السعودية تستعين بإنتل لإقامة أول مركز للاتصالات المفتوحة

الظهران (السعودية) - قرّرت السعودية الاستعانة بخبرات شركة إنتل الأميركية، أحد عمالقة قطاع التكنولوجيا، لتركيز دعائم أول مركز يُعنى بتطوير شبكات الوصول اللاسلكي (أوبن آر.أن.أي) في البلاد.
وستتعاون أرامكو الرقمية أحد أذرع شركة الطاقة الحكومية أرامكو مع إنتل لتنفيذ المشروع، الذي لم يتم الكشف عن كلفته التقديرية، حيث من المتوقع أن يُسهم في دفع الابتكار وتعزيز التقدم التقني والإسهام في مشهد التحوّل الرقمي السعودي.
ويأتي هذا التعاون لمواكبة رؤية 2030 التي تركّز على التقدم التقني والتنويع الاقتصادي مع تطوير تقنيات شبكة أوبن آر.أن.أي، ممّا يعزز جهود السعودية في إرساء بنية تحتية قوية ومرنة للاتصالات تركّز على تسريع التحوّل الرقمي عبر مختلف الصناعات.
وتعد شبكات أوبن آر.أن.أي، وهي نموذج متطور في بنية الشبكة اللاسلكية، بمثابة وظيفة منفصلة لشبكة الوصول اللاسلكي تم إنشاؤها باستخدام مواصفات واجهة استخدام مفتوحة بين المكونات.
ويمكن تطبيق هذه التقنية في بيئة الأجهزة المحايدة للبائعين والتقنيات المعرفة برمجيا بالاعتماد على الواجهات المفتوحة ومجموعة من المعايير المحددة، ويسمح بالمزيد من المرونة وقابلية التشغيل البيني والابتكار. ويتزامن التوجه نحو استخدام هذه الشبكات مع التطور الذي تشهده تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط.
وبينما ستقدم أرامكو الرقمية معرفة عميقة باحتياجات وطموحات السعودية التنموية، وفرص تطبيق تقنية أوبن آر.أن.أي، ستضع إنتل، الرائدة في تقنيات الحوسبة والاتصالات، خبرتها في تقنيات هذه الشبكة لمساعدة السعوديين على تحقيق أهدافهم.
وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو الرقمية طارق أمين في بيان أوردته خدمة بزنس واير من فرانس برس إن "هذا التعاون دليل على التزامنا بالمساعدة في قيادة الابتكار في المملكة". وأضاف "يُتوقّع أن يكون المركز حافزا للتطور الرقمي عبر توفير منصة للتعاون وتنمية المهارات وإنشاء منظومة تقنية حيوية".
وأشار أمين إلى أن هذا التعاون سيصبّ اهتمامه على إعداد كفاءات محلية بأعلى المستويات في مجال تقنيات الجيل الخامس المتقدمة، وتقنيات الجيل السادس المستقبلية. وتشمل أبرز مجالات التعاون بين الشركتين جعل المركز محورا ابتكار، وتعزيز التعاون بين مهندسي أرامكو الرقمية وإنتل، بالإضافة إلى الباحثين وخبراء الصناعة.
ويسعى المركز أيضا إلى الإسهام في تطوير الكفاءات المحلية من خلال توفير التدريب والخبرة العملية في مجال تقنية شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح، وتقنية الحوسبة الطرفية التي تتطور بسرعة حيث يتم من خلالها تجميع البيانات ومعالجتها.
كما سيكون نواة أولية للإسهام في الاقتصاد المحلي من خلال المبادرات التي تعتمد على التقنية، بما يتماشى مع أهداف أجندة التحول الاقتصادي. ويُتوقّع أن يمتد التعاون في شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح بين أرامكو الرقمية وإنتل إلى ما هو أبعد، حيث سيربط السعودية بالمشهد العالمي لتطوير وتطبيق شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح والنفاذ والتوجيه الشبكي.
وقال نائب الرئيس الأعلى لشركة إنتل ساشين كاتي “يسعدنا التعاون في شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح والجمع بين البراعة التقنية لشركة إنتل في الشبكات والحوسبة الطرفية مع البرامج والرؤى المحلية والقيادة الصناعية لشركة أرامكو الرقمية”.
وأوضح كاتي، وهو المدير العام لمجموعة الشبكات والحوسبة الطرفية في الشركة الأميركية، “نحن نهدف معا إلى تسريع تطبيق حلول شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح في السعودية وخارجها”.
ومن المخطط أن يبدأ مركز عملياته في وقت لاحق هذا العام، مما يمثّل علامة فارقة في مسيرة البلد الخليجي نحو مستقبل يعتمد على التقنيات المتقدمة في كافة المجالات.
ومنذ إطلاق برنامج التحول في 2016 عززت الحكومة جهود تطوير قطاع التكنولوجيا وترسيخ مكانته في التنمية عبر إطلاق تقني مبادرات نوعية وصناديق استثمارية جديدة في هذا المجال لدعم رواد الأعمال والمبتكرين. وفي إطار البرامج الشاملة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المستقبل تتطلع السعودية لأن تصبح ضمن أفضل 15 بلدا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.