السعودية تذكي التنافس الخليجي على سوق الاتصالات

استقبل الخبراء إعلان السعودية عن تأسيس شركة جديدة للاتصالات لإدارة الأبراج في العديد من الأسواق على أنه خطوة ستذكي التنافس الخليجي في هذا القطاع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وستحفز اقتناص فرص التوسع في أماكن أخرى من العالم.
الرياض - أعلنت السعودية الاثنين عن ولادة أكبر شركة لأبراج الاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط، في خطوة يراهن عليها المسؤولون من أجل حيازة حصة إضافية من سوق آخذة في النمو.
ووقع صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة) ومجموعة الاتصالات السعودية (أس.تي.سي) اتفاقا لتشكيل كيان يملك ويدير نحو 30 ألف برج اتصالات في خمس دول، بعد توقيعهما على اتفاقية أخرى لبيع 51 في المئة من أسهم شركة توال للصندوق.
ويقدّر المقابل النقدي الذي ستحصل عليه أس.تي.سي نحو 8.7 مليار ريال (2.32 مليار دولار) من عملية البيع بعد استبعاد أرصدة النقد والديون، وفق إفصاح الشركة لبورصة تداول.
وستبلغ حصة صندوق الثروة في الشركة الجديدة، التي لم يتم الكشف عن اسمها، 53.99 في المئة، فيما تبلغ حصة أس.تي.سي على نحو 43.06 في المئة.
وتجسّد الاتفاقيتان تطلعات الصندوق وأس.تي.سي لتعزيز تكامل وقوة البنية التحتية لقطاع الاتصالات في السوق المحلية والاستفادة من الفرص الكامنة فيه.
ومن المتوقع أن تسهم الشركة الجديدة في إحداث تطور نوعي يرتقي بتجربة المستخدمين، إذ يتيح تكامل البنية التحتية للأبراج الخاصة بالاتصالات في السعودية زيادة تغطية الشبكة وتعزيز التواصل وزيادة سرعات الإنترنت للأجهزة المحمولة.
كما سترفع الشركة من كفاءة الإنفاق التشغيلي، وتمكّن الابتكار في قطاع الاتصالات في البلاد وتدعم فعالية وانسيابية بيئات العمل.
وتنص اتفاقية إنشاء الكيان الجديد الذي تقدر إيراداته السنوية المتوقعة بنحو 1.3 مليار دولار على نقل ملكية توال وشركة لتيس المملوكة لكل من صندوق الثروة والأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، وشركة سلطان القابضة، تحت ملكية كيان جديد.
وتم تحديد القيمة الإجمالية لشركة توال بمبلغ 5.85 مليار دولار، وتم تحديد القيمة الإجمالية لشركة لتيس الذهبية للاستثمار بمبلغ 810 مليون دولار.
وقال زياد عيتاني رئيس تغطية أبحاث أسهم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات لدى شركة أرقام كابيتال لرويترز في بيان عبر البريد الإلكتروني “تمثل هذه الصفقة علامة فارقة في إنشاء أكبر شركة أبراج في المنطقة إذ تشمل 30 ألف برج بقيمة 6.7 مليار دولار”.
وأضاف “أس.تي.سي مستفيد واضح من الصفقة، إذ أن سعر بيع شركة توال أعلى من خمسة أمثال قيمتها الدفترية وخمسة أمثال إيراداتها”.
وأشار عيتاني إلى أن التدفقات النقدية ستسمح للشركة “بمواصلة المزيد من عمليات الدمج والاستحواذ وفرص الاستثمار”.
1.3
مليار دولار إيرادات سنوية متوقعة للشركة التي هي شراكة بين صندوق الثروة وأس.تي.سي
وتعد هذه الصفقة أحدث مثال على عمليات الدمج في قطاع أبراج الاتصالات في المنطقة، حيث يشتد التنافس بين الشركات على تعزيز حضورها في السوق عبر تعظيم أصولها ومن ثم إيراداتها وأرباحها في المستقبل.
وفي ديسمبر الماضي، وقعت شركات زين الكويتية وأريدو القطرية وتاسك تاورز هولدينغ في دبي اتفاقات نهائية لدمج أصول أبراجها في كيان بقيمة 2.2 مليار دولار في صفقة مقابل مبلغ نقدي وأسهم.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى مدير إدارة الاستثمارات المباشرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الصندوق رائد إسماعيل قوله إن “إعلان الاتفاقيات خطوة مهمة لقطاع الاتصالات في المملكة والمنطقة ككل”.
وأوضح أنه من خلال الجمع بين أصول شركتي توال ولتيس، ستُبنى قاعدة تكاملية لقطاع الاتصالات للازدهار وتوفير خدمة أفضل تتيح المزيد من الترابط الرقمي للأعمال والمجتمعات، بما يتماشى مع مستهدفات صندوق الثروة ورؤية 2030.
ويتوقع اكتمال الصفقات في النصف الثاني من 2024، بعد الحصول على جميع الموافقات النظامية، واستيفاء شروط الاتفاقيات.
وسيتم تمويل صفقة شراء لتيس عن طريق مبادلة أسهم بين الكيان الجديد وملاك الشركة الاستثمارية، كما أن نقل ملكية شركة توال تحت ملكية الكيان الجديد ستتم عن طريق مبادلة أسهم أيضا.
وبموجب الصفقة ستقوم أس.تي.سي بضخ قرابة 142 مليون دولار في رأس مال الكيان الجديد، وذلك للمحافظة على ملكيتها، التي تم الاتفاق عليها.
وسيتم استخدام المبلغ المحصل من بيع أسهم توال في دعم إستراتيجية التوسع والنمو لشركة أس.تي.سي، وتعظيم العائد الإجمالي للمساهمين، عبر زيادة وتنويع الاستثمارات واغتنام فرص النمو المتوقعة في الاتصالات وتقنية المعلومات داخليا وخارجيا.
واعتبر الرئيس التنفيذي للاستثمار في أس.تي.سي معتز العنقري الصفقة جزءا من جهود المجموعة المستمرة لتحقيق النمو وزيادة عوائد المساهمين بأفضل السبل المستدامة، من خلال تدوير رأس المال مع الاحتفاظ بحصص في أصول الإستراتيجية ذات القيمة.
وقال إن “الاتفاق يأتي تماشيا مع إستراتيجية أس.تي.سي الطموحة ودورها المحوري في تسريع التحول الرقمي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في المملكة والمنطقة”.
وأشار إلى أن دمج توال ولتيس خطوة مهمة في تعزيز سوق أبراج الاتصالات في السعودية والمنطقة ككل والارتقاء بالكفاءة والجودة التشغيلية من أجل تقديم تجربة نوعية وقيمة إضافية للمستخدمين.
وتسعى أس.تي.سي إلى تعزيز حضورها عالميا، حيث برزت كصاحبة أعلى عرض لشراء أعمال ألتيس البرتغالية، بحسب ما ذكرته بلومبرغ في وقت سابق من العام الحالي.
وصارت أس.تي.سي في ديسمبر الماضي أكبر مساهم في تليفونيكا الإسبانية عبر الاستحواذ على حصة بلغت 9.9 في المئة بقيمة 2.1 مليار يورو (2.25 مليار دولار).
في المقابل، جمعت توال تمويلا إسلاميا في أغسطس الماضي، بقيمة 1.42 مليار دولار بهدف الاستحواذ على وحدة البنية التحتية للاتصالات التابعة ليونايتد غروب في بلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا.