السعودية تستضيف أول اجتماع للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين

الرياض - تستضيف السعودية، الاثنين، أول اجتماع رفيع المستوى لـ"التحالف العالمي لحل الدولتين" في مدينة الرياض، الأربعاء المقبل، بحسب أعلنه نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، في المنتدى الإقليمي التاسع للاتحاد من أجل المتوسط، والمنعقد في مدينة برشلونة الإسبانية. وفق بيان للخارجية السعودية.
واحتضان السعودية لهذا الاجتماع رفيع المستوى الأول من نوعه الذي سيضم دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، يأتي ليكتب فصلا جديدا من الدعم الدبلوماسي والسياسي السعودي للقضية الفلسطينية المتمثّل في عقود من الدعم، ليس أولها ولا آخرها إعلان المبادرة العربية للسلام في 1982، ثم إعادة إحيائها في سبتمبر من العام الماضي مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع مصر والأردن، فضلا عن أشكال الدعم الأخرى التي تعدّدت خلال المراحل الماضية والأزمة الراهنة بسبب الحرب في قطاع غزة.
وأكد الخريجي على "أهمية تعزيز الجهود المبذولة من الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز الأمن الإقليمي، وخاصة في هذا الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى اتخاذ خطوات عملية وحاسمة لوقف التصعيد المتواصل والعنف والدمار".
وأضاف "العدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان، أوصل المنطقة إلى مفترق طرق حاسم يضع المجتمع الدولي أمام خيارين مصيريين، إما التحرك بفاعلية لدعم القانون الدولي وتعزيز حل الدولتين، أو أن يجازف بمزيد من التصعيد وتعميق المعاناة، ما سيقوض مصداقية الجهود الدولية في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة".
وأشار إلى إن "الأزمة الإنسانية في فلسطين ولبنان بلغت حداً لا يحتمل، ولا يمكن السماح بتدهور الأوضاع في المنطقة أكثر من ذلك".
ورفض الخريجي "استهداف المدنيين الأبرياء بشكل ممنهج وتهجيرهم قسراً والتدمير المتعمد نتيجةً لانتهاكات إسرائيل الواضحة للقانون الإنساني الدولي بلا محاسبة أو عقاب".
وأكد أن "الإدانات الخطابية لم تعد كافية لردع العنف، ما يتطلب اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة".
وأضاف "نتطلع في هذا السياق إلى استضافة أول اجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي لحل الدولتين بالرياض" الأربعاء.
وأشار الخريجي، إلى أن تنفيذ حل الدولتين مسؤولية جماعية دولية، والسبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهو الشرط الأساسي لضمان استقرار المنطقة.
كما أكد التزام المملكة بالتعاون مع الشركاء لتحويل حل الدولتين من أمل بعيد إلى واقع ملموس وقريب.
والتحرك السعودي للدفع بحل الدولتين، والعمل على إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، زخم زاد بشكل كبير بعد حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى مؤخرا بأن لا تطبيع ولا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية"، مضيفاً أن الرياض "تبني تحرّكها على قاعدة دبلوماسية قوية مدعومة باحترام وثقة".
واجتماع الرياض الذي يعد أول اجتماع متابعة رفيع المستوى، يهدف إلى جمع مدخلات عملية، وتقديمها على مستوى سياسي رفيع، ووضع نظرة عامة على جميع المكونات المقترحة تحت مظلة التحالف العالمي، والبدء في الإعداد العملي.
وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في كلمته بالمنتدى الإقليمي التاسع المنعقد بمدينة برشلونة إلى إطلاق التحالف العالمي ليكون منصة لكل الدول للمشاركة بما ينهي الحرب في غزة، والعمل على تحرير الرهائن، وفك الحصار عن غزة، والسعي إلى حل الدولتين، مشيرًا إلى ضرورة تحويل الأقوال إلى أفعال.
وبعد اجتماع الرياض، أشار بوريل إلى أن لجان التحالف سيعقدون اجتماعا في بروكسل والقاهرة وعمان وإسطنبول وأيضا في العاصمة النرويجية أوسلو للبحث حول الأوضاع في غزة من أجل تنفيذ حل الدولتين.
كما يهدف اجتماع الرياض إلى تحقيق نتائج ملموسة لكيفية إيصال مخرجات الاجتماعات إلى المستوى السياسي وتنفيذها، وتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، إلى جانب اتخاذ تدابير للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، بما في ذلك كيفية ضمان المساءلة فيما يتعلق بالقانون الدولي، وتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 في نيويورك الشهر الماضي.
وشدد على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حق أصيل وأساس لعملية لسلام، معلناً تقدير بلاده للدول التي اعترفت بفلسطين أخيراً، داعياً الدول كافة للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار ذاته، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ149 دولة مُعترفة بفلسطين.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش.
وكانت السعودية إحدى الدول الموقعة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى عربية وغربية على بيان دعا الى وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان بين إسرائيل وحزب الله لإفساح المجال للدبلوماسية.
ويعتبر المجتمع الدولي أن حلّ إقامة دولتين المقترح في مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو بين عامي 1993 و1995 يمثل الطريقة المثلى لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود، لكن عملية السلام متوقفة منذ سنوات. وقد اكتسبت الحاجة لإيجاد حل سلمي أهمية جديدة بسبب الحرب على غزة، بالإضافة إلى تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.
وفي يوليو الماضي، صوّت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية عقب اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية. وقال الكنيست إن التسوية "لن تكون إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة"، فيما ادعى الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عقب التصويت أنّ "فرض إقامة دولة فلسطينية سيُعرّض إسرائيل للخطر".