السعودية تطلق من باريس حملة ترويجية لاستضافة إكسبو 2030

باريس – تستعد السعودية لإقامة حفل استقبال رسمي لـ179 دولة في العاصمة الفرنسية باريس بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الاثنين القادم وذلك ضمن أعمال ملف المملكة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 بمدينة الرياض، وهو الملف الذي بات يحظى بدعم دولي متزايد.
ويأتي الحفل ضمن سياق الحصول على الاستضافة التي تبدو محتملة جدا، بعدما ونجحت الدبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية في حشد الجهود الدولية وكسب تأييد ودعم المجتمع الدولي لاستضافة الرياض للمعرض، وأصبح مؤشر بوصلة مكان استضافة هذا المعرض يتجه نحو الرياض حيث يبلغ عدد الدول الداعمة والمؤيدة لطلب الرياض استضافة إكسبو 2030 إلى 90 دولة من أصل 170 دولة عضو في المكتب الدولي للمعارض.
وتتنافس العاصمة السعودية الرياض بعد تقديم ملف ترشيحها، في سبتمبر الماضي، مع 3 مدن أخرى، حيث رشح المكتب الدولي للمعارض - مقرُّه العاصمة الفرنسية باريس مدن في 4 دول لاحتضان الحدث المهم، تضم بجانب المملكة العربية السعودية (الرياض)، كلاً من كوريا الجنوبية (بوسان)، وإيطاليا (روما)، وأوكرانيا (أوديسا).
وباعتبار أن إيطاليا قد نظمت سابقا معرض إكسبو 2015 في ميلانو، ونظام المكتب الدولي للمعارض يشترط عدم تنظيم أي دولة نفس المعرض خلال 15 عاما، وبالنظر إلى الأحداث الجيوسياسية في شرق قارة أوروبا، فإنه من المتوقع أن يقتصر التنافس للفوز بالاستضافة بين الرياض وبوسان الكورية.
ويعد الحفل -وفق صحيفة عكاظ السعودية- إحدى المناسبات المهمة التي تقيمها الدول ضمن سياق الحصول على الاستضافة، بحضور مندوبي المكتب الدولي للمعارض، ليتم التصويت في شهر نوفمبر القادم لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث العالمي.
وأوضحت الصحيفة أن الحفل سيقام خلال معرض مصاحب ينتقل الحضور من خلاله في رحلة افتراضية للرياض عام 2030، ويتضمن المشاريع التي ستكون جاهزة قبل انطلاق معرض إكسبو 2030.
ولفتت إلى المعرض يبرز تميز الموقع الجغرافي للسعودية في قلب العالم، ثقافة السعودية وأصالتها وغناها الحضاري والتراثي، ثقل الاقتصاد السعودي والسياسة الخارجية للمملكة، البنية التحتية المميزة للسعودية والمقومات السياحية فيها.
وتتمتع الرياض بقطاع سياحة ثقافية وتراثية مزدهر مع موقع تراث عالمي مدرج على قائمة اليونسكو وأكثر من 1000 مرفق إقامة وتتصاعد هذه الأرقام دوريّاً، كما تركّز أبرز المبادرات التنموية في العاصمة السعودية على جودة الحياة، مما ساعد في تطوير عدد كبير من القطاعات وانعكس على الأرقام المتعلقة بتطور السياحة.
وسيشارك في حفل الاستقبال وفد سعودي رفيع المستوى، أعضاء السلك الدبلوماسي الدولي في باريس وسفراء الدول لدى منظمة اليونسكو، ممثلو الجهات والمشاريع الكبرى المشاركة، مندوبو الدول الأعضاء لدى المكتب الدولي للمعارض، وكبار المسؤولين الفرنسيين في القطاعين الحكومي والخاص.
وسيتم تنظيم إكسبو 2030 الرياض تحت عنوان الموضوع الرئيس المقترح للمعرض "معًا نستشرف المستقبل"، ليشكّل ركيزة أساسية تُضفي طابعاً استثنائياً يحث المشاركين على تقديم أفكار مبتكرة وملهمة، وترجمتها على أرض الواقع من خلال الأجنحة الإبداعية، والبرامج الثقافية والاقتصادية، والعلمية التي سيحتضنها المعرض.
وسيكون معرض الرياض إكسبو 2030 فرصة مثالية للسعودية لمشاركة رؤية 2030 الوطنية وقصتها نحو تحقيق تحول وطني غير مسبوق، ومشاركتها مع غيرها من الدول وشعوب العالم، فمنذ وضع حجر الأساس منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، بدأت رحلة تركز على رعاية مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
وسيتضمن المعرض ثلاثة مواضيع فرعية هي "غد أفضل" و"العمل المناخي" و"الازدهار للجميع"، حيث يرتكز "غد أفضل" على ما تتيحه الابتكارات في العلوم والتكنولوجيا من فرص مستقبلية تحقق التحول في عالمنا بما يعزز الصمود أمام التحديات ويخدم البشرية.
ويعنى "العمل المناخي" بدفع عجلة الإبتكار من خلال التعاون الدولي في سبيل المحافظة على النظام البيئي والموارد الطبيعية عبر تقديم حلول مستدامة لجميع الدول، بينما يسعى موضوع "الازدهار للجميع" معالجة أوجه التفاوت والاختلالات العالمية من خلال مشاركة كل دولة من منظورها الثقافي وظروفها المحيطة وتطلعاتها.
ويستهدف الحدث العالمي في الرياض تجاوز الأرقام المسجلة في عدد الزوار من خلال استهداف 40 مليون زيارة إلى المعرض، علما بأن تسجيل أكثر من 30-40 مليون زيارة للموقع سيكون إنجازا غير مسبوق في الشرق الأوسط، حيث استطاع إكسبو 2020 دبي جذب 24 مليون زيارة على مدى ستة أشهر.
وسيكون الرياض إكسبو 2030 أكبر حدث تفاعلي في العالم، حيث لن يتم الاكتفاء بتسجيل 30 أو 40 مليون زيارة إلى المعرض فحسب، بل سيتم تمكين مليار شخص من تحقيق التفاعل مع الحدث عبر الميتافيرس، حيث ستمنح هذه الطريقة لمليار شخص فرصة الحضور ورؤية المعرض وهذا بلا شك سيكون إنجازاً ضخماً.
كما سيسعى الرياض إكسبو 2030 إلى تعظيم الاستفادة من هذا التفاعل حول العالم وذلك من خلال تمكينهم افتراضياً من الدخول وإجراء تجارب مرتبطة باستخدام المياه والطاقة مما سيُحدث تأثيراً هائلاً.
ومن المنتظر أن يتم بناء موقع المعرض المصمم كمدينة مستقبلية حول وادي قديم، ويجمع ما بين مفهومي "الواحة" و"الحديقة" للرياض، كما يعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها، وسيكون حجم مساحة موقع المعرض 6 مليون متر مربع، ويتميز بموقعه الذي يبعد 5 دقائق بالسيارة من مطار العاصمة.
وسيتم ربط موقع المعرض بشبكة نقل ضخمة من أجل تقديم تجربة متكاملة، حيث سيتم ربط شبكة المترو بالموقع الذي يقع جنوب مطار الملك خالد الدولي في الرياض، لذا فهو يشكّل البوابة المؤدية إلى المدينة.
يعد إكسبو الرياض 2030 تجمع ضخم للدول والمنظمات، بأكثر من 226 مشارك رسمي، بما في ذلك الدول والمنظمات الدولية جنبا إلى جنب مع الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين.
ويمثل المعرض تجربة تلتقي فيها الثقافة بالمستقبل، حيث سيحوي المعرض بيئة ثقافية تخلق ذكريات مميزة، وسيتم ربط الخيال والعلوم والتقنية بها، ليكون بإمكان الزوار تجربة أفكار متنوعة للمستقبل وعيش أساليب مبتكرة لتحقيق غد أفضل.
ويتزامن المعرض مع مرحلة 2030 العالمية، حيث تتركز الجهود العالمية حول جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، والتي تتطلب جهوداً تعاونية باستمرار سواء من الحكومات أو المجتمعات، وسيكون معرض الرياض إكسبو 2030 بمثابة فرصة لدراسة أثر نتائج هذه الخطة وأهدافها على تحقيق الأهداف العالمية على مدى الـ 20 عام المقبلة.