السعودية تشارك تركيا في التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي

المدعي العام السعودي يقوم بزيارة إلى تركيا للقاء نظيره في اسطنبول في إطار التحقيقات التركية حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
الاثنين 2018/10/29
إصرار سعودي على كشف الحقيقة

اسطنبول- يزور المدعي العام السعودي اسطنبول حيث وصل ليل الأحد الإثنين للقاء السلطات التركية التي تحقق في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وسيلتقي سعود بن عبدالله المعجب خصوصا المدعي العام للجمهورية في اسطنبول عرفان فيدان الذي يدير التحقيقات التركية حول مقتل خاشقجي. وتأتي زيارة المدعي السعودي بعد يومين على رفض الرياض طلب أنقرة تسليمها 18 شخصا أوقفوا من قبل السلطات السعودية في إطار التحقيق في قتل خاشقجي.

وقال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في مؤتمر "حوار البحرين" في المنامة "بشأن مسألة التسليم، هؤلاء الأفراد مواطنون سعوديون. إنهم موقوفون في السعودية والتحقيق يجري في السعودية وستتمّ ملاحقتهم في السعودية".

وجاء تصريح الجبير ردا على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كرر مطالبته الرياض بتسليم المشتبه بهم في قضية قتل خاشقجي إلى القضاء التركي.

كما أكد الجبير الاسبوع الماضي، أن بلاده تعكف على العثور على جثمان خاشقجي، الذي أقرت الرياض بوفاته داخل قنصليتها بإسطنبول، وقالت إن الوفاة وقعت نتيجة شجار بينه وبين طاقم سافر إلى تركيا لإقناعه بالعودة إلى المملكة.

وقال الجبير “نعكف على العثور على جثة خاشقجي وتحديد ما حدث”، مؤكدا “مواصلة تقديم المعلومات عن وفاة خاشقجي بمجرد توفرها”. ونفى أن يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على علم بحادثة مقتل خاشقجي.

وشدد الوزير السعودي على أن “الواقعة كانت خطأ جسيما”، وقال “مصممون على محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي”. وأشار إلى أن “تضارب التقارير عن خروج خاشقجي من القنصلية دفعنا إلى التحقيق”. وقال إن “العلاقات بين واشنطن والرياض ستتجاوز أزمة خاشقجي”.

وقال المعجب الأسبوع الماضي إن النيابة العامة تلقت معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن قتل خاشقجي كان بنية مسبقة وهو ما يتناقض مع بيان رسمي سابق له جاء فيه أنه توفي أثناء شجار واشتباك بالأيدي مع عدد من الأشخاص داخل القنصلية.

وفي الوقت الذي تواجه فيه السعودية تشكيكا دوليا في روايتها بشأن وفاة خاشقجي، قدم مصدر سعودي، في وقت سابق، نسخة جديدة لما حدث داخل القنصلية السعودية في إسطنبول تناقض التفسيرات السابقة.

وكان مسؤولون أتراك قد زعموا أن جثة خاشقجي، المنتقد البارز لسلطات بلاده والذي كان يكتب عمودا في صحيفة واشنطن بوست، قُطعت لكن المسؤول السعودي قال إنه تم لفها في سجادة وتسليمها “لمتعاون محلي” للتخلص منها. وردا على سؤال عن مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه قال المسؤول إن “النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك".

وأرسلت المملكة وفدا رفيع المستوى إلى إسطنبول، في الـ16 من هذا الشهر، وأمرت بإجراء تحقيق داخلي، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب التفسير الذي قدمته الرياض “معقول” فيما وصفت ألمانيا وفرنسا التفسير السعودي بأنه غير كاف.

وفي العودة إلى شخصية جمال خاشقجي نفسها، هناك دلائل عدة تجمعت لدى الذين يعرفونه عن كثب تؤكد أنّه قد يكون مستهدفا من جهات عدة، بينها جهات تسعى إلى استغلال المقاطعة الخليجية والعربية لقطر.

وأشارت في هذا المجال إلى أنّ جمال خاشقجي كان في بداية شبابه من أشدّ المتحمّسين لزعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، كما كان قريبا من الفلسطيني عبدالله عزّام الذي لعب دورا محوريا في تأمين انتقال مقاتلين سعوديين إلى أفغانستان عبر “قاعدة” أقيمت في بيشاور ليس بعيدا عن الحدود مع أفغانستان.

يذكر أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كان أعلن خلال جلسة في مؤتمر مبادرة الاستثمار، أن حادث خاشقجي مؤلم لجميع السعوديين والعالم.. ولكل إنسان.

واعتبر أنه حادث بشع وغير مبرر، وأن المملكة تقوم بكل الإجراءات القانونية للوصول إلى نتائج، وأن يأخذ المجرمون العقاب الرادع. وشدد على أن التعاون بين السعودية وتركيا عمل مميز، وأن هناك الكثير يحاول استغلال الظرف.

وأكد أنه لن يحدث هذا الشرخ بين تركيا والسعودية طالما هناك الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.