السعودية تصنع صواريخ بالستية بمساعدة الصين

الرياض - كشفت شبكة "سي.أن.أن" الإخبارية الأميركية الخميس عن صور لأقمار صناعية وتقييمات استخباراتية تفيد ببناء المملكة العربية السعودية منشآت لتصنيع صواريخ بالستية بمساعدة الصين.
ويأتي هذا الكشف قبل أيام قليلة من الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية، في ظل مطالبات في المنطقة بأن يشمل الاتفاق باقي أنشطة طهران ومنها ترسانتها من الصواريخ البالستية.
ونقلت الشبكة عن ثلاثة مصادر مطلعة على أحدث المعلومات الاستخباراتية قولها إن "عمليات نقل متعددة واسعة النطاق لتكنولوجيا الصواريخ البالستية الحساسة جرت بين الصين والسعودية".
وذكرت "سي.أن.أن" أن صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها تكشف أن المملكة تقوم حاليا بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل.
وسبق أن اشترت الرياض صواريخ بالستية من الصين في الماضي لكنها لم تكن قادرة على بناء ترسانتها من هذه الصواريخ.
وقالت المصادر المطلعة على التقييمات الاستخباراتية إنه "تم إطلاع المسؤولين الأميركيين في العديد من الوكالات، بما في ذلك مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، خلال الأشهر الأخيرة على المعلومات السرية".
وتواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الآن أسئلة ملحة بشكل متزايد حول ما إذا كان التقدم السعودي في مجال الصواريخ البالستية يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات القوة الإقليمية ويعقّد جهود توسيع شروط الاتفاق النووي مع إيران لتشمل قيودا على تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها، وهو هدف تشترك فيه الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل ودول الخليج.
ما كشفت عنه الشبكة الإخبارية يشي بنقلة نوعية في العلاقات الصينية - الخليجية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من قلق واشنطن التي تحاول فرملة التمدد الصيني
وأشار خبراء إلى أن إيران والسعودية عدوان لدودان ومن غير المرجح أن توافق طهران على التوقف عن صنع الصواريخ البالستية إذا بدأت السعودية في تصنيع صواريخها.
وقال جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن "الإنتاج المحلي للصواريخ البالستية من قبل السعودية يشير إلى أن أي جهد دبلوماسي للسيطرة على انتشار الصواريخ يحتاج إلى إشراك اللاعبين الإقليميين، مثل المملكة وإسرائيل".
وقد يكون أي رد أميركي معقدا أيضا بسبب الاعتبارات الدبلوماسية مع الصين، حيث تسعى إدارة بايدن لإعادة إشراك بكين في العديد من القضايا السياسية الأخرى ذات الأولوية القصوى، بما في ذلك المناخ والتجارة ووباء كورونا.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لشبكة "سي.أن.أن" إن "الأمر كله يتعلق بالمعايرة"، بينما امتنع مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية عن التعليق.
ونجحت الصين خلال السنوات الأخيرة في إقامة شراكات مهمة جدا مع دول الخليج، مستغلة التراجع الأميركي. ويرى مراقبون أن ما كشفت عنه الشبكة الإخبارية يشي بنقلة نوعية في العلاقات الصينية - الخليجية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من قلق واشنطن التي تحاول فرملة التمدد الصيني.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي عمليات نقل لتكنولوجيا الصواريخ البالستية الحساسة بين الصين والمملكة العربية السعودية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للشبكة الأميركية في بيان إن البلدين "شريكان استراتيجيان شاملان" و"يحافظان على تعاون ودي في كل المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية أن "مثل هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي ولا ينطوي على انتشار أسلحة الدمار الشامل".
ويشير المراقبون إلى أن من حق السعودية تعزيز وضعها العسكري وخلق نوع من التوازن الرادع في ظل التهديدات التي تتعرض لها، وسبق أن تعرضت المملكة مرارا لقصف بصواريخ بالستية مصدرها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن.
ووفق "سي.أن.أن" فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة “بلانيت”، وهي شركة تصوير تجارية، بين السادس والعشرين من أكتوبر والتاسع من نوفمبر الماضييْن حدوث عملية حرق في منشأة بالقرب من الدوادمي غرب الرياض، وفقًا لباحثين في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذين أخبروا شبكة "سي.أن.أن" بأن هذه الصور هي “أول دليل لا لبس فيه على أن المنشأة تعمل لإنتاج صواريخ”.