السعودية تعزز الاستثمار في المشاريع الترفيهية

ينبع (السعودية) - اكتسبت إستراتيجية السعودية باتجاه تنمية قطاع السياحة زخما كبيرا مع توسيع صندوقها السيادي محفظة أعماله بالقطاع والتي يقول خبراء إنها تسير وفق إيقاع تم التخطيط له بعناية لتحويل هذا المجال إلى أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد.
وأطلق صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة) الأربعاء مشروعاً ترفيهياً في مدينة ينبع بقيمة تبلغ 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار) ضمن مساعي السعودية لتنويع اقتصادها وتحقيق "رؤية 2030".
وأعلنت شركة مشاريع الترفيه السعودية (سڤن) المملوكة للصندوق عن إطلاق البناء في وجهة ترفيهية جديدة في المدينة التي تقع غرب البلاد على ساحل البحر الأحمر.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى رئيس مجلس إدارة سڤن عبدالله الداود قوله إن "المشروع سيسهم في إثراء القطاع الترفيهي الذي يشهد نمواً متسارعاً في المملكة".
وأفاد بأن الشركة حرصت على أن يعكس تصميم الوجهة للمناظر الطبيعية الخلابة لمدينة ينبع وأن تجسّد تاريخها الغني وميناءها العريق الذي يُعدّ أحد أقدم موانئ البلاد.
وتسعى الحكومة لأن يساهم القطاع السياحي بأكثر من 10 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد الحالي، وقد أصدرت أكثر من 3500 رخصة استثمار سياحية حتى الآن.
وتستثمر سڤن أكثر من 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) لبناء حوالي 21 وجهة ترفيهية، وستقام مشاريعها المقبلة في 14 مدينة تشمل العاصمة الرياض ومكة المكرمة وجدة والطائف والدمام والخبر والأحساء والمدينة المنورة وأبها وجازان.
وفي أواخر يوليو الماضي بدأت الشركة الأعمال الإنشائية لوجهتها الترفيهية الجديدة في المدينة المنورة، التي تمتدّ على مساحة بناء إجمالية تبلغ أكثر من 84 ألف متر مربع، حسب ما أعلنته "سڤن" في بيان.
وتعاقدت سڤن مع شركة بي.يو.جي.في، المشروع المشترك بين شركة البواني المحدودة وشركة أورباكون للتجارة والمقاولات، لتنفيذ الأعمال الإنشائية التي تُقام على مساحة تطويرية تتجاوز 100 ألف متر مربع، بجانب حديقة الملك فهد المركزية.
ومن المقرَّر أن تجلب الوجهة الجديدة أبرز المعالم الترفيهية من سڤن إلى المدينة المنورة، بما في ذلك سينما بأحدث التجهيزات مع صالات عرض آيماكس وأخرى مخصصة لكبار الشخصيات.
وفضلا عن ذلك إقامة صالة بولينغ ومركز لياقة واستجمام، بالإضافة إلى العديد من منافذ التجزئة والمطاعم والمقاهي من علامات محلية وعالمية.
◙ الصندوق يهدف إلى استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030 عبر تطوير البنية التحتية المستدامة للقطاعات الترفيهية
وكانت سڤن قد أعلنت في وقت سابق هذا العام بدء تشييد الوجهة الترفيهية في حي الحمراء بالعاصمة السعودية الرياض، والوجهة الترفيهية في مدينة تبوك.
وتسعى السعودية لزيادة أعداد السياح من الداخل والخارج عبر تسهيلات التأشيرات وزيادة الفعاليات الترفيهية، حيث ضاعفت مدة "موسم الرياض" الترفيهي، إلى ستة شهور بدلا من ثلاثة شهور بهدف مضاعفة أعداد الزوار للموسم الترفيهي.
ويعد الاستثمار في القطاع ركنا أساسيا في رؤية 2030، وهي الخطة الاقتصادية الإصلاحية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ الإعلان عنها في أبريل 2016.
وفي سبيل ذلك، أطلقت السعودية مؤخرا "صندوق الفعاليات" الاستثماري برئاسة ولي العهد، والذي تتركز نشاطاته على تطوير بنية تحتية مستدامة لدعم قطاعات الثقافة والسياحة والترفيه والرياضة.
وسيعمل الصندوق على تطوير فرص الاستثمار المباشرة للشركات والبنوك العالمية وزيادتها، والمساهمة في إجمالي الناتج المحلي بما يعادل 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار) بحلول عام 2045.
ويهدف الصندوق إلى استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030 عبر تطوير البنية التحتية المستدامة للقطاعات الترفيهية.