السعودية تسابق الوقت لتفعيل منظومة إعلامية مؤثرة عبر تطويع الذكاء الاصطناعي

وزير الإعلام السعودي يعلن عن أولويات عام التأثير الإعلامي في السعودية.
الخميس 2025/02/20
واقع جديد

الرياض - أكد وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري أن قطاع الإعلام السعودي سيوفر نحو 150 ألف وظيفة بحلول 2030 ليكون بيئة حاضنة للمواهب ومنصة لتعزيز الابتكار، حيث تعمل المملكة بخطى متسارعة لتطوير صناعة إعلامية تواكب التطورات بتطويع الذكاء الاصطناعي لهذا الهدف.

ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تعزيز جودة المحتوى، وتحليل البيانات الضخمة، وتحسين تجربة المستخدم، مما يسهم في رفع كفاءة المؤسسات الإعلامية وزيادة تأثيرها.

وقال الدوسري في كلمته الافتتاحية لمنتدى الإعلام السعودي في دورته الرابعة إن كل يوم يمرّ من دون “الذكاء الاصطناعي” يساوي أعواماً من التأخر، مؤكداً أن الحديث عن مستقبل الإعلام يعني الحديث عن عالم يولد من الخوارزميات التنبئية، والروبوتات الصحفية، والذكاء الاصطناعي، وأن السعودية تتحول فيه إلى مختبر عالمي مفتوح للأفكار الكبرى، يندمج فيها الإعلام الذكي مع الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وتقنيات الواقع المختلط، والواقع الافتراضي.

وأعلن الوزير عن أولويات عام التأثير الإعلامي في السعودية، والتي تتضمن تطوير إستراتيجية الإعلام غير الربحي، والإعلان عن تنظيم مؤتمر دولي لمستقبل الأخبار في الرياض، للإسهام العالمي في ابتكار تقنيات صناعة الأخبار، واستكمال رقمنة أرشيف وكالة الأنباء السعودية (واس) التاريخي، وافتتاح مقر الزمالات الصحفية الإخبارية هذا العام، والعمل على وثيقة حوكمة قطاعات الإعلانات الرقمية لتنظيم هذا القطاع، وإنشاء معمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة للإعلام.

ويواجه استثمار الذكاء الاصطناعي في الإعلام السعودي بعض التحديات مثل الحاجة إلى تطوير البنية التحتية التقنية، وتعزيز المهارات المتخصصة في هذا المجال، وضمان الاستخدام الأخلاقي للتقنيات. ومع ذلك، فإن التوجه الحكومي نحو التحول الرقمي ودعم الابتكار التقني يعزز من فرص نجاح هذه المبادرات، مما يجعل مستقبل الإعلام السعودي أكثر تطورًا وذكاءً.

وأعلن الدوسري عن إطلاق حزمة مبادرات إعلامية خلال المنتدى وتشمل حزمة برامج لدعم حاضنات ومسرعات الأعمال الإعلامية، ضمن حاضنات ومسرعات الأعمال التي تستهدف تجويد البنية التحتية الإعلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عبر معسكر الإعلام الابتكاري “سعودي ميب” بالتعاون مع “سدايا”، كما سيشهد المنتدى توقيع اتفاقيات تمويل الشركات الناشئة في قطاع الإعلام بالتعاون مع برنامج “كفالة”.

سلمان الدوسري: صناعة التأثير هي الحاسة السابعة التي يجب أن يتمتع بها الإعلامي
سلمان الدوسري: صناعة التأثير هي الحاسة السابعة التي يجب أن يتمتع بها الإعلامي

وقال إن صناعة التأثير هي الحاسة السابعة التي يجب أن يتمتع بها كل إعلامي، مضيفا “عندما نتحدث عن صناعة التأثير، فإننا ننظر إلى المملكة باعتبارها المركز الأهم لاستضافة الفعاليات الكبرى، من (إكسبو 2030) الذي سيعيد تعريف معارض الابتكار، إلى كأس العالم 2034، حيث ستتحول التجربة الرياضية إلى قصة تروى بتقنيات الواقع المعزز، والإنتاج، والبث الذكي.”

ويمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الإعلام السعودي وجعله أكثر تنافسية على المستويين المحلي والعالمي. ومع استمرار التطورات التقنية، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أكثر تأثيرًا في تطوير المحتوى الإعلامي وتحسين تجربة الجمهور، مما يرسخ مكانة المملكة كمركز ريادي في الإعلام الرقمي والذكي.

وأكد وزير الإعلام السعودي أن الواقع الجديد الذي تأسس في قطاع الإعلام السعودي ساهم في خلق فرص حالمة، مشيراً إلى أن النمو الإعلامي اللافت يقف على ستة أعمدة تحوّلية تشمل التحول في معدلات الطلب، والبنية التحتية، والتحول التمويلي، ودعم المواهب، وتبني التقنيات، والتحول التنظيمي، مؤكداً أنها ليست تحولات تقليدية، بل أدوات وممكنات لصناعة التأثير محلياً، وإقليمياً، ودولياً.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تمكين المواهب الشابة، والمساهمة في تشكيل مستقبل الإعلام، وتكريم المؤسسات الإعلامية والصحافيين وصناع المحتوى المتميزين.

وسلط المشاركون في المنتدى، الضوء على أهمية التقنية وأثرها في صناعة مستقبل الإعلام، والفرص والتحدّيات في صناعة الإعلام الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار في صناعة المحتوى.

وأكدوا أهمية مثل هذه المنتديات في مد جسور التواصل مع العالم، لبحث مستقبل القطاع، والتحديات التي تواجهه والفرص التي يمكن استثمارها لتعزيز صناعة الإعلام على المستويين الإقليمي والدولي.

وتتضمن فعاليات المنتدى التي تقام في الفترة من 19 إلى 21 فبراير، العديد من الجلسات والحوارات ومناقشة موضوعات محورية بمشاركة شخصيات إعلامية ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم.

وتشمل الموضوعات الرئيسية التقنية وأثرها في مستقبل الإعلام، والفرص والتحديات في الاقتصاد الإعلامي، والابتكار في صناعة المحتوى، واتجاهات الإعلام العالمي، ودور الإعلام في تعزيز الهوية الثقافية والمسؤولية الاجتماعية، إلى جانب الاستدامة في الإعلام. كما يشمل البرنامج مجموعة من ورش العمل والجلسات التفاعلية على 5 مسارح ومنصات متنوعة.

5