السعودية تسرّع خطوات إنجاز المشاريع الترفيهية

اتخذت السعودية خطوة مهمة لتسريع خطوات المشاريع الترفيهية الضخمة عبر دمج أهم شركتين تعملان في المجال، وهي إشارة تفند عجزها عن ترجمة خططها الطموحة، وتؤكد في الوقت ذاته التزامها بتحقيق أهدافها السياحية مع احتضانها لكبرى الفعاليات الدولية.
الرياض - تعتزم شركة القدية للاستثمار السعودية، المسؤولة عن تطوير مشروع ترفيهي ضخم في صحراء القدية بالقرب من الرياض، دمجها مع شركة مشاريع الترفيه السعودية (سفن) في محاولة لتسريع إنجاز المشروع الذي تبلغ كلفته المليارات من الدولارات.
وأعلنت القدية للاستثمار في وقت متأخر الاثنين الماضي، عن ضم سفن لتصبح ضمن مجموعة شركاتها، بما يُعزز منظومة العمل، ويحقق التكامل بين أنشطتهما في القطاع.
وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، تدعم سفن من خلال انضمامها إلى القدية للاستثمار، أهداف المجموعة في تطوير “مفهوم اللعب وتعزيز المواهب والقدرات المحلية”.
وقال مصدر لرويترز، رفض كشف هويته نظرا لحساسية الموضوع، الثلاثاء، إن الخطوة “تهدف إلى إنجاز أهم مشاريع القدية، ومن بينها إستاد رياضي ضخم من المفترض أن يكون جاهزا لاستضافة كأس العالم عام 2034”.
وتهدف سفن لإعادة تعريف مفهوم الترفيه على مستوى البلد الخليجي، وتعزيز تجارب الترفيه للزوار من خلال تطوير وتشغيل 21 وجهة ترفيهية في 14 مدينة في أنحاء السعودية باستثمارات تبلغ أكثر من 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار).
وتسعى هذه الشركة إلى تقديم خيارات متنوعة من خلال مناطقها الترفيهية وشراكاتها العالمية مع كبار صنّاع الترفيه حول العالم، مثل شركات ترانسفورمز وبلايدوه التابعة لهاسبرو وأيضا ديسكفري أدفونترز وهوت ووليز وغيرها.
وبالإضافة إلى ذلك تعمل سفن على توفير الخيارات المتعددة من المطاعم والمقاهي التي تلبّي احتياجات مختلف الزوار.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة) شركة القدية للاستثمار، وكان المالك السابق لشركة سفن قبل الخطوة التي جرت الثلاثاء. وقال البيان إن “سفن ستبقى تحت مظلة الصندوق، الذي يموّل العديد من المشاريع المستقبلية”.
وكان صندوق الثروة قد أسس سفن في عام 2017، بينما تعد القدية أحد مشاريع الصندوق الكبرى، بما يدعم صناعة السياحة، كونها أحد القطاعات غير النفطية التي تراهن عليها الحكومة لتنويع الإيرادات.
وتطمح الرياض إلى أن تسهم السياحة بأكثر من 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبلاد بحلول نهاية العقد الحالي، وقد أصدرت مئات الرخص الاستثمارية خلال السنوات القليلة الماضية لتطويره.
ويعد الاستثمار في القطاع ركنا أساسيا في “رؤية 2030″، وهي الخطة الاقتصادية الإصلاحية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ الإعلان عنها في أبريل 2016.
وفي سبيل ذلك، أطلقت الحكومة العام الماضي، صندوق الفعاليات الاستثماري، والذي تتركز نشاطاته على تطوير بنية تحتية مستدامة لدعم قطاعات الثقافة والسياحة والترفيه والرياضة.
مشروع القدية أحد أبرز مشاريع غيغا التي تم الإعلان عنها في عام 2018 وكان من المقرر افتتاحه في عام 2022
ومع ذلك، تواجه جهود السعودية الكبيرة لتطوير صناعة الترفيه والسياحة تأخيرات كبيرة، الأمر الذي أدّى إلى تأخر مشروع القدية عن موعده المقرر لسنوات.
ويعول الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس صندوق الثروة، البالغ قيمته 700 مليار دولار، على المشاريع الترفيهية مثل القدية، في مسعى للتحول من اقتصاد يعتمد بشكل رئيسي على النفط إلى اقتصاد متنوع في إطار أجندة التحول الطموحة.
ومع اقتراب مواعيد الفعاليات الكبرى التي ستستضيفها السعودية مثل دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية الشتوية 2029، ومعرض إكسبو 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034، تتزايد الضغوط لإنجاز المشاريع وتحويلها إلى واقع.
وقال المصدر إن “الإعلان عن استضافة كأس العالم لكرة القدم من أسباب قرار دمج الشركتين”. وأضاف أن صندوق الثروة “كان حريصا على الحفاظ على سمعة الشركة من خلال الدمج”. وتابع قائلا “إنهم لا يريدون إظهار (القدية) على أنها فاشلة”.
سفن تهدف لإعادة تعريف مفهوم الترفيه على مستوى البلد الخليجي، وتعزيز تجارب الترفيه للزوار
وكانت سفن قد دشنت أول سينما في البلاد بعد أكثر من 35 عاما من الحظر الرسمي، بالشراكة مع شركة أي.أم.سي الأميركية، وهو إشارة مبكرة إلى أن السعودية تتطلع إلى الانتقال في اتجاه جديد.
وكان مشروع القدية واحدا من أبرز مشاريع غيغا، التي تم الإعلان عنها في 2018 وكان من المقرر افتتاحه في عام 2022، وجذب 1.5 مليون زائر، لكن تم تأجيل افتتاح المتنزهين الترفيهيين سيكس فلاجز وأكوا أرابيا إلى عام 2025.
وتأتي الصفقة بعد قرارات اتخذتها الحكومة بإعطاء الأولوية لبعض المشاريع على حساب أخرى، إذ يواجه الاقتصاد صعوبات في التعامل مع عجز متوقع في الميزانية قدره 21 مليار دولار.
وقال وزير المالية محمد الجدعان خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض في أبريل الماضي، “هناك تحديات… سنغير الخطة، ونتكيف، ونمدد بعض المشاريع لفترة أطول، ونقلص حجم بعضها، ونسرع تنفيذ البعض الآخر”.
وفي الوقت الراهن، يواجه المسؤولون في أكبر اقتصاد عربي تحديات في خطتهم للتخلص من الاعتماد الكبير على النفط في اقتصاد يبلغ حجمه 1.11 تريليون دولار.
وعلى سبيل المثال، يواجه مشروع “مدينة المستقبل” في منطقة نيوم الاقتصادية شمال غرب البلاد صعوبات، فيما يعاني مشروع القدية تأخيرات وتغييرات متكررة في الإدارة.
ويتضمن مشروع القدية المعروف أيضا باسم “مدينة اللعب” مدينة ترفيهية تضم متنزه سيكس فلاجز ودراجون بول – زد بارك وساحة للرياضات الإلكترونية، فضلا عن العديد من الفنادق والمنتجعات الجديدة وحلبة جديدة لسباقات الفورمولا 1 تمتد عبر المجمع.
وقال مصدر مطلع “لقد فات الموعد النهائي، وكان من المفترض افتتاح المشروع بالأمس (الاثنين)”، موضحا أن عملية الاستحواذ تستهدف تسريع تنفيذ المشروع”.
وفي مارس الماضي، نقلت السعودية جهودها لتنويع الاقتصاد نقلة نوعية جديدة بالإعلان أنها ستشيّد أكبر متنزه بالبلاد يرجح أن يسهم في دعم جهودها لتطوير قطاع الترفيه بالبلاد.
وحفز البلد الخليجي قطاعه السياحي الذي يعول عليه في مسار تنويع الاقتصاد بخطة لبناء أحد أضخم المتنزهات والأول على مستوى العالم من حيث محاكاته لسلسلة دراغون بول الشهيرة.
وسيضم المشروع المقام على مساحة 500 ألف متر مربع مساحات للتجول ومناطق جذب في سبع مناطق مستوحاة من سلسلة دراغون بول إلى جانب فنادق ومطاعم.