لدى الهواة، أي الدرجة الثانية والدرجة الثالثة، كرة القدم النسائية، وكرة الصالات”.
وأوضح أن إقامة كأس السوبر خارج إسبانيا يهدف إلى الترويج لكرة القدم المحلية لاسيما في سياق تفكير إسبانيا بالترشح لاستضافة مونديال 2030.