السعودية تشرع في ترتيب صفقة ديون بمعايير خضراء

الرياض - شرعت السعودية في ترتيب صفقة ديون بمعايير خضراء كان قد أعلن عنها صندوق السيادي قبل أشهر في سياق تنويع التمويلات الخاصة بالمشاريع الصديقة للبيئة.
وأظهرت وثيقة رسمية أن صندوق الاستثمارات العامة كلف مجموعة كبيرة من البنوك منها سيتي وجي.بي مورغان بترتيب أول إصدار لسندات خضراء مقومة بالدولار ومتعددة الشرائح.
وكانت مصادر قد ذكرت لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن الصندوق سيصدر السندات الخضراء المخطط لها منذ فترة طويلة خلال سبتمبر الجاري أو في أكتوبر المقبل.
وكلف الصندوق بي.أن.بي باريبا وسيتي ودويتشه بنك وغولدمان ساكس وجي.بي مورجان بتنسيق الإصدار عالميا وإدارة الدفاتر، وقد بدأت هذه البنوك بترتيب اجتماعات مع المستثمرين منذ الثلاثاء الماضي.

وسيكون الإصدار الأولي بشريحتين لأجل خمسة وعشرة أعوام وقد تتبع ذلك شرائح بآجال أطول وفقا لأوضاع السوق.
وتبلغ قيمة الأصول الخاضعة للإدارة التي يملكها صندوق الثروة السيادية حوالي 608 مليارات دولار، وفقا لعرض تقديمي من أحد المستثمرين اطلعت عليه رويترز.
ولا تشمل هذه الأصول حصة أربعة في المئة من عملاق النفط أرامكو انتقلت إلى إدارة الصندوق في فبراير الماضي.
وجاء في العرض التقديمي أن “صندوق الاستثمارات العامة يعمل كأداة رئيسية لتحقيق التطلعات الخضراء للمملكة العربية السعودية”، في إشارة إلى جدول أعمال طموح للإصلاح الاقتصادي يهدف إلى خفض اعتماد الاقتصاد على النفط.
كما أشار العرض إلى أن الصندوق، الذي يهدف إلى زيادة أصوله إلى أكثر من تريليون دولار بحلول 2025، يتوقع استثمار أكثر من عشرة مليارات دولار بحلول عام 2026 في مشاريع خضراء مؤهلة، ومنها الطاقة المتجددة والنقل النظيف والإدارة المستدامة للمياه.
ويشمل هذا 4.4 مليار دولار لمدينة نيوم المستقبلية التي تُبنى في الصحراء شمال البلاد وتحديدا في شمال منطقة تبوك وعلى الحدود مع الأردن.
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يوليو الماضي “إن المرحلة الأولى للمدينة ستتكلف 1.2 تريليون ريال (318.9 مليار دولار)” وإنها “ستُدرج في البورصة في 2024”.
وبلغ إجمالي ديون الصندوق 21 مليار دولار في نهاية يونيو الماضي، ووصل ما لديه نقدا وما يعادله إلى 45 مليار دولار.
وأظهر العرض أن الصندوق لديه أيضا أصول خزانة قيمتها 86 مليار دولار ولديه خمسة مليارات دولار لم تُسحب من تسهيل ائتماني متجدد سُحبت منه عشرة مليارات دولار في يونيو.
وستشارك أيضا بنوك منها كريدي أجريكول وبنك أبوظبي الأول وأتش.أس.بي.سي وميزوهو وسوسيته جنرال وستاندرد تشارترد في إدارة الدفاتر.
وحددت وكالتا فيتش وموديز للتصنيف الائتماني في فبراير الماضي تصنيف الصندوق عند أي وأي 1 على التوالي، وهو مؤشر يدل على استقرار نشاط هذا الكيان وأنه محل ثقة من أسواق الدين.
وبدأ الصندوق في الحصول على قروض مصرفية في عام 2018 بقيمة 11 مليار دولار، تلاها قرض بقيمة عشرة مليارات دولار في 2019 تم سداده في 2020.
وتم تقديم هذه القروض من جانب ما أسماها صندوق مجموعته المصرفية الأساسية، والتي تضم بنك أوف أميركا وبي.أن.بي باريبا وسيتي وكريدي أغريكول وأتش.أس.بي.سي وجي بي مورغان وميزوهو وأم.يو.أف.جي وستاندرد تشارترد وأس.أم.بي.سي.
وجمع الصندوق في مارس العام الماضي 15 مليار دولار من 17 بنكا تضم معظم المجموعة المصرفية الأساسية، إلى جانب كريدي سويس ودويتشه بنك وبنك أبوظبي الأول وغولدمان ساكس وإنتيسا سان باولو ومورغان ستانلي وناتيكسيس وسوسيتيه جنرال.