السعودية تستضيف محادثات مفصلية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا

الاجتماعات الدبلوماسية يتوقع أن تركز على اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف وسبل إنهاء الحرب مع روسيا.
الاثنين 2025/03/10
السعودية تلعب دورا دبلوماسيا كبيرا في الأزمات الإقليمة والدولية

كييف (أوكرانيا) – توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم الاثنين قبل محادثات بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب مع روسيا في مرحلة بالغة الخطورة بالنسبة لكييف.

وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعا، وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.

واجتماع الثلاثاء يُتوقع أن يكون الأول بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين منذ الزيارة غير الموفقة لزيلينسكي للبيت الأبيض في نهاية فبراير والتي شهدت مشادة كلامية بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب.

ومنذ ذلك الحين، علقت واشنطن المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية، فيما تحاول كييف إصلاح الأمور مع ترامب.

ومن المقرر أن يفتتح زيلينسكي الاجتماعات الدبلوماسية الاثنين بلقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قاد السعودية للانخراط في أدوار وساطة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 شملت التوسط في تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة غدا الثلاثاء على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب.

وتحت ضغط هائل من ترامب الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة، يبذل زيلينسكي جهدا هائلا لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على ضمانات أمنية أميركية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأميركيين وإن الوفد الأوكراني سيضم رئيس الأركان ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها".

وأضاف "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية".

وقال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب والذي يعمل على الترتيب للمحادثات إن الفكرة هي "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلا عن وقف مبدئي لإطلاق النار".

ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختبارا لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.

وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضا بريطانيا وفرنسا، وتقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.

ويقول الرئيس الأوكراني أيضا إن كييف مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه ضروري لضمان استمرار الدعم الأميركي.

وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأميركي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا بزيادة الدعم في وقت تتراجع فيه كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.

وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي محاصرة تقريبا من جانب القوات الروسية.

وتسيطر روسيا على حوالي خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.

ووفقا لزيلينسكي، أطلقت روسيا جوا 1200 قنبلة موجهة ونحو 870 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 80 صاروخا على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.

وأفادت مصادر بأن بريطانيا قدمت بعض النصائح إلى أوكرانيا قبل أن تنطلق غدا الثلاثاء المحادثات بين وفدي واشنطن وكييف في مدينة جدة بالسعودية.

وأوضحت المصادر المطلعة أن مستشار رئيس الوزراء البريطاني للأمن القومي جوناثان باول زار أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي، وقدم توصيات للرئيس الأوكراني حول كيفية تصرف وفد بلاده خلال المفاوضات مع الأميركيين، حسب ما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية.

ونصح باول زيلينسكي "بالتفاوض مع الولايات المتحدة بطريقة تخلق الانطباع بأن روسيا بالذات هي التي تشكل العقبة أمام السلام".

وأجرى باول أيضا محادثة هاتفية مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، من أجل إقناعه بأهمية استئناف تبادل المعلومات الاستخباراتية بين واشنطن وكييف.

وكذلك تم التطرق إلى الموضوع عينه خلال محادثة بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وأمين عام الناتو مارك روته، الذي سيزور واشنطن في الأيام المقبلة.

جاء التركيز على استئناف تبادل المعلومات، فيما تعتقد لندن أنه سيكون من الأسهل على إدارة الرئيس ترامب التراجع عن تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية، مقارنة باستئناف إمدادات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا.

وكانت إدارة ترامب علقت شحنات الأسلحة وتبادل بعض معلومات المخابرات مع كييف خلال الأيام القليلة الماضية، عقب اللقاء العاصف الذي جمع الرئيسين الأوكراني والأميركي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير الماضي، متهمة الأوكرانيين بعدم الانفتاح بشكل كاف على عملية السلام مع روسيا.

إلا أن حدة التوتر بين واشنطن وكييف عادت وتراجعت قليلا مؤخرا. إذ أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز في بيان أن زيلينسكي أحرز تقدما في استعادة العلاقات مع أميركا. وقال "نتطلع خلال الاجتماعات في السعودية إلى سماع المزيد من التحركات الإيجابية التي نأمل أن تضع في نهاية المطاف حدا لهذه الحرب الوحشية ولإراقة الدماء".