السعودية تدشّن "حقبة خضراء" جديدة لمكافحة التغير المناخي

الرياض - تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاثنين باستثمار أكثر من مليار دولار في مبادرات بيئية جديدة لمكافحة تغير المناخ، فيما تسعى المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى تعزيز دورها البيئي عالميا.
ويأتي ذلك بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان السبت اعتزام بلاده الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2060 خلال مبادرة "السعودية الخضراء"، قبل أيام على انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 26" في غلاسكو.
وأعلن الأمير في كلمته في افتتاح مؤتمر "الشرق الأوسط الأخضر" في الرياض عن "تأسيس صندوق استثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة ومبادرة عالمية للمساهمة بتقديم حلول للوقود النظيف بإجمالي استثمارات 39 مليار ريال (10.4 مليار دولار)"، تدفع المملكة "قرابة 15 في المئة منها"، أي نحو 1.56 مليار دولار فيما تسعى لتوفير الباقي من صناديق إقليمية ودولية ودول أخرى.
وتوفر مبادرة الوقود النظيف الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص في العالم، حسب ولي العهد السعودي.
وتوفر الطاقة المتجددة - الطاقة الشمسية والهوائية والمائية - فرصا متزايدة للوصول إلى الطاقة النظيفة، ما يتيح إنتاج الأغذية بكميات أكبر وبجودة أعلى، والحد من الفاقد من الأغذية، بحسب تقرير لمنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة في يونيو الماضي.
و"الاقتصاد الدائري للكربون" مفهوم يروّج له السعوديون، ويهدف إلى سحب الكربون وتخزينه لإعادة استخدامه في منتجات أخرى.
وقال ولي العهد السعودي "إنّنا اليوم ندشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة نقودها ونقطف ثمارنا سويا، إيمانا منا بأن آثار التغير المناخي لا تقتصر على البيئة، بل على الاقتصاد والأمن".
وأضاف "نعي بأن التغير المناخي فرصة اقتصادية للأفراد والقطاع الخاص، والتي ستحفز مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لخلق وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة".
وشارك أمير قطر وولي عهد كل من الأردن والبحرين والكويت ورئيس وزراء باكستان، بالإضافة إلى الموفد الأميركي للمناخ جون كيري في المؤتمر.
ويأتي المؤتمر بعد يومين على إعلان السعودية عزمها الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
وينظر إلى مؤتمر "كوب 26" الذي سيعقد بين الحادي والثلاثين من أكتوبر والثاني عشر من نوفمبر، على أنّه خطوة حاسمة في تحديد أهداف الانبعاثات العالمية لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال خبراء إنّ تعهد السعودية بتحقيق الحياد الكربوني يجب أن يسير يدا بيد مع خطة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بدل زيادة الاستثمار فيه.
وأعلنت الرياض السبت أيضا أنها ستنضم إلى التعهد العالمي بشأن الميثان للمساهمة في خفض الانبعاثات العالمية لهذا الغاز بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030.
ومع اقتراب مؤتمر "كوب 26"، تعهّدت العديد من البلدان بالسعي إلى تحقيق صافي انبعاثات كربونية، بينها الإمارات التي حددت عام 2050 هدفا لبلوغ ذلك والبحرين عام 2060.
وقالت الأمم المتحدة إنّ 130 دولة وضعت أو تدرس الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول منتصف القرن الجاري.
والسعودية، البالغ عدد سكانها نحو 34 مليون نسمة، دولة مهمة نسبيا لخفض انبعاثات الكربون، إذ ينبعث منها حوالي 600 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، أي أكثر من فرنسا وأقل قليلا من ألمانيا التي ينبعث منها 800 مليون طن سنويا.
والسبت، أعلنت أرامكو اعتزامها الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وفي مارس الماضي، أطلقت السعودية حزمة مبادرات واسعة لمواجهة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الكربون، بما في ذلك خطة لزراعة نحو 10 مليارات من الأشجار في العقود المقبلة.
وأعلن ولي العهد السبت عن بدء المرحلة الأولى من مبادرة التشجير، بزراعة أكثر من "450 مليون شجرة" في أرجاء البلد الصحراوي.
وتعد المملكة أكبر مصدّر للنفط في العالم منذ عقود، وهي تعتمد حاليا على النفط والغاز الطبيعي لتلبية طلبها المتزايد بسرعة على الطاقة وتحلية مياهها التي تستهلك كميات هائلة من النفط.
وأقر ولي العهد "هناك فجوات في منظومة العمل المناخي في المنطقة، ونستطيع عبر تنسيق الجهود الإقليمية ومشاركة الخبرات والتقنيات أن نحقق إنجازات متسارعة في مبادراتنا".
