السعودية تدرس عرضا صينيا لبناء محطة نووية

الرياض - كشفت مصادر مطلعة الجمعة أن السلطات السعودية تدرس عرضا صينيا لبناء محطة للطاقة النووية، في تحرك يمكن أن يعرقل خططا أميركية في البلد الخليجي.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين سعوديين، لم تكشف هويتهم، أن المؤسسة الوطنية النووية الصينية، وهي شركة مملوكة للدولة، قدمت عرضا لبناء محطة نووية في المنطقة الشرقية.
وسعت الرياض في السابق إلى تعاون واشنطن في إنشاء برنامج نووي مدني على أراضيها كجزء من اتفاق محتمل لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن البعض يرى أن الأمر يعتبر أحد المسارات التي يعتمدها أكبر اقتصاد عربي في تركيز الطاقة المستدامة بالبلاد.
وسبق أن أكد مسؤولون أميركيون أن مشاركة تكنولوجيا الطاقة النووية سيكون ممكنا فقط إذا منع الاتفاق تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة البلوتونيوم المُنتج في المفاعلات، وهما سبيلان إلى صنع أسلحة نووية.
ووضعت الرياض الطاقة النووية صوب عينيها عقب إعلان رؤية 2030. وقد أنشأت أول مفاعل أبحاث نووية في عام 2018، بهدف تطوير برنامجها السلمي لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر.
◙ السعودية تخطط لاستثمار أكثر من ربع تريليون دولار في قطاع الطاقة المتجددة، وهو ما يُعد أكبر تمويل معلن في المنطقة العربية حتى الآن
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد أعلن في يناير الماضي اعتزام بلاده استخدام يورانيوم محلي المصدر لبناء قوتها النووية.
وأسست الرياض شركة نووية قابضة للمشاركة والاستثمار في المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية محليا وعالميا، كما سعت للحصول على دعم واشنطن خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، كما بحثت مع فرنسا سُبل التعاون المتبادل في استخدام هذه الطاقة.
وتخطط السعودية لاستثمار أكثر من ربع تريليون دولار في قطاع الطاقة المتجددة، وهو ما يُعد أكبر تمويل معلن في المنطقة العربية حتى الآن، والذي يعادل موازنات سنوية لدول بكاملها.
ويقر المسؤولون السعوديون بأن بحث إنشاء محطة نووية مع الصين يمثل وسيلة لحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تقديم تنازلات في المتطلبات المتعلقة بمنع الانتشار النووي.
وبحسب الصحيفة يفضل السعوديون تكليف شركة الطاقة الكهربائية الكورية الجنوبية المملوكة للدولة ببناء مفاعلات المحطة مع الاستعانة بخبرة تشغيلية أميركية، لكن دون الموافقة على الضوابط المرتبطة بمنع الانتشار التي تطلبها واشنطن بشكل عام.
وأكدت المصادر أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مستعد للمضي قدما مع الشركة الصينية قريبا إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة. لكنها لم تذكر أيّ تفاصيل حول قدرة المحطة في حال تم الاتفاق على إنشائها.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الصينية القول إن بكين “ستواصل التعاون مع السعودية في مجال الطاقة النووية المدنية مع الالتزام بالقواعد الدولية لمنع الانتشار النووي”.
وعبر وزير الطاقة الإسرائيلي عن معارضته لفكرة تطوير السعودية لبرنامج نووي مدني في إطار أيّ مسعى أميركي يتعلق بالعلاقات السعودية - الإسرائيلية.
وقالت إسرائيل إنها تتوقع أن تتشاور معها واشنطن حول أيّ اتفاق أميركي - سعودي يؤثر على أمنها. ومن المعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية. ولم توقع إسرائيل على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وليست لديها مشروعات طاقة نووية.
◙ الصين والسعودية ترتبطان بعلاقات تجارية واسعة في مجال الطاقة كون بكين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم والمملكة هي أكبر المصدرين
وعززت السعودية العلاقات مع الصين خلال العام الماضي. وتوسطت الصين في مارس الماضي في إعادة العلاقات بين السعودية وخصمها الإقليمي إيران.
وترتبط الصين والسعودية بعلاقات تجارية واسعة النطاق في مجال الطاقة، نظرا إلى أن الصين هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم والمملكة هي أكبر المصدرين.
وتبني شركة هندسة الطاقة الصينية، التي تديرها الدولة، محطة للطاقة الشمسية بقدرة 2.6 غيغاواط في الشعيبة على البحر الأحمر بالتعاون مع شركة المرافق السعودية أكوا باور، في ما يفترض أن يصبح أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط.
وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ الرياض في ديسمبر الماضي، في ما وصفته وزارة الخارجية الصينية بأنه "علامة فارقة في تاريخ تطور العلاقات الصينية – العربية".
ومع ذلك، سعت السعودية إلى الحفاظ على التوازن في العلاقات مع كل من الصين والولايات المتحدة، مع بقاء واشنطن أهم شريك أمني لها.