السعودية تطلق موسم الصيف السياحي "تنفس"

فتح تفشي فايروس كورونا المجال أمام السعوديين لاكتشاف بلادهم، بعد أن تسبب في غلق المطارات والموانئ والبوابات البرية، وأطلقت هيئة السياحة موسم الصيف لاكتشاف وجهات سياحية تمتد من الشمال إلى الجنوب وتتنوع بين المرتفعات الجبلية والسواحل الشاطئية والمواقع التاريخية.
الرياض - أعلنت الهيئة السعودية للسياحة، إطلاق موسم صيف السعودية «تنفس» في الفترة من 25 يونيو إلى 30 سبتمبر 2020، ليستمتع من خلالها السعوديون والمقيمون، باكتشاف الطبيعة الساحرة، والتنوع المناخي، والعمق التاريخي، والثقافة السعودية الأصيلة في عشر وجهات سياحية.
وقال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، “يأتي موسم صيف السعودية كفرصة رائعة لاكتشاف الوجهات السياحية المتعددة في المملكة، وما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية وثقافية، كما يُسهم إطلاق الموسم في هذا الوقت تحديدا في تعزيز جهود الوزارة الرامية إلى إنعاش القطاع السياحي الأكثر تأثرا من تداعيات أزمة كورونا”.
وجعل وباء كورونا السعوديين يقبلون على السياحة الداخلية بشكل منقطع النظير وسيساهم سفرهم بالسيارات في اكتشاف كم في بلادهم من كنوز وجمال واطمئنان.
ونشرت الهيئة السعودية للسياحة في وقت سابق نتائج استطلاعات للرأي كشفت أن 81 في المئة من السعوديين يرغبون في السياحة الداخلية، وحول السبب، كشف الاستطلاع، أن 38 في المئة يرونها أكثر أمانا للعائلة و29 في المئة يريدون رؤية المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها السعودية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع تأثيرا كبيرا لجائحة كورونا على وجهات السياح السعوديين حيث إن 80 في المئة سيتجنبون السفر إلى أوروبا وآسيا و57 في المئة عبروا عن قلقهم من السفر بالطائرة.
وقال الخطيب، “يستأنف القطاع السياحي نشاطه من جديد بروح متجددة وآمال كبيرة، للمضي قدما وبخطى متسارعة، لتحقيق تطلعات القطاع المتناغمة مع طموحات رؤية المملكة، الساعية إلى الإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للمواطنين”.
كشفت نتائج استطلاعات للرأي أن 81 في المئة من السعوديين يرغبون في السياحة الداخلية لاكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة لبلادهم
وقال رئيس الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين إن “المواطنين والمقيمين في السعودية يشعرون بضيق شديد جراء فترة منع التجول، لذا لدى الكثير منهم الرغبة في السياحة الداخلية، ونشجع الشركات على استغلال هذه الفرصة”.
وأضاف أن وزارة السياحة وضعت التراخيص للمشغلين في السياحة وكذلك الاحتياطات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة التي وضعت البروتوكولات لهذا الأمر، لافتا إلى أنهم قدموا كل المعلومات التي لديهم للشركات العاملة في القطاع التي استعدت في هذا الصيف لتقديم خدمات تحوز على رضا السائح.
ويتجه المواطنون السعوديون لاستخدام السيارات في السفر بدلا من الطائرة، وهو ما يمثل متعة إضافية في اكتشاف الوجهات السياحية المتنوعة.
وتتوزع الوجهات السياحية لصيف موسم السعودية حول المملكة لتغطي معظم نقاط الجذب السياحي، في تنوع هائل للأنشطة والفعاليات التي تتوافق مع طبيعة وطقس المكان، فمن مدينة تبوك في أقصى الشمال التي تضم الأودية الخصبة والمناطق الرملية وعجائب التشكيلات الصخرية، مرورا بالشواطئ الساحرة والهادئة في مدينتي أملج وينبع، ثم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بشاطئها الخلاب وأنشطتها وفعالياتها الترفيهية، ومدينة جدة بتاريخها وجاذبيتها، وصعودا عبر سلسلة جبال السروات في الطريق إلى الطائف مصيف العرب، والغابات الكثيفة والأجواء الباردة والقرى التاريخية في الباحة، وصولا إلى مرتفعات عسير وقمم جبال مدينة أبها الشامخة بتراثها وثقافتها وفنونها، وتستمر رحلة موسم صيف السعودية من القلب النابض للمملكة في العاصمة الرياض وصولا إلى المنطقة الشرقية.
وينطلق موسم صيف السعودية هذا العام بشكل مميز ومختلف؛ تتعدد فيه الخيارات لتلائم كل الأذواق والمتطلبات وتناسب مختلف الفئات العمرية. وتقدم الفنادق عروضا ترويجية مختلفة، كما تقدّم شركات التنظيم السياحي عروضا وباقات وخيارات واسعة للاستمتاع بالأنشطة السياحية المتنوعة، مثل زيارة الأماكن التاريخية والمتاحف، والرحلات والأنشطة البحرية بالإضافة إلى الأنشطة والرياضات الجبلية.
وفي وقت سابق قالت وزارة السياحة السعودية الأحد الماضي إن السعودية تخطط لتدشين صندوق للتنمية السياحية برأسمال مبدئي قيمته أربعة مليارات دولار في إطار خطط تنويع موارد الاقتصاد في مواجهة جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط.
وأوضحت الوزارة في بيان أن الصندوق سيطلق أدوات استثمار في الدين والأسهم لتطوير قطاع السياحة بالتعاون مع بنوك خاصة وبنوك استثمار.
وقال وزير السياحة أحمد الخطيب إن “إطلاق الصندوق في الوقت الحالي، فيما يواجه قطاع السياحة تحديات عالمية غير مسبوقة، يدل على ثقة المستثمر والقطاع الخاص في النظرة المستقبلية طويلة الأمد للسياحة في السعودية”. والسياحة من الأعمدة الرئيسية للإصلاحات الاقتصادية في السعودية التي تضمنتها رؤية 2030 والرامية إلى الحد من الاعتماد على إيرادات النفط.
وفتحت السعودية العام الماضي، أبوابها أمام السياح من كافة أنحاء العالم، وأطلقت نظام تأشيرات لتشجيع الشركات الأجنبية للاستثمار في القطاع الذي تأمل المملكة أن يسهم بأكثر من عشرة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030 ارتفاعا من ثلاثة في المئة حاليا.
وتبني المملكة آمالا كبيرة على مشاريع سياحية في عدة مناطق مثل الدرعية والقدية والعلا والبحر الأحمر، لتوجيه صرف ميزانية الترفيه الأسرية إلى داخل المملكة وتلبية كافة احتياجات المواطن بدلا من السفر إلى الخارج ويتماشى هذا التوجه مع الأزمة التي فرضها انتشار فايروس كورونا وغلق الحدود.