السعودية تراهن على الرياضة لتعزيز حضورها العالمي

الرياض - تعكس استضافة النسخة الأولى من رالي دكار الصحراوي في السعودية المقررة في يناير، رغبة لدى المملكة في أن تصبح وجهة بارزة في مجال الرياضة بهدف مزيد تحسين صورتها أمام العالم.
وتتماشى استضافة المملكة في الفترة الأخيرة لأحداث رياضية عالمية، مع توجهات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030، التي تهدف إلى تصدير صورة جديدة للمملكة منفتحة على العالم.
وضاعفت الرياض، في الأشهر الأخيرة، من استثماراتها في مجال الرياضة بشكل كبير واستضافت العديد من الأحداث والمباريات الرياضية المختلفة.
وفي أواخر ديسمبر، شارك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وفريق يوفنتوس في مباراة الكأس السوبر الإيطالية التي أقيمت في السعودية للعام الثاني تواليا، وهذه المرة على ملعب الملك السعود في الرياض بعد أن أقيمت النسخة السابقة في جدة.
وإضافة إلى الكأس السوبر الإيطالية، ستستضيف السعودية مسابقة الكأس السوبر الإسبانية في الأعوام الثلاثة المقبلة بدءا من يناير.
كما استضافت المملكة في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث الرياضية الدولية، إن كان في كرة القدم أو التنس والفورمولا إي المخصصة للسيارات الكهربائية مئة بالمئة، وبطولة العالم للفورمولا واحد للزوارق السريعة والملاكمة.
فقد استعاد ملاكم الوزن الثقيل البريطاني أنطوني غوشوا لقبه العالمي، بفوزه على الأميركي من أصل مكسيكي أندي رويز في الرياض.
وتأتي إقامة الرالي الصحراوي الأشهر في الأعوام الخمسة المقبلة في المملكة، ضمن مسعى سعودي لزيادة النشاطات الرياضية، في إطار "رؤية 2030" التي تسعى من خلالها الرياض إلى تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات العامة.
ويقام الرالي بين الخامس من يناير و17 من الشهر ذاته، انطلاقا من مدينة جدة على البحر الأحمر في غرب السعودية، وصولا إلى القدية، ويمتد على 12 مرحلة لمسافة أكثر من 75 ألف كلم من صحراء المملكة.
وشملت الإصلاحات السعودية ضمن رؤية ولي العهد السعودي الشاب الجانب الاجتماعي كذلك، برفع القيود التي كانت مفروضة على المرأة في قيادة السيارة ومزيد تمكينها من حقوقها.
وبالنسبة لكارول غوميز من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، فإن هناك "سياسة قوية للغاية لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ومن أجل استقطاب الأشخاص لنشر صورة مختلفة عن السعودية في جميع أنحاء العالم".
وتأمل الرياض عبر الاستثمار في الرياضة في إعطاء دفعة لمسعاها لاستقطاب السياح عبر فتح أبوابها للزوار الأجانب. وبدأت المملكة هذا العام للمرة الأولى في تاريخها بإصدار تأشيرات سياحية لمواطني 49 دولة أوروبية وأميركية وآسيوية.
وتعد استضافة رالي دكار الصحراوي الذي سيبث صورا للسيارات في صحراء السعودية في 190 دولة بمثابة هدية للسعودية.
وتشير غوميز إلى أن "الفكرة هي التباهي بجمال المناظر الطبيعية والبنى التحتية التي يمكنها استضافتك حال جئت في رحلة وجعلها بمثابة بطاقة بريدية" تستقطب مزيدا من السياح إلى السعودية.
ورأى كونتان دي بيمودان من معهد الدراسات الاوروبية والأميركية أن رالي دكار سيكون مهما للغاية. وقال إنه "سيعزز المناظر الطبيعية والتراث في وقت تقوم فيه المملكة بالانفتاح أمام السياح الأجانب".
وسيترافق الرالي مع شريط دعائي من المقرر أن يعرض على شاشات عملاقة في عدد من المدن مثل باريس وميلانو ومدريد ولندن ودبي، إضافة إلى مدن سعودية، تروى من خلاله "قصة المملكة عبر التاريخ".