السعودية تستعد لافتتاح خط جوي مباشر مع مطار معيتيقة الليبي

الخط المباشر بين الرياض وطرابلس يأتي في توقيت حيوي لتعزيز الروابط الإنسانية والاقتصادية، وتسهيل تنقل الأفراد وتنشيط التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
السبت 2025/05/10
السعودية تحيي الربط الجوي المباشر مع ليبيا بعد عقد من التوقف

الرياض - باشرت السعودية اتخاذ خطوات تمهيدية جادة لفتح خط جوي مباشر يربط مطارات المملكة بمطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية طرابلس في خطوة تعكس توجها نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتسهيل حركة التنقل بين البلدين.

ويأتي هذا التحرك الهام في أعقاب زيارة نوعية قام بها وفد أمني رفيع المستوى يضم مسؤولين من سلطات الطيران المدني السعودي ومديري أمن شركات النقل الجوي بالمملكة إلى مطار معيتيقة الدولي، حيث جرى تقييم شامل للإجراءات الأمنية والتشغيلية المطبقة في المطار الليبي.

وخلال الزيارة، التي عكست حرص الجانب السعودي على ضمان أعلى معايير السلامة والأمن، عقد الوفد اجتماعات مكثفة مع كبار المسؤولين في مطار معيتيقة، وعلى رأسهم مدير عام المطار ومدير مكتب أمن الطيران المدني، وقد تركزت المباحثات والجولة الميدانية على فحص دقيق للإجراءات الأمنية المتبعة في عمليات التفتيش والتدقيق، وذلك بهدف التأكد من جاهزية المطار الليبي لاستقبال الرحلات الجوية المنتظمة والقادمة مباشرة من مختلف مطارات المملكة.

وتتجاوز أهمية هذه الخطوة مجرد تسهيل السفر، إذ تحمل أبعادا استراتيجية ودينية واقتصادية عميقة للبلدين، فلطالما كانت هناك حركة جوية نشطة تربط بين المملكة وليبيا، إلا أن هذه الروابط انقطعت في عام 2014 بسبب الظروف الأمنية المضطربة والنزاعات التي عصفت بليبيا.

وتأتي هذه المبادرة السعودية كمحاولة جادة لتجاوز تلك الفترة الصعبة وإعادة بناء جسور التواصل المباشر، انطلاقا من حرص المملكة الدائم على دعم استقرار ليبيا وتعزيز الروابط الأخوية مع شعبها.

وعلى الصعيد الديني، يكتسب هذا الخط الجوي المباشر أهمية قصوى للمواطنين الليبيين الراغبين في أداء مناسك العمرة والحج. فبدلا من تحمل مشقة وتكاليف السفر عبر دول وسيطة، سيتمكن المعتمرون والحجاج الليبيون من السفر مباشرة إلى الأراضي المقدسة، مما يوفر عليهم الوقت والجهد ويجعل رحلتهم أكثر يُسرًا وراحة.

أما على الصعيد الاقتصادي، فإن استئناف الرحلات الجوية المباشرة يمثل محفزًا قويًا لتنمية العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. سيسهل هذا الخط الحيوي تنقل رجال الأعمال والوفود الاقتصادية، ويفتح آفاقًا واعدة للتعاون المشترك في مختلف القطاعات، بما يعود بالنفع والازدهار على اقتصادي البلدين.

ومن المتوقع أن تستكمل هذه الخطوات التمهيدية بإجراءات فنية وتشغيلية إضافية خلال الفترة القادمة.

من المتوقع أن تتلو هذه الخطوات التمهيدية سلسلة من الإجراءات الفنية والتشغيلية الإضافية خلال الفترة القادمة. ومن بين هذه الإجراءات، ستجري تقييمات فنية معمقة للمطار، وسيتم التنسيق المكثف بين شركات الطيران في كلا البلدين لتحديد جداول الرحلات المناسبة، بالإضافة إلى استكمال جميع الموافقات التنظيمية اللازمة من سلطات الطيران المدني في المملكة وليبيا.

ويمثل هذا التحرك السعودي بارقة أمل في اتجاه تعزيز العلاقات الثنائية مع ليبيا وتسهيل حركة التنقل بين الشعبين الشقيقين، ومع استكمال الإجراءات اللازمة، من المنتظر أن يشهد المستقبل القريب استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين السعودية وليبيا، مما يفتح صفحة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين في مختلف المجالات.

وتوقفت الرحلات الجوية المباشرة بين السعودية وليبيا في عام 2014، وذلك بشكل رئيسي نتيجة للظروف الأمنية غير المستقرة والنزاعات المسلحة التي شهدتها ليبيا في تلك الفترة. وقد أدت هذه الأوضاع إلى توقف العديد من شركات الطيران العالمية عن تسيير رحلاتها إلى المطارات الليبية حفاظًا على سلامة الركاب والطائرات.

وعلى الرغم من هذا التوقف الرسمي للرحلات المباشرة، لم تنقطع الاتصالات الفنية بين سلطات الطيران المدني في البلدين بشكل كامل، وكانت هناك محاولات متقطعة لتقييم إمكانية استئناف الرحلات وفقا للمعايير الدولية للسلامة والأمن. كما أن المسافرين بين البلدين كانوا يعتمدون على رحلات الترانزيت عبر مطارات دول أخرى.