السعودية تدشن مرحلة جديدة في مشاريع الطاقة المتجددة

أرامكو تنضم إلى تحالف أكوا باور لبناء مزرعة عملاقة للطاقة الشمسية بمدينة سدير الصناعية.
الاثنين 2021/08/16
الاستثمار الأمثل في المستقبل

يعكس تدشين السعودية وهي أحد أبرز البلدان المنتجة للنفط في العالم مرحلة جديدة في مشاريع الطاقة المتجددة أن السباق المتسارع نحو استثمار الطاقات الصديقة للبيئة تبقى أولوية ضمن أجندة الحكومة لتنويع الاقتصاد رغم شكوك البعض في أنها ستظل بعيدة عن منافسة الوقود الأحفوري، الذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة لعقود طويلة.

الرياض - وضعت السعودية قدما أخرى في اتجاه بلورة استراتيجيتها المتعلقة بالتحول إلى الطاقة البديلة مع اكتمال جمع التمويلات لأحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم والذي سيقوده تحالف من الشركات المحلية في مقدمتها أكوا باور المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة وعملاق النفط أرامكو.

وأعلنت أكوا باور لتشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه الأحد عن نجاحها في تحقيق الإغلاق المالي لمشروع سدير للطاقة الشمسية ضمن برنامج صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي) للطاقة المتجددة.

وكشفت الشركة، في بيان على موقعها الإلكتروني عن انضمام سابكو، الشركة المملوكة بالكامل لأرامكو، إلى التحالف مع أكوا باور وبديل، الشركة المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.

وستمتلك أكوا باور، الذي يحوز الصندوق السيادي نصف أسهمها، حصة 35 في المئة ونفس مقدار الأسهم ستكون للشركة فيما تحصل أرامكو على الحصة المتبقية في شركة سدير الأولى للطاقة المتجددة التي تم تأسيسها خصيصا للمشروع.

وقال رئيس مجلس إدارة أكوا باور محمد أبونيان في بيان الشركة إنه “مع وصول العالم إلى منعطف حاسم في الجهود المبذولة للتصدي لظاهرة تغير المناخ، تفخر السعودية بدورها القيادي في الجهود المبذولة في التحول بقطاع الطاقة عالميا”.

محمد أبونيان: السعودية تفخر بدورها في جهود التحول بقطاع الطاقة عالميا

وأشار إلى أن تنفيذ مشروع سدير للطاقة الشمسية سيشكل إضافة نوعية في مسيرة تنويع مزيح الطاقة الأمثل والإسراع بمسيرة التحول في قطاع الطاقة بالسعودية.

وأضاف “نسعى إلى الإسهام بفعالية في تعزيز المحتوى المحلي من خلال فتح الآفاق وإتاحة الفرص أمام الشركات المحلية في قطاع الطاقة المتجددة”.

ومن المقرر أن تصبح محطة سدير للطاقة الشمسية، والتي تبلغ قيمتها الاستثمارية 3.4 مليار ريال (نحو مليار دولار) من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم التي يتم تنفيذها من خلال متعاقد واحد، إلى جانب كونها الأكبر من نوعها على مستوى السعودية.

وعلى الرغم من أن السعودية كانت بطيئة في الابتعاد عن الوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة لكنها أظهرت عزما على تحقيق أهداف المحافظة على المناخ من خلال مشاريع للطاقة البديلة بما فيها إنتاج الهيدروجين الأخضر في مشروع نيوم الضخم البالغ قيمته نصف تريليون دولار.

ويمثل هذا المشروع خطوة مهمة ضمن برنامج الطاقة المتجددة للصندوق السيادي الذي يتضمن تطوير 70 في المئة من قدرة توليد الطاقة المتجددة في السعودية بحلول عام 2030 بما ينسجم مع أهداف رؤية التحول الاقتصادي وتنويع موارد الدخل.

وكان قد تم الإعلان عن مشروع سدير للطاقة الشمسية لدى افتتاح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محطة سكاكا للطاقة الشمسية في شهر أبريل الماضي.

وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان حينها إن المشروع “سيكون الأكبر في البلاد عندما يبدأ التشغيل”.

وجاء الإعلان عن مشروع سدير في إطار استراتيجية صندوق الثروة السيادي للفترة بين 2021 و2025 التي تركز على إطلاق قدرات القطاعات غير النفطية الواعدة لتعزيز جهود الحكومة في تنويع مصادر الدخل من خلال تفعيل فرص النمو للقطاعات الاستراتيجية والحيوية.

ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من تشغيل المشروع الواقع بمدينة سدير الصناعية خلال النصف الثاني من 2022، بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 ميغاواط.

وستسهم محطة سدير للطاقة الشمسية في تلبية احتياجات 185 ألف وحدة سكنية من الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية بحوالي 2.9 طن سنويا.

كما سجل مشروع سدير للطاقة الشمسية ثاني أقل تكلفة إنتاج للكهرباء من الطاقة الشمسية عالمياً حيث تبلغ التكلفة 1.2 سنتا لكل كيلوواط للساعة.

محطة سدير للطاقة

1 مليار دولار قيمة المشروع الذي يعد من بين الأكبر في العالم
1500 ميغاواط طاقة إنتاج المحطة مع بدء تشغيلها في 2022
185 ألف وحدة سكنية ستقوم المحطة بتغطية طلبها على الكهرباء
2.9 مليون طن سنويا مساهمة المحطة في خفض الانبعاثات الكربونية

وقد تم توقيع اتفاقية لبيع الطاقة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة ربع قرن والذي يمثل خطوة مهمة ضمن برنامج الطاقة المتجددة التي ينفذها تحت مظلة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة.

ويعتمد المشروع على نظام التمويل بحق الرجوع المحدود، حيث تتم هيكلة القرض الرئيسي كديون مصغرة وميسرة بمدة سداد تبلغ 28 عاما، وبتمويل تقليدي وإسلامي.

كما يتميز الهيكل التمويلي بمجموعة من التسهيلات المرحلية التي تعتمد على حقوق الملكية، وتوفرها بنوك محلية ودولية لدعم استثمار المجموعة في حقوق ملكية
المشروع.

وتشمل مجموعة المؤسسات التي تمول هذا المشروع بنك ميزوهو المحدود وبنك الرياض وبنك التنمية الكوري والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) وشركة الراجحي المصرفية للاستثمار وبنك ستاندرد تشارترد كمقرضين ومنسقين رئيسيين مفوضين.

وسيتم تقديم التسهيلات التمويلية المرحلية من قبل بنك البلاد وبنك ساب وبنك أس.أم.بي.سي إنترناشونال وبي.أل.سي.

ويعد استثمار أرامكو في مشروع محطة سدير أول مشاركة من جانبها مع صندوق الاستثمارات العامة في تحقيق برنامج الطاقة المتجددة للصندوق، ما يعكس جهود الشركة لتطوير حلول الطاقة المستدامة في عملياتها وداخل البلد الخليجي.

وتتطلع مجموعة النفط السعودية العملاقة إلى الإنفاق على مشاريع الطاقة المتجددة جنبا إلى جنب مع الصندوق السيادي الذي تبلغ احتياطاته نحو 430 مليار دولار، في ظل سعي الاقتصادات العالمية إلى التحول إلى طاقة صديقة للبيئة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين ناصر الأسبوع الماضي، إن الشركة “تدرس إنتاج الهيدروجين وتصديره حتى في الوقت الذي تستثمر فيه لتوسيع طاقة إنتاج النفط ومبيعاته”.

ويسعى الصندوق السيادي والشركات التابعة له إلى رفع الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي ليصل إلى حوالي 1.2 تريليون ريال (320 مليار دولار) بشكل تراكمي بنهاية عام 2025.

وتخطط الرياض لإنتاج 41 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2040 كما تشير إلى ذلك تقارير دولية والتي ترى أن دعم نمو الطاقة الشمسية يحتاج لتوفير التمويل وإبرام شراكات استراتيجية إضافة إلى إجراء إصلاحات استباقية لسياسات الطاقة.

11